"هانيس" كتاب يحيي الكلمات الكردية المنسية
بالإشارة إلى دور المرأة في الحفاظ على اللغة والثقافة، تقول راحلة بيات غياثي، مؤلفة كتاب هانيس "لا يمكن لأحد أن يكون مؤثراً في الحفاظ على اللغة واللهجة والثقافة حية مثل المرأة، ولا يستطيع أحد أن يفعل ذلك. كن مؤثراً مثل المرأة في الأسرة ولا تشارك في تدميرها
دنيا نظري
سنه ـ يلعب كتاب "هانيس" دوراً مهماً في منع كارثة اندثار اللغة الكردية، وفي السنوات الأخيرة تم تأليف كتب مهمة في مجال الروايات والقصائد والقصص القصيرة باللغة الكردية بمختلف لهجاتها، وأغنت المكتبة الكردية، ولعبت النساء دوراً مهماً في ذلك، حيث تمكن من الاجتهاد في الحفاظ على ثقافتهن في كل عصر.
بسبب تلاشي اللهجة الجروسية، فإن بعض كاتبات هذه المنطقة لهن اليد العليا في هذا المجال، ومن بين الكاتبات راحلة بيات غياثي وهي مؤلفة كتاب هانيس الذي كتب باللهجة الجروسية، وهو كتاب فيه الكثير من الأبحاث في هذا المجال، وكان البحث عن الكلمات الأصيلة والمنسية ذا أهمية كبيرة بالنسبة لراحلة وزوجها، بقدر ما استطاعا أن يجدا في أسفارهما آلاف الكلمات التي تموت، فهانيس ليس مجرد كتاب، بل مجموعة من الكلمات المنسية والأمل في الحفاظ عليها.
تقول راحلة بيات غياثي لوكالتنا "عمري 37 سنة ولدت في إحدى قرى بيجار شرق كردستان اسمها درغيات وأنا أم لثلاث بنات، بدأت الكتابة عام 1994 بأعمال الأطفال وألفت كتاب بعنوان "الغابة المليئة بالمغامرات" والذي يحتوي على خمس قصص قصيرة للأطفال، ومنذ ذلك العام، كنت لا أزال مهتمة بالكتابة حتى اقترح زوجي أن أكتب عن اللغة الكردية الجروسية، لأنها مهددة بالانقراض ومن واجبنا الحفاظ عليها، وبدأنا العمل في حزيران 2022 وتم الإعلان عن الكتاب في حفل حضره الرجال والنساء المسنين في المنطقة والذي ما زالوا يحتفظون بمفردات هذه اللهجة".
وتضيف "هانيس هو نتيجة اثنتي عشرة سنة من الجهد، مع أنني لم أكن أكتب طوال الاثنتي عشرة سنة، في الواقع، كنا نقوم بالبحث لنتمكن من جمع الكلمات التي ضاعت في جروسي، وذهبت أنا وزوجي من جبل إلى جبل ومن قرية إلى قرية حتى نجد سلسلة من الكلمات من لغة كبار السن من الرجال والنساء، ومثلاً لم نعرف ما يعادل كلمة المطهر، وأخيراً سمعناها من امرأة مسنة في قرية تقع على طريق بيجار، وحاولت قدر استطاعتي إحياء الكلمات والمفارقات والأمثال التي ضاعت في هانيس، وبهذه الطريقة فإنني أشعر بالامتنان الشديد لكل من ساعدنا".
ولفتت إلى أنه "في الحقيقة شكل القصة والإطار الرئيسي لهانيس كانت فكرتي الخاصة، ولكن حتى وصلت إلى مرحلة الكتابة والدفع، تحدثنا في البداية عن امرأة تعمل في رسم الخرائط وحياكة السجاد في بيجار، وهذا العمل له جذور تاريخية وقد قامت به معظم نساء جروس. شخصية قصتي امرأة، على عكس القصص الأخرى، فهي غنية ونبيلة، وتعود جذورها الأمومية إلى هانيس، وهي قرية قريبة من سنه، وهي امرأة تبلغ من العمر خمسة وأربعين عاماً تعيش في بلدة صغيرة بها الكثير من المشاكل ولكنها مستقلة ولا تحتاج لأحد، وهذا الاستقلال هو الورقة الرابحة لهانيس".
وعن الاصداء الذي تركها الكتاب بينت "بعد نشر هانيس والطاقات التي حصلت عليها من زملائي والناس أدركت أن هانيس كان مثيراً للاهتمام وتمت قراءته، قررت الاستمرار في الكتابة وقريباً سيكون لدي مجموعة قصصية لأكتبها".
واختتمت حديثها بالتذكير بالدور المهم الذي تلعبه المرأة في الحفاظ على اللغة والثقافة "لا يمكن لأحد أن يكون مؤثراً في الحفاظ على لغة ولهجة وثقافة حية مثل المرأة، ولا يمكن لأحد أن يدمرها بقدر المرأة والإنسان. يجب أن يشاركوا الأم في الأسرة، لذا يرجى أن نقدر لغتنا ولهجتنا ونتحدث مع أطفالنا بلغتنا ولهجتنا، وخاصة نساء جروس لأن جروس غنية وجميلة للغاية".