في ظل القيود والتهديدات... حضور نسائي محدود في معرض بكابول
في أحد أيام معرض "تطوير منتجات أفغانستان للأسواق الدولية" في العاصمة كابول، شهد الحدث أجواء مشددة تحت رقابة طالبان، مع حضور مكثف للرجال وإشراف هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

بهاران لهيب
كابول ـ معرض "تطوير المنتجات الأفغانية للأسواق الدولية"، الذي استمر خمسة أيام في كابول، كان أغلب بائعيه من الرجال امتثالاً لتعليمات الحكومة، فيما شاركت بعض النساء على الرغم من الضغوط والقيود.
وسائل الإعلام الخاضعة لسيطرة طالبان امتنعت عن إجراء مقابلات مع النساء، بحجة عدم التزامهن بالحجاب بشكل كامل.
رغم أن الحدث كان مفتوحاً للجميع، فإن الأجواء كانت تعكس بقوة سياسات طالبان، حيث شارك فيه أفراد مقربون من الجماعة، وكانت التصريحات الإعلامية محصورة بممثلي الحكومة.
عند دخول المعرض، واجه الزوار أفراد طالبان الملثمين الذين فرضوا عمليات تفتيش وتدقيق مستمرة، مع وجود ممر منفصل مخصص لدخول النساء.
داخل المعرض، تمركزت مجموعات عديدة من عناصر وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الذين كانوا يقدمون ملاحظات فردية لكل امرأة حول نوع ملابسها وطريقة ارتداء الحجاب، حتى النساء اللواتي ارتدين الملابس وفقاً للمعايير المطلوبة، لم يسلمن من الإهانات والتحذيرات، حيث طُلب منهن عدم إزالة أقنعتهن تحت أي ظرف.
تعلم النساء الأفغانيات أن كل مرة يخرجن فيها من منازلهن، يجب أن يتوقعن الإهانة، التحقير، والتوبيخ من قبل طالبان، وفي هذا المعرض أيضاً، ترافقت تعليقات عناصر وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع ابتسامات مريرة من النساء اللواتي واصلن طريقهن رغم ذلك.
خلال المعرض، التقينا بإحدى البائعات، زهرا أيوبي، التي تعمل في مجال إنشاء محطات توليد الطاقة، حيث قالت "هدفنا من المشاركة في معرض المنتجات الدولي في أفغانستان هو عرض إنتاجاتنا حتى يتمكن الناس من الاطلاع عليها".
وعن مستوى المبيعات، أوضحت "لقد جلبنا محطات الطاقة هنا كنماذج، وإذا تقدم أحد بطلب، نقوم بترتيبها من مكتبنا، جميع زبائننا من الرجال".
وكانت رسالتها للنساء الأفغانيات هي أن "يأتين ويتقدمن خطوة للأمام حتى نتمكن من بناء أفغانستان مكتفية ذاتياً، محطات الطاقة ليست تخصصاً مقتصراً على الرجال، فالنساء أيضاً قادرات على العمل والتعلم".
اختُتم معرض كابول في ظل حضور محدود للنساء وأجواء قمعية، مما عكس مجدداً الوضع الهش والصعب الذي تعيشه النساء في المجتمع تحت حكم طالبان، ومع كل القيود المفروضة، لا تزال نساء مثل زهرا أيوب تسعى لشق طريقها في بيئة اقتصادية واجتماعية يغلب عليها الطابع الذكوري والتطرف، محافظات على الأمل ومواصلات المسير نحو مستقبل أفضل.