بالخيط والإبرة... كريمة وجدي تعطي للجلابة النسائية المغربية لمسة عصرية

تعتبر الجلابة النسائية المغربية لباساً تقليدياً مميزاً، فهي عبارة عن زي طويل يمتد حتى الكاحل ويتوفر على غطاء للرأس الذي يسمى باللهجة المغربية "القب".

حنان حارت

المغرب ـ تختلف الجلابة المغربية النساء عن جلابة الرجال بطريقة تطريزها وألوانها والأثواب المستعملة، بحيث على امتداد السنوات حاول النساجون والنساجات تطويرها لتواكب تطورات كل عصر.

كريمة وجدي واحدة من النساء المغربيات التي انخرطت في عملية الحفاظ على هذا الموروث الثقافي، فمزجت بين الأصالة والمعاصرة، لتقدم للنساء جلابة تقليدية لكنها تحمل مواصفات عصرية، فأسست تعاونية أيادي أم جاد المتخصصة في خياطة وحياكة الجلابة المغربية عام2020، وتعمل برفقتها نساء تهدفن إلى التوفيق بين الطابع التقليدي لهذا الزي النسائي وبساطة الشكل التي تستجيب لمتطلبات العصر.

وعن الدافع وراء تأسيسها تعاونية متخصصة في خياطة الجلابية المغربية النسائية أوضحت أن ذلك نابع من طموحها لتوسيع مشروعها الذي انطلق عام 2020 من البيت خلال انتشار جائحة كورونا، إذ برغم تلك الظروف الصعبة لكنها تمكنت من تجاوز كل الصعاب التي واجهتها.

وقالت "جعلتنا أزمة كورونا نوحد جهودنا، فقد قاومنا وصمدنا لضمان البقاء ضمن باقي مكونات النسيج الاقتصادي الوطني، برغم الصعوبات تمكنا بعد رفع الحجر الصحي من الحصول على محل من أجل تطوير هذا المشروع الذي يدخل في إطار الأنشطة المدرة للدخل، ولتحقيق دخل مضمون ومستقر للنساء".

وأوضحت "رغبتي كانت دائماً توفير فرص عمل مهمة للنساء من أجل تحقيق استقلاليتهن المادية، فالتعاونية تضم ثلاث نساء ورجلين ونطمح أن يزداد عدد النساء اللواتي تمارسن مهنة الخياطة وحياكة الجلابة المغربية النسائية بهدف تعزيز اندماجهن في الدينامية الاقتصادية وسوق العمل".

وأشارت إلى أنه "تم تجهيز ورش التعاونية بآلات الخياطة والفصال والتطريز وغيرها، بهدف توفير منتوج أكثر انتظاماً وأفضل جودة، يهم أشكال الجلابة النسائية التي يتم تصميمها من قبل حرفيات متمرسات وموهوبات، وفقاً للتقاليد المغربية ومزجها بما هو عصري".

وحول الإقبال على اقتناء الجلباب الذي تصنعه النساء في التعاونية أوضحت "الجلابة المغربية بشكل عام لها إقبال كبير، وبالنسبة لنوعية الجلابيات التي نحيكها فنحن لا نعتمد على الثوب، بل على الخيط الذي نقوم بغزله فنحصل على ثوب ومن ثمة خياطته".

وأضافت أن الجلابة النسائية المغربية لم تعد كما كانت من قبل تقليدية ثقيلة، بل تمت عصرنتها وتم اعتماد تقنيات جديدة من أجل زيادة الإقبال عليها، لافتةً إلى أن المغرب من بين الدول القليلة في المنطقة التي حافظت على لباسها التقليدي على مر العصور وأصبح صالحاً لكل عصر وزمان.

وأكدت على أن الجلابية "أصبحت تصاميمها عصرية يمكن أن ترتديها كل النساء من مختلف الأعمار، وذلك لسهولة التنويع فيها عن طريق استعمال العديد من الأقمشة الملونة".

وعن تجربة المشاركة في المعارض تقول كريمة وجدي "أن هذه المعارض تساهم كلها في التعريف بمنتوجاتنا كما تساهم في تحسين المبيعات والتعريف بها وتبادل الأفكار، ونحرص في كل المناسبات على التواجد فيها لنقرب منتوجنا من الزبائن".

ولفتت إلى أن "هناك يد عاملة تسهر على غزل خيط الحرير وتحضيره ليصبح ثوباً ثم تأتي مرحلة تفصيله حسب مقاس الزبونات، مبرزة أنه في اليوم الواحد تتم خياطة فقط جلابتين، وذلك لأن الجلابة تمر بعدة مراحل وكل متعاونة تتكلف بجزء، خاصة وأن عملية الإنتاج تتم كلها تقريباً يدوياً".

وعن مشاريعها المستقبلية قالت إن طموحها في تحويل التعاونية لشركة من أجل إعطاء المشروع دفعة قوية، وزيادة عمل النساء في مجال الخياطة والتطريز وخلق فرص لتطوير ذواتهن وتحقيق استقلالهن المادي.