"فرقة زنوبيا" تجسد واقع وحقيقة المرأة على مر العصور
تعمل فرقة "زنوبيا" للفن المسرحي على تنمية المواهب الشابة عبر فتح المجال للانضمام إليها وتجسيدهم لقضايا المرأة والمجتمع.
يسرى الأحمد
الرقة ـ أكدت عضوات فرقة زنوبيا للتمثيل المسرحي أن الفرقة ساهمت في إظهار حقيقة وتاريخ المرأة وواقعها مشيرات إلى أهمية تطوير الفن المسرحي وتعزيز دور المرأة فيه.
يعتبر الفن المسرحي "التمثيل" من أهم وأبرز الفنون الحسية، كونها من الفنون المسموعة والمرئية في آن واحد وذات تأثير، وتتميز بالشفافية والوضوح، ويحمل رسالة يجسدها الممثل/ة أثناء أدائهم دور محدد، كما أن للتمثيل أهمية كبيرة في إظهار الحقائق وكشف حقيقة التاريخ والثورات على مر العصور كونه يتناول قضايا المجتمع ويطرحها لمعالجته.
وإحدى الفرق المسرحية التي تتهم بقضايا المرأة والمجتمع فرقة "زنوبيا" للفن المسرحي في مقاطعة الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا التي تأسست عام 2023، وتتألف من ثماني عضوات تبلغن من العمر ما بين 15 ـ 18عاماً، وتهدف إلى طرح قضايا المرأة ومعالجتها في آن واحد.
وحول عمل الفرقة وهدفها أوضحت المشرفة سمر جمعة إنه "تم اختيار الفئة الشابة للعمل في الفرقة كون هذه الفئة قادرة على إيصال رسالة الفن بشكلها الحقيقي"، مشيرةً إلى أنهم شاركوا في الكثير من الفعاليات منها حملات العنف ضد المرأة واستذكار المناضلات وتجسيد مسيرة حياتهم عبر مهرجانات المرأة والطفل.
وحول القضايا والمواضيع التي تجسدها فرقة "زنوبيا" قالت "نتناول بشكل أساسي القضايا المتعلقة بالمرأة لإظهار حقيقة ما تعرضت له خلال فترة سيطرة داعش، إضافة إلى العادات والتقاليد البالية التي لاتزال تعاني منها، فهناك مسرحيات تتحدث عن كيف كانت تعيش المرأة في المجتمع الطبيعي ومكانتها ودورها على مر العصور، وطرح ما تعانيه في الوقت الحالي من تعدد الزوجات وزواج القاصرات والعنف الجسدي والنفسي، لكي نتمكن من معالجتها".
ولفتت إلى أن سبب تسمية الفرقة باسم "زنوبيا" كان نسبة إلى الملكة زنوبيا التي اتسمت بالعديد من الصفات كالقوة ورجاحة العقل كما أنها كانت عادلة وتسعى لنشر السلام وتحقيق حرية النساء "استوحينا اسم الفرقة منها لإظهار حقيقة وقوة المرأة منذ القدم".
وحول أهمية مشاركة المرأة في الفن المسرحي قالت، إن المرأة هي الوحيدة التي بإمكانها أن تعطي الطابع الحقيقي للدور لأنها قادرة على إيصال مشاعرها وأحاسيسها للعالم، مضيفةً أن للفن المسرحي أهمية كبيرة فهو من أهم الفنون التي تتناول قضايا المجتمع العالقة ومعالجتها من خلال طرحها بكافة أبعادها.
وأكدت على أنهم يعملون على استقطاب المواهب الفنية المختلفة سواءً كانت فنون الدبك أو الموسيقى أو الغناء أو المسرح، لتنميتها وتطويرها لإحياء الجانب الفني المسرحي والنهوض بثقافة وتراث المنطقة، وإظهار حقيقة المجتمعات والمرأة خاصة.
من جانبها قالت العضوة في الفرقة إسراء العبود، أن شغفها وحبها للتمثيل كان سبب انضمامها، لافتةً إلى أنها شاركت في العديد من المسرحيات التي تناولت معاناة المرأة، ومثلت أدوار مختلفة في كل مسرحية "يتم تحديد الأدوار بحسب الشخصية والخصائص التي تناسب الدور المطلوب".
وقالت إن "التمثيل ليس بالأمر السهل لكن مع التدريب يمكننا اتقان جميع الحركات والإيماءات والحوارات وتقليدها بالشكل المناسب، لذلك يجب على الممثل أن يجسد الدور بكل شفافية ليكون أدائه مميز وهذا لن يحدث إلا إن تمكن الممثل من أن يتخيل نفسه يعيش شعور الشخصية التي يقوم بتمثيلها".
وأكدت أنها تسعى من خلال الأدوار التي تمثلها إلى إيصال حقيقة المرأة في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا وإظهار إرادتها القوية رغم ما تعانيه من ضغوطات، لافتةً إلى دور مشروع الأمة الديمقراطية الذي أعطى أهمية لكافة المواهب الفنية ومساهمته في إعادة إحياء كافة الفنون.
ووجهت رسالة للفتيات اللواتي تمتلكن مواهب مختلفة وخاصة التمثيل ألا تترددن في الانضمام إلى فرق المسرح أو الغناء في مركز الهلال الذهبي، لكي تنمين مواهبهن وتطورنها.
من جانبها قالت نغم خليل التي انضمت إلى الفرقة منذ بضعة أشهر "بعد أن اكتشف والدي موهبتي بمجال التمثيل والمسرح عندما كنت أحاول تمثيل أي شيء في المنزل والمدرسة، شجعني لأنضم إلى فرقة المسرح في مركز الهلال الذهبي".
وبدورها قالت حور العبد عن سبب اختيارها مجال الفن المسرحي كونها عضوة في فرقة "بالميرا" للفنون الشعبية وتجيد العزف على آلة الكمان "أسعى لتنمية مهاراتي الشخصية وتطويرها بانضمامي إلى فرقة المسرح، فمنذ اللحظات الأولى التي صعدت فيها إلى المسرح وبدأت بالتمثيل انتابني شعور الخوف والتوتر والسعادة في نفس الوقت كوني بدأت بتحقيق حلمي".
وأكدت أن التمثيل يحتاج إلى موهبة وإبداع شخصي، فهو يتطلب من الممثل من خلال الدور الذي يؤديه أن يقلد كافة الحركات بالجسد وحتى تعابير الوجه من حزن وفرح وغضب، وهذا ليس بالأمر السهل القيام به فأحياناً يحتاجون لعدة أيام ليتمكنوا من اتقان الدور جيداً.