بمكونات مختلفة تعد المرأة الشركسية "نوغا شاي"

حافظ المكون الشركسي على ثقافتهم وعادتهم التراثية رغم التهجير القسري من موطنهم الأصلي، ويعد نوغا شاي أحدى هذه العادات وسر من أسرار تراثهم العريق، والذي يُعد بمكونات مختلفة

سيلفا الإبراهيم
منبج ـ .
تختلف الثقافات من مكون لآخر فكل مكون يعرف بثقافته التي تميزه عن غيره من المكونات، وتتميز ثقافة المكون الشركسي في مدينة منبج بشمال وشرق سوريا عن باقي المكونات سواء بزيه أو برقصاته أو بطقوس الزواج، بالإضافة إلى إعداد "نوغا شاي" وهو الشاي الذي يُعد بطريقة تختلف عن المكونات الأخرى.
تحدثت الشركسية تالين ضياء الدين من مدينة منبج بشمال وشرق سوريا، لوكالتنا عن كيفية إعداد نوغا الشاي المعروف لدى الشركس والمرغوب به لدى جميع الأفراد.
ويعتبر الشركس من أقدم المكونات التي سكنت مدينة منبج بعد التهجير القسري من قبل روسيا القيصرية منذ عام 1864، من موطنهم الأصلي القوقاز صوب العديد من الدول ومنها تركيا، فلسطين، الأردن وسوريا.
وبينت تالين ضياء الدين أن إعداد هذا النوع من الشاي يعود لأجدادهم وجداتهم، وكان يعدهُ المقاتلين الشركس لكونه يمنح الطاقة ويُعطي الحرارة للجسم، ولهذا سُميَ بالشاي الحربي، وقالت "هذه الميزات جعلت نوغا شاي مختلفاً عن الشاي العادي المعروف لدى الجميع".
وتعود أصول المكون الشركسي إلى جبال القوقاز على الحدود بين قارة آسيا وأوروبا، الممتدة بين البحر الأسود وبحر قزوين واسمهم الأصلي هو "الأديغا"، وتتميز تلك المناطق بمناخها البارد، وكانت بلاد القوقاز مكاناً للصراعات السياسية، العسكرية، الدينية، الثقافية والعمليات التوسعية عبر قرون طويلة الأمد، وآنذاك كان المقاتلون الشركس لدى مشاركتهم في المعارك يعدون نوغا شاي لإعطائهم الدف وسط الطقس البارد.
وعن كيفية إعداد نوغا شاي والمكونات المستخدمة في تحضيره قالت "يُعد نوغا الشاي من الحليب والشاي الأسود والملح والفلفل الأسود"، مبينة أنه في البداية يتم غلي الحليب في وعاء، ثم يوضع الشاي الأسود بكمية نسبية حسب الرغبة، ثم يضاف إليه الملح والفلفل الأسود.
وتابعت أن نوغا شاي ليس مشروب أساسي يومي يحضر على مائدة الطعام، لكنه مرغوب ومحبب بشكل كبير لدى المكون الشركسي، منوهةً إلى أنه يحضر في المناسبات العائلية أو الأعياد أو عند الرغبة به.
نوغا شاي المعروف بمذاقه الطيب ونكته المميزة يُرغب به في أيام الشتاء أكثر من فصل الصيف كونه يعطي حرارة للجسم.
وتطرقت تالين ضياء الدين إلى الفوائد الصحية العديدة لنوغا شاي "يمنح جسم الإنسان الطاقة والحرارة اللازمة لوجود الفلفل الأسود فيه، كما يمنح الجسم المناعة لتجنب النزلات الشتوية كالزكام وغيرها".
ويُعد نوغا شاي في كل منزل شركسي، ويحبذ من كبار السن أكثر من غيرهم، قائلةً "حافظ أجدادنا على إعداد نوغا شاي رغم التهجير القسري من الموطن الأصلي، ونحن سنورثه للأجيال، لأن التراث يدل على عراقة الشعوب ومدى أصالتها".
ولا يزال المكون الشركسي يحافظ على هذه الثقافة ويعد "نوغا شاي" بشكل مستمر في فصل الشتاء، ويقدمونه كضيافة لزائريهم ويشتهرون به بشكل كبير بين مكونات المنطقة كونه يختلف عن الشاي المنتشر بين مكونات الأخرى.