أزهار سوداء... فنانة تحتج بلوحاتها على تدمير الطبيعة
في مكان ما في لوحاتها تتحول السماء إلى اللون الأحمر وتتحول الأزهار إلى اللون الأسود، وكأنها تحتج على تدمير الطبيعة.
شبنم توكلي
طهران ـ تجسد لوحات الفنانة مرضية صالحي ومنحوتاتها الطبيعة (الزهور والطيور والأشجار) بمنهج جديد وتعبر في الوقت نفسه عن رؤية تشبه الحلم للزهور والطيور وتظهر من خلالها إبداعاتها المكانية.
مع توسع الفن والثقافة في المجتمعات الجديدة، بالإضافة إلى الابتكار الناجم عن التطورات الاجتماعية والاقتصادية، ورغم أن الفنان يعتبر نفسه مديناً للفنون والاستخدامات السابقة، إلا أن الفن الحديث لم ينمو في معارضة الفنون السابقة بل نمت معه، وقد لا يكون الأمر بعيداً عن الواقع إذا بحثنا عن الصورة الذهنية للفنان عن العالم المحيط به انطلاقاً من هويته الشخصية والاجتماعية.
ولدت الفنانة مرضية صالحي عام 1983، وعملت في صناعة أفلام الرسوم المتحركة، لتبدأ فيما بعد بدراسة الرسم عام 2003 مع أحد أهم الرسامين في إيران تقول "بما أن الرسومات فن مخصص، لم يكن ذلك بعيداً عن مزاجي ومخيلتي، لأنني كنت دائماً أحب تصوير أفكاري الخاصة، ابتعدت عن الرسومات العادية ودرست الرسم بمختلف أنواعه وتقنياته، واليوم تمكنت من افتتاح هذا المعرض الذي هو نتيجة عقدين من العمل".
وأشارت إلى أن أعمالها مستوحاة من الطبيعة، حيث أنها تستطيع شرح ما تشاهده وتشعر به "في طفولتي كنت أذهب إلى الحديقة باستمرار اتأمل الأشجار والطبيعة والطيور، كنت أعتبر العلاقة بين الطيور والزهور رومنسية كانت الطيور تحاول جعل الزهرة تبتسم، في مكان ما من لوحتي، تتحول السماء إلى اللون الأحمر وتتحول الزهور إلى اللون الأسود وكأنها تحتج على تدمير الطبيعة، وفي وسط هذا الظلام تصل الزهور البيضاء إلى السماء متمنية أن يزهر ضوء القمر، شعرت بكل ذلك وأنا اتأمل الطبيعة حاولت أن أجسد هذه المشاعر التي لا تنفصل عني أبداً إلى لوحة حتى أقدمها بالشكل المطلوب"، لافتةً إلى أنه عندما يرى المشاهد هذه اللوحات يستطيع أن يدخل إلى أعماقها وداخلها وأفكارها ويرى كيف استطاعت رسم الطبيعة.