دعم الجانب الثقافي من الإنجازات التي تحتفي بها النساء في 8 آذار
يعد التطور الذي شهده الجانب الفني والثقافي بريادة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا بعد ثورة روج آفا من الإنجازات التي تحتفي بها نساء المنطقة في اليوم العالمي للمرأة.

نور الاحمد
الرقة ـ شهد الفن والثقافة في إقليم شمال وشرق سوريا نقلة نوعية منذ 12تموز/يوليو 2012 وتطوراً ملحوظاً بمشاركة النساء فزاد عدد المنضمات لمختلف الفرق الفنية وكذلك تم دعم مواهب الرسم والموسيقا والشعر وغيرها من الفنون.
"المرأة حرة وأصيلة"
أثنت الشاعرة الفراتية فاطمة الشامي على الدعم الذي قدمته الإدارة الذاتية للجانب الفني والثقافي في المنطقة والذي تم تهميشه خلال عهد نظام البعث ثم وأده داعش خلال سيطرته على مدينة الرقة وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة كتبت قصيدة أهدتها لنضال وتضحيات المرأة.
وعادت الشاعرة التي تبلغ من العمر 57 بذاكرتها إلى الطفولة عندما حرمت من التعليم لأن المجتمع يرى ذلك معيب "اضطررنا للعمل في المنزل والأرض عندها تعرفت على موهبتي والبداية كانت من كتابة بعض الأبيات بالأعراس"، مبينةً أن الكتابة وراثة ولم تستطع الأمية وعدم إكمال التعليم قتل هذه الموهبة لأن خالها ووالدتها لديهما أيضاً هذه الموهبة.
وأضافت "في البداية تناولت مواضيع تتعلق بالطبيعة والأصدقاء لكن عند زواجي توقفت عن الكتابة لفترة وانشغلت بالزراعة، ولأنه لم يكن هناك دعم لأهالي المنطقة من قبل النظام السابق لم أهتم ولم يهتم أحد بما أكتبه فابتعدت عن الكتابة، لتأتي سيطرة داعش على المنطقة التي جعلت من المستحيل التفكير في هذا الموضوع".
ما أعاد إليها روح الكتابة مرة أخرى هو فقدانها لشقيقها خلال الحرب "السعادة والحزن كلاهما يفتحان قريحة الشاعر للكتابة لينكب على الورق ويبوح بمشاعره دون تردد، وبذلك عدت للكتابة من خلال قصائد ترثي أخي والشهداء ثم توسعت مواضيعي لتشمل نهر الفرات وحب الوطن واضطهاد المرأة، وثورتها التي كسرت القيود فالتاريخ يشهد بما قدمته المرأة الحرة والأصيلة".
وبينت أنه في ظل الإدارة الذاتية تحررت المرأة وكسرت القيود لذلك سميت الثورة في مناطقنا بثورة المرأة، "مهما تكلمنا عن المرأة نبقى عاجزين أمام تضحياتها، فالمرأة في مناطقنا هي مثال للمرأة السورية الحرة، ولكن تعاني النساء في العديد من البلدان كما في أفغانستان وإيران"، وأثنت على الشهيدات اللواتي "ضحين حتى نعيش"، قائلة "الشعر جزء من حياتي وشاركت بأمسيات لاقت صدى وإعجاب فاللهجة الفراتية محبوبة".
"دعم الفن من أبرز المكتسبات"
وأكدت الإدارية في مركز الهلال الذهبي سمر الجمعة أن المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا حصدت نتاج نضال ثورتها وباتت تحتفل بيوم الثامن من آذار بالإنجازات القيمة التي حققتها خلال أكثر من عقد.
يصادف يوم الثامن من آذار من كل عام اليوم العالمي للمرأة والذي تم تحديده من قبل الأمم المتحدة ويحتفي العالم بإنجازات ومكتسبات المرأة.
وعن الإنجازات القيمة التي حققتها المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا قالت الإدارية في مركز الهلال الذهبي بمدينة الرقة سمر الجمعة "تمكنت المرأة من لعب دور بارز وهام فكانت القيادية والريادية، وانخرطت في جميع المجالات وعملت على تنظيم النساء وتوحيد صفوفهن وصوتهن في المنطقة، من خلال تأسيس تنظيمات نسوية وافتتاح مجالس ومكاتب خاصة بها".
ولفتت إلى تأسيس المراكز الثقافية والفنية في المنطقة "يعتبر افتتاح مراكز فنية خاصة بالمرأة من أبرز مكتسبات ثورة المرأة وتعد خطوة جديدة وفريدة من نوعها، كتأسيس مركز الهلال الذهبي ومركز الثقافة والفن، ليكون بمثابة افتتاح بوابة لاستقطاب جميع المواهب الفنية وتطويرها وخاصةً الفئة الشابة سواء كان غناء أو مسرح أو عزف أو رقصات شعبية، فقد كسرت الحواجز التي قيدتها وباتت اليوم تشارك بمواهبها على الساحة الفنية والثقافية وتبدي بصوتها بما تريده".
وباسم العادات والتقاليد ومفهوم العيب حرمت المرأة من المشاركة في أي نشاط فني وعلى ذلك تؤكد سمر الجمعة أن "أحد الإنجازات التي نحتفي بها في اليوم العالمي للمرأة هي تطوير الفن والاهتمام بثقافة المنطقة، وهذا المشروع بات نموذج مثالي للشعوب".
وترى أن "مشاركة المرأة لمواهبها الفنية ساهم في إيصال رسالة سامية وصورة جميلة إلى العالم عن واقعها وما حققته من إنجازات ومكتسبات قيمة في ظل ثورتها، فالمستوى الفني الذي وصلت إليه المنطقة مميز، وباتت المنطقة ساحة لإبداع الفنانات والمثقفات، فثورة المرأة ازدهرت وتلونت بفن المرأة ووجودها وصوتها".