بإمكانياته الضئيلة كومين سينما "آفرين" يسعى لتطوير قطاع السينما

جسد كومين سينما "أفرين" من خلال عدة أفلام له كـ "وردة بمفردها لا تشكل حديقة" و"العودة"، معاناة النزوح ومقاومة المهجرين في المخيمات، والتي تثبت مدى تمسكهم بأرضهم حتى العودة إليها.

روبارين بكر

الشهباء ـ رغم الظروف الصعبة والامكانيات الضئيلة التي يفرضهما النزوح على مهجري عفرين بمقاطعة عفرين ـ الشهباء بإقليم شمال وشرق سوريا، شهد المجال الفني والثقافي نشاطاً ملحوظاً، خاصة السينما التي تطورت في إطار المقاومة والنضال ووثق من خلال أفلامه القصيرة ومسلسلاته ما مر به الشعب الكردي وأهالي عفرين المهجرين.

تأسس كومين سينما "آفرين" في مقاطعة عفرين عام 2017 بهدف تطوير قطاع السينما وإعداد الكوادر، وإنتاج الأعمال السينمائية، إلا أن عملهم تزامن مع هجمات الاحتلال التركي على عفرين في عام 2018 وبعد تهجير أهالي عفرين قسراً من منطقتهم توجهوا إلى مقاطعة الشهباء، وهناك تم تفعيل كومين سينما "أفرين" من جديد بنفس عام التهجير.

قالت عضوة كومين سينما "آفرين" بمقاطعة عفرين ـ الشهباء بإقليم شمال وشرق سوريا زيلان سليمان "بعد تأسيس الكومين بعام، شنت تركيا هجوماً عنيفاَ على المنطقة ومن ثم تم تهجيرنا إلى الشهباء قسراً، ولكي نستمر بعملنا الذي أسسناه في عفرين، تم تفعيل كومين السينما من جديد، وقمنا بافتتاح دورات تدريبية تدعم المواهب السينمائية وتطورها وعلى هذا الأساس تم انضمام أعضاء جدد إلى الكومين".

وعن عمل كومين السينما في الشهباء لفتت إلى أن "النزوح أحدث تحولاً كبيراً في المفاهيم فكنا في عفرين نركز على إعادة خلق الأدب الشفوي بطرق مختلفة للحفاظ عليها وحمايتها وإعادة صياغتها فناً، وشعراً، أدباً وسينما، وغيرهم ولكن النزوح غير كل هذه المفاهيم وهي المقاومة بالوتر والحرف، وعلى هذا الأساس تم أعداد الكثير من الأفلام الوثائقية القصيرة والمسلسلات والتي تم من خلالها تسليط الضوء على مواضيع مختلفة، مثل النزوح، واحتلال عفرين".

وأشارت إلى أنه تم صناعة أفلام قصيرة منها "قبر رقم 8"، "بلا رأس، "حبل الغسيل"، "باتجاه الشمس"، والفلم الطويل الذي صدر باسم "خالقوا الامل"، بالرغم من الظروف الصعبة وعدم توفير الإمكانيات المطلوبة في العمل السينمائي، وضمن كل هذه الظروف تم تنظيم مهرجان سينمائي باسم "ليلون" تم عرضه ضمن مخيمات النزوح.

وبعد النجاحات التي حققها كومين سينما "أفرين" في النزوح عبر أفلامهم نظمت هيئة الثقافة والفن وكومين سينما "أفرين" في عام 2020 مهرجان "ليلون" السينمائي بمشاركة عدد من المخرجين المحليين والعالميين تحت شعار "وردة بمفردها لا تشكل حديقة" وجاء التنظيم رداً على الصمت الدولي تجاه ما يحصل في عفرين وإيصال صوت مهجريها إلى العالم أجمع.

وأكدت أن مهرجان "ليلون" لقى صدى كبير وتم عرضه وتغطيته من قبل الكثير من القنوات وشارك فيها ضيوف من خارج إقليم شمال وشرق سوريا ومن الدول الأوربية والعربية وكانوا داعمين لهذا المهرجان، لهذا كانت خطوة كبيرة بالنسبة لكومين السينما في الشهباء.

وأوضحت أنه "منذ بداية نزوحنا إلى مقاطعة عفرين وإلى الأن نعاني من ظروف معيشية صعبة ولكن بإرادتنا وتعلقنا بثقافتنا وأرضنا خلقنا الأمل وحققنا الكثير من الإنجازات، وكان الإنجاز الأهم فشل كافة المخططات التي تمارس ضدنا".

وحول المشاريع المستقبلية لكومين السينما في الشهباء قالت زيلان سليمان إن "الأفلام التي عملنا عليها في السابق والانتصارات التي حققناها خلال المهرجانات والعروض السينمائية لن تكون أخر أعمالنا لأن أي نجاح لنا زادنا عزيمة للاستمرار بأعمال جديدة لنجسد خلالها معاناتنا وتاريخنا العريق، لهذا يتم العمل على فلم قصير باسم" كليجا" يتحدث عن نوع من أنواع الحلويات يتم صنعها في الأعياد لدى العفرينين، ويتم التحضير لمسلسل باسم "ومضة" والذي يتكون من عشرة حلقات والأن يتم التحضير للمسلسل من جميع النواحي".

وقالت إن "الأفلام التي عملنا عليها تم عرضها في الكثير من المهرجانات منها مهرجان كوباني، ومهرجان فلسطين، وغيرها الكثير من المهرجانات بإقليم شمال وشرق سوريا، وفلم "القافلة" بمهرجان فلسطين والذي نال جائزة أفضل فلم للعودة"، مضيفةً أنهم واجهوا العديد من الصعوبات من عدم توفير تقنيات الإنتاج نتيجة الحصار المفروض، والوضع السياسي في المنطقة والذي يؤثر على انتاج الأعمال.

وعن دور المرأة في المجال السينمائي أضافت، أن للمرأة دور كبير في المجال السينمائي من خلال الإنجازات والنجاحات التي حققتها ومشاركتها بكافة الأعمال والأفلام السينمائية وحتى في المهرجانات، لهذا تمكنت من إثبات ذاتها بهذا المجال "تكاتفنا معاً في الشهباء وضمن هذه المجال يجعلنا نتمسك أكثر بعملنا لنطوره وننشر من خلاله ثقافتنا وآلام شعبنا، أعمالنا تثبت صمودنا وبقائنا على هذا الأرض حتى العودة إلى عفرين".