بالشعر تخلد روليانا داوود المعارك والبطولات وآلام النازحين
النزوح القسري وهجمات الاحتلال التركي ومرتزقته على أرضها نمى بداخلها موهبة كتابة الشعر والإبداع فيه، لتحارب تأثيراته على المجتمع بكلماتها
روبارين بكر
الشهباء - .
يعيش أهالي عفرين المهجرين منذ نحو 4 سنوات في مخيمات النزوح بالشهباء بشمال وشرق سوريا، الآلام والمعاناة التي عايشوها كانت سبباً في الإبداع لتنطبق عليهم مقولة "الإبداع يولد من رحم المعاناة"، روليانا داوود واحدة من هذه المواهب التي تعرفت على إمكانياتها بعد ما عايشته هي وعائلتها وأهل مدينتها.
روليانا داوود البالغة من العمر 16 عاماً لم تقبل أن تكون من ضحايا النزوح وما يخلفه من آثار سلبية على حياة الناس وثقافاتهم التي تباد وتنكر مع الأيام، وآثرت أن تخلد ما عايشه أهالي عفرين من خلال قصائدها، عازمة على تنمية موهبة الكتابة والإبداع فيها.
تقول عن الأسباب التي دفعتها للكتابة وكيفية تنمية وتطوير موهبتها أنها أحبت الشعر منذ صغرها حيث أنها كانت تستمتع بالاستماع للشعر وقرائه، واعتبرت الشعر من الأشياء السامية فمن خلاله يتمكن المرء من التعبير عما بداخله سواء فرحٍ أو حزنٍ بالإضافة لموقفه من أي فعل وموقف.
وبينت أن هذا الحب نمى بداخلها موهبة كتابة الشعر بعد تهجيرهم قسراً من عفرين صوب مقاطعة الشهباء، إذ أنها تأثرت كثيراً بالمواقف التي وصفتها بـ "البطولية" التي قدمها أهالي عفرين بوجه الاحتلال التركي، كما أنهم عانوا وواجهوا الكثير من المصاعب في فترة الهجمات والنزوح المستمر حتى يومنا الراهن خاصةً كفئة شابة.
وأرادت التعبير عن موقفها وترجمة الأفكار والمشاعر التي عاشتها بعد النزوح القسري إلى كتابات وبناءً على ذلك بدأت بكتابة الشعر وكان ذلك في عام 2018، مؤكدةً أن تشجيع عائلتها ودعمهم لها كان له دوراً كبيراً في تنمية موهبتها وتطويرها نحو الأفضل.
وتقول إن أكثر كتاباتها تتمحور حول عفرين "جميع القصائد التي كتبتها خلال الأربعة أعوام الماضية تتحدث عن عفرين، صورت فيها المعاناة التي واجهتنا بعد نزوحنا قسراً نحو الشهباء، ولكني لم أسمح لليأس أن يسيطر علي لذلك فجميع القصائد تحمل معاني الصمود فنظرتي للحياة أنه مهما اشتدت المصاعب سنبقى مصممين على الصمود والمقاومة".
وإلى الآن كتبت ما يقارب 10 مقتطفات شعرية متنوعة باللغة الكردية، صورت مصاعبهم في مقاطعة الشهباء ومخيمات النزوح التي وصفتها بمخيمات المقاومة، كما أنها تحدثت عن الآلاف من الشهداء الذين ضحوا بحياتهم في سبيل حماية عفرين والدفاع عنها ومعنى الصداقة الحقيقة.
لروليانا داوود العديد من المشاركات في الفعاليات والمهرجانات الثقافية والأدبية وكان من بينها مشاركتها في مهرجان آمارا بموسمه الثاني، وحينها أهدت شعرها لأهالي عفرين.
وعن شعورها في لحظة إلقاء الشعر أمام المئات من الحضور على المسرح قالت "أتأثر كثيراً عندما أبدأ بقراءة القصائد عن عفرين ففي كل مرة ألقي فيها الشعر أٌقرأ المقتطف الشعري الذي كتبته عن يوم خروجنا يعود الألم نفسه لنا".
وترى روليانا داوود أنه ليس للإبداع وقت محدد إنما هو مرتبط بما يدور حولها من مواقف ومشاهد "تأثرت كثيراً بالاستهداف الأخير للشبيبة وحزنت على الشهيدة نوجيان أوجلان كثيراً فقد كانت صديقتي وقضينا الكثير من الأيام سوياً، وحالياً أعمل على كتابة قصيدة عنها، بالإضافة لقصيدة عن الشهيدات الثلاث، ساكينة جانسيز، ليلى شيلماز وفيدان دوغان".
وفي ختام حديثها طالبت روليانا داوود كل امرأة أن تعبر عن مشاعرها وأن تنمي مواهبها في أي مجال كان، مهما واجهت من مصاعب.