بهية مرتضى: الممثلة المسرحية أكثر قدرة على إيصال معاناة النساء
تعتبر الفنانة المسرحية المغربية بهية مرتضى أن الممثلة المسرحية هي أكثر قدرة على إيصال معاناة النساء وتجسيدها، لأنها قبل أن تكون فنانة فهي امرأة تتعايش نفس المعاناة.
حنان حارت
المغرب ـ أكدت الفنانة المسرحية بهية مرتضى، على أهمية التنسيق بين المبدعات في المنطقة في القضايا التي تتعلق بالنساء، معتقدة أن دعمهن لبعضهن من شأنه أن يساهم في النهوض بواقع النساء في قضاياهن المشتركة.
تعتبر بهية مرتضى من الوجوه المغربية النسائية المسرحية، حيث شاركت في أعمال فنية ومسرحية مغربية وأجنبية، تقول عن بداية تجربتها بدخولها للمسرح الفني "دخولي للمسرح وللفن بشكل عام، كان عن طريق المعهد الموسيقي، كما أن احتكاكي ببعض الزملاء المسرحيين، جعلني أكتشف موهبة التمثيل، وقد شاءت الظروف أن حصلت على أدوار في أفلام مغربية وأجنبية بالإضافة إلى التمثيل في بعض المسرحيات، وهي تجارب صغيرة لكنها أثرت في مسيرتي بشكل كبير، خاصةً حين فكرت في تأسيس جمعية "بهية فنون"، التي تعنى بالأنشطة الفنية الموجهة للأطفال وشاركت بها في عدة مهرجانات، فكانت هي باب الالتحاق بالورش، فلولا تأسيسي لهذه الجمعية لم يكن ليصبح لدي منهجي الخاص".
وعن أهمية الورشات الفنية أوضحت أن "الورش تقنيات ورؤية مختلفة، حيث من خلالها يمكن للفنان/ـة تطوير أدواته، وبرأيي أن كل عناصر العرض المسرحي بحاجة لورش حتى وإن كان الفنان محترفاً لأنها تكسب الخبرة والإدراك"؛ لافتةً إلى أن التركيز على هذا الجانب يكون مثلاً عند إقامة المهرجانات "خلال المهرجان الدولي بصمات للمونودراما، خصصنا على الهامش ورشات للشباب في مجال الإلقاء والتشخيص".
وعن الحاجة لإقامة مهرجانات للموندراما النسوية بينت أن "الفنان/ـة قبل كل شيء هو إنسان، يعبر عن القضايا الإنسانية بشكل عام وقضايا المرأة هي جزء من كل ذلك، وبرأيي إقامة مهرجان للمونودراما النسائية مهم جداً، لكون الممثل/ـة المسرحي/ـة الذي يجسد الشخصية المونودرامية، هو ممثل/ـة من نوع خاص، لأنه/ها البطل/ـة الواحد/ـة في المسرحية، حيث يقع على عاتقه/ها عبء المسرحية، لأنه/ها يواجه وحده/ها الصراعات ومواجهة الجمهور عبر (الكلام، الإيماءة، الإشارة، حركة الجسد)".
وأضافت أن تزايد الاهتمام بهذا الفن، سيمكن من تسليط الضوء على قضايا ومشكلات نسائية، كما سيتزايد اهتمام الممثلات بهذا الفن "خلال الإعداد لانطلاق المهرجان الدولي بصمات للمونودراما واجهتنا صعوبة في إيجاد ممثلات مهتمات بهذا النوع من الفن".
وأكدت بهية مرتضى أن "تناول أعمال مسرحية لقضايا نسائية سيجعلنا نلقي الضوء على مشكلات ومشاعر المرأة مما يجعل الرجال يعيدون التفكير تجاه النساء، وقد يكون ذلك وسيلة لتغيير فكر الرجل، خاصةً وأننا في مجتمعاتنا نعاني من فكر ذكوري يرى وظيفة المرأة في المنزل".
وحول من له القدرة في إيصال معاناة النساء الفنان الرجل أم الفنانة قالت "الممثلة المسرحية هي أكثر قدرة على إيصال معاناة وأحاسيس ومشاعر النساء، لأنها قبل أن تكون فنانة فهي امرأة، تعيش نفس المعاناة، وهذا ليس تقليل من شأن الفنان، ولكن المرأة هي أكثر من يمكنها عكس قضاياها وتسليط الضوء عليها، كما أن المرأة لا يمكنها أن تعكس مشاعر وأحاسيس وآلام الرجل بنفس الدقة".
وعن احتياج المرأة العاملة في المسرح للدعم قالت "تحتاج لدعم كبير جداً من المؤسسات أولاً، وثانياً من المجتمع الذي تحيا بداخله، لكن عن نفسي لم أواجه ما ينتقص مني لمجرد كوني فنانة مهتمة بالمسرح أو بالتلفزيون، وصحيح أن الفرص التي حصلت عليها كانت قليلة، لكني تمكنت من ترك بصمة في مجالي، وهذا يجعلني متفائلة بالغد لأني أومن أن القادم أفضل".
وحول رأيها في كون المسرح يعيش أزمة في النصوص التي تناقش قضايا المرأة بينت "المسرح ظل لعدة قرون يناصر القضايا الذكورية، وهذا راجع بالأساس إلى أن الرجل سبق المرأة في دخوله لهذا المجال".
ولفتت إلى أن هناك أزمة في النصوص والتأليف بشكل عام "نعاني فجوة زمنية بين المؤلفات القديمة التي تعالج قضايا المجتمع وبين ما هو جديد".
وعن تقييمها لحضور النساء في مجالات الكتابة المسرحية قالت "بالنسبة للنساء نادراً ما تتاح لهن الفرصة وهذا راجع للعقلية الذكورية، التي ترى أن المرأة مساندة في العمل وليست المحور الذي تدور حوله القصة، لكن خلال السنوات الأخيرة بدأنا ملاحظة دخول أسماء نسائية إلى عالم الكتابة والإخراج تناقشن قضايا نسوية، لكن بالرغم من ذلك يبقى حضورهن باهتا".
وذكرت أن المرأة بشكل عام وبرغم المكتسبات والخطابات لازالت تعاني من ضغوطات وعدم ثقة من قدراتها "المرأة كيفما كان موقعها في المجتمع لها دور مؤثر، ولابد من إعطائها المكانة التي تستحقها، والفنانات والمبدعات المغربيات لديهن طموح وقوة وموهبة والدليل أن النساء يبدعن كلما أتيحت لهن الفرصة".
وحول رأيها عن أهمية التنسيق بين المبدعات لدعم قضايا النساء في المنطقة، أشارت إلى أن التنسيق أمر مهم، خاصة في القضايا التي تتعلق بالنساء "دعمنا لبعضنا البعض أمر حتمي، من أجل الدفاع عن قضايانا المشتركة، لتحقيق الكثير من المكتسبات".
وفي ختام حديثها قالت "لابد لنا كنساء مبدعات طموحات أن نساند بعضنا، ونشجع وندعم كل الأعمال الجادة التي تتطرق للقضايا الإنسانية من أجل رفع كل أشكال التمييز والحيف عن المرأة، وأتمنى أن تكون سنة 2024 فأل خير على جميع النساء مهما كانت مشاربهن واختلافاتهن".