غالية صالح تبتكر الكتب التفاعلية والتعليمية للأطفال

الفلسطينية غالية صالح تبتكر كتاباّ تفاعلياّ تعليمياً من أجل الارتقاء بأوضاع الأطفال وتحسين مستواهم على الصعيد التعليمي والصحي والبيئي، ومحاربة التكنولوجيا الضارة.

نغم كراجة

غزة ـ لم تتوقف غالية صالح عن إنتاج كتب تفاعلية للأطفال عامة بل دونت في قائمة إنجازاتها قدرتها على تخصيص كتباً وقصصاً خاصة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، إلى جانب ذلك استطاعت ابتكار منتجات كتابية لمرضى التوحد، وإلى جانب ذلك تمكنت من ابتكار ما يزيد عن ألف لعبة تعليمية هادفة لفئات متعددة من الأطفال.

أمام طاولة صغيرة ممتلئة بالأوراق المختلفة والأقمشة الملونة والمخططة وأدوات بسيطة للتصميم كالمقص واللاصق الكهربائي تجلس الفلسطينية غالية صالح البالغة من العمر 39 عاماً وتقطن في مدينة طولكرم؛ لممارسة هوايتها التي تحولت بشكل مفاجئ إلى مصدر دخل واستثمار لطاقتها وإبداعها المكنون.

وقالت غالية صالح أن نجاح العمل وتحقيق مردود مادي ليس له علاقة بالمؤهل العلمي للمرأة أو بما تملك من رأس مال وإمكانيات "في البداية أنا خريجة كلية الصيدلة عملت في تخصصي بضع سنوات وتوقفت عن العمل بعد إنجاب أبنائي تفرغاً لهم ولتربيتهم ومتابعة شؤونهم، ومن هنا بدأ الإلهام بمشروعي الخاص الذي تفصله مسافات بعيدة عن الصيدلة"، موضحة إن "التجربة الأولى في تصميم الكتاب التفاعلي كشف لي ميولي وموهبتي، وليس من الصعب النجاح في أي مشروع كان طالما مصحوباً بالعزيمة والإرادة والإصرار".

وأضافت أن "السبب الأساسي في انطلاقة المشروع هي ابنتي سارة حين رأت أثناء تصفحها لمواقع التواصل الاجتماعي كتاباً تعليمياً بأسلوبٍ مميز غير تقليدي وأثار دهشتها مما جعلها تطلب مني أن أصنع لها كتاب بمثل هذه الفكرة وبعد إصرارها وإلحاحها قررت أن ألبي رغبتها بالرغم من أنني لا أتقن مهارة الرسم والتخطيط بجدارة لكن وافقت على رغبتها من باب المحاولة".

وبينت أن بداية المشروع جاءت لحاجتها الشخصية كأم في إبعاد أبنائها عن الإلكترونيات والإشعاعات الضارة وجلوسهم مدة طويلة عليها خاصة في أوقات الفراغ.

وتابعت "بدأت بتصميم الكتاب واختيار لون القماش المناسب والملفت وإعداده وفق المقاييس للنموذج الأصلي الذي رأته ابنتي، وتفاجئت بالنتيجة النهائية حيث أنني لم أتوقع أن أنجز هذه العمل بابتكار وهذا ما رأيته في عيناي ابنتي ودهشتها بما صنعته"، مضيفة أن العائلة والأصدقاء أبدوا إعجابهم الشديد بفكرة الكتاب التعليمي وأهميته العلمية والصحية للأطفال بكافة مراحلهم.

وحول تفاصيل الكتاب التفاعلي قالت "قبل عامين قررت التوسع بالفكرة وتحويلها إلى مشروع دخل واستثمار، وأحببت أن يكون الكتاب بشكلٍ أخر يحمل في طياته محاور مفيدة وثرية للطفل، وحرصت على إنتاجه بطريقة احترافية وجودة ممتازة من الألف إلى الياء حيث استعملت القماش الناعم؛ ليسهل حمله من قبل الطفل كذلك كل كتاب أصنعه حسب الطلب أوضع عليه اسم الطفل وصورته وشخصيته الكرتونية المقربة مما حفز الأطفال على تقبل الفكرة بشغف".

وأن الهدف الرئيسي من إنتاج الكتب التفاعلية والقصصية هو إبعاد الأطفال عن استخدام الأجهزة الإلكترونية كالهاتف لفترات طويلة، وتعزيز إمكانية التعلم باللعب من خلال استخدام خاصية تطبيقات للقراءة، التي تساعد الطفل في تفعيل حواسه الخمس بشكل أفضل، والكتاب التفاعلي يستهدف الأطفال من الأشهر الأولى ولهم محاور ومهارات خاصة بهم تختلف تماماً عن باقي الفئات العمرية.

وعن تصميم الكتاب التفاعلي بما يناسب شخصية كل طفل أشارت إلى " قبل أن أنجز أي منتج حسب الطلب كنت أجلس مع والدة كل طفل للاطلاع على شخصيته وطريقة أفكاره لأضيف محاور تلائمه باعتبارها آلية حديثة للوصول لأكبر عدد ممكن من الأطفال".

وعن ما وصلت إليه الآن "اليوم منتجاتي وأعمالي تصل الدول العربية والأجنبية وليست المدينة المحلية فقط، وأنجز طلبيات كبيرة لهم، كما أنني أشارك في المعارض الكبيرة التي تدعم وتساند المرأة الريادية"، موضحة أنها تروج لأعمالها عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي أصبحت جزء متعارف عليه به.

وواجهت عدة تحديات منها تلقيها العبارات المسيئة والتنمر بما تفعله خاصةً أنها صيدلانية لكن النتيجة النهائية جعلت المحبطين في صمت، وأيضاً غلاء الأسعار والمواد الخام نظراً لأنها تستعمل أفضل المواد جودة وتقنية فيصبح سعر الكتاب التفاعلي غالٍ بعض الشيء للمشترين".

وتطمح بنشر الفكر المتعلق بالكتب التفاعلية واستخدام العلوم بطريقة فنية، ووصول منتجاتها على مستوى الشرق الأوسط، ومؤازرة الفكرة للمناهج التعليمية في فلسطين، وأن تفتتح ورشة كبيرة تستقطب بها أعداد من النساء والفتيات اللواتي بحاجة إلى عمل وتنتظرن فرصة واحدة للعمل، وأنه بعد توسع خط الإنتاج أصبحت تعمل وبرفقتها كادر نسوي مكون من خمس فتيات فأكثر كل منهن لهن وظيفتها من حيث التصوير، والترويج، والتجهيز والتواصل ومهامٍ أخرى.

وبخصوص الخطة التطويرية القادمة قالت "أسعى في الحصول على المزيد من التدريبات اللازمة لتطوير المشروع وتقديم مهارات ابتكارية أفضل، وزيادة القدرة الإنتاجية وتوسيع خط الإنتاج دولياً وعالمياً".