أميرة حمدان تعيد مسرح خيال الظل إلى الواجهة

مسرح خيال الظل فن يناقش قضايا اجتماعية ويصحح أفكار مغلوطة راحت ضحيتها المرأة والطفل، كما يهدف للحفاظ على التراث الثقافي.

رفيف اسليم

غزة ـ وظفت أميرة حمدان الظل لسرد قصص لفتت بها انتباه الحاضرين إلى قضايا المرأة، وإيصال مجموعة من الرسائل التي تناشد فيها لتحريرها وإعطاء الأطفال حقوقهم.

تنهي الشابة العشرينية أميرة حمدان تجهيزاتها لتقديم عرض خاص بالأطفال الذين ينظرون إليها بترقب لكي تنقلهم عبر مسرح خيال الظل من مدينة غزة إلى مدينة القدس، برفقة الأغاني التراثية والأمثال الشعبية التي أضيفت إلى النص بهدف تعزيز أهمية التراث لدى هذه الفئة وللحفاظ على الموروث الثقافي.

لكن هذا العرض لم يكن بداية القصة، فقد أفادت أميرة حمدان "العروض التي قمت بتقديمها للأطفال لا تمثل بدايتي مع مسرح خيال الظل، فقد كان أول عرض لي برفقة مجموعة من النساء اللواتي قدمن عملاً حول المشاركة السياسية للمرأة وكيفية المطالبة بحقوقها سواء بالمساءلة أو الترشح للانتخابات أو اختيار المرشحين الذين سوف يمثلوهن فيها".

وأضافت أنها لم تكن تتوقع أن العرض كان بمقدوره إحداث تلك الضجة، خاصة أن الرجال كانوا يحضرونه برفقة نسائهم وبناتهم وقد اقتنعوا بأن المرأة لها الحق بأن تشارك في المجال السياسي، لافتة إلى أن بعض النساء اللواتي حضرن العرض ذهبن للمجلس التشريعي في اليوم التالي للمطالبة بتفعيل دورهن والمشاركة في انتخابات المجالس المحلية.

وعن العرض الذي قدمه مسرح خيال الظل للأطفال حول بلدة بيت صفافا في القدس، أفادت أنه يهدف للتعريف على نمط البيت الفلسطيني الذي تحاوطه أشجار الزيتون والليمون، لتعميق تعلق أولئك الأطفال بالأرض.

وبالعودة لتاريخ ظهور مسرح خيال الظل لفتت أن هذا المسرح هو فن شعبي أنتقل من الصين أو الهند عن طريق بلاد فارس واشتهر به العصر المملوكي على وجه الخصوص، كما تم إدراجه عام 2018 ضمن قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى صون عاجل.

وأشارت أن مسرح خيال الظل يعتمد على دمى مصنوعة من الجلود المجففة ذات الألوان المتباينة، التي تتراوح أطوالها بين ثلاثين وخمسين سنتيمتراً، ويتم تحريكها بوساطة عدد من العصي تكون خلف ستارة من القماش الأبيض التي يسلط عليها الضوء طيلة فترة العرض، بحيث يظهر فقط ظلها أمام المشاهدين، موضحة أن محرك الدمى هو فنان يعرف باسم مخايل أو محرك الشخوص.

وأما عن المعوقات التي تواجهها قالت "من أبرز الصعوبات التي أواجها هي عدم توفر المواد الخام التي تستخدم لإقامة المسرح، فأنا اسعى لاستبدال المواد القديمة بأخرى تكون مصنوعة من مادتي الخشب والبلاستيك، على الرغم من أنها لا تضاهي جودة الأصيلة لكنها تفي بالغرض إلى حين انتهاء تقديم العرض".

وتتشارك أميرة حمدان مع الفنانة شيماء حسنين في إنتاج الرسومات التي تستخدم في تجسد شخصيات العمل، لافتة إلى أن كل ما يتم عرضه عبر مسرح خيال الظل مستوحى من البيئة الفلسطينية، وقد تم حتى اليوم عرض 45 عمل مسرحي في 9 محافظات مختلفة في فلسطين، بالشراكة مع وزارة الثقافة وبعض المراكز كمركز شؤون المرأة، ولاقت العروض إقبال وصدى جيد من قبل المشاهدين نظراً لاعتماد مسرح خيال الظل على الأسلوب السردي الشعبي البسيط المرتكز إلى لغة الحوار العامية مما يجعل المشاهد يتفاعل مع كافة الرسائل الموجهة إليه.

ونوهت أن مسرح خيال الظل هو فن مشترك بين السينما والمسرح نظراً لوجود أشخاص يؤدون الأدوار باستخدام أصواتهم التي تسمع خلف شاشة تفصل بين المشاهدين والشخوص، مضيفة أنه يعتبر الأداة الأمثل في تحقيق التغير المطلوب ومناقشة القضايا المختلفة والمغلوطة في المجتمع كالعنف ضد المرأة على سبيل المثال.

وتنوي خلال الفترة القادمة مناقشة قضايا مختلفة من خلال تقديمها ضمن عدة عروض تناسب كافة فئات المجتمع، مشيرة على أن قضايا المرأة ستأخذ النصيب الأكبر من مشروعها من خلال تسليط الضوء على القوانين والحقوق ونمط الحياة الاجتماعية وما تحتاجه النساء ليتمتعن بحياة أكثر عدالة واستقلالية.