أمل بوشارب: الفكر النسوي يواجه تحديات كبيرة في الغرب بعد ظهور الموجة الثالثة
أكدت الكاتبة الجزائرية أمل بوشارب أن الفكر النسوي يواجه تحديات في الغرب بعد ظهور الموجة الثالثة منه، سواء حول نمط التفكير أو التطبيق.
نجوى راهم
الجزائر ـ تعد الكاتبة الجزائرية أمل بوشارب إحدى الأيقونات الأدبية في الجزائر، وهي أول رئيسة تحرير لمجلة أدبية تصدر باللغتين العربية والإيطالية "أرابِسك"، التي تسلط الضوء على نتاج المرأة ودورها في الحياة الثقافية، باستعانتها بأقلام كاتبات وباحثات عربيات لتقديم مواد متنوعة بين الأدب والنسوية والمسرح وغيرها من المواضيع الأخرى التي لها علاقة مباشرة مع المرأة.
للكاتبة والمترجمة الجزائرية أمل بوشارب، العديد من المؤلفات منها "سكرات نجمة" و"ثابت الظلمة" و"عليها ثلاثة عشر" و"في البدء كانت الكلمة".
وعن تجربتها كمديرة مجلة أدبية في إيطاليا قالت أمل بوشارب لوكالتنا "التجربة مختلفة عن تجربة رئاسة تحرير مجلة "أقلام" الجزائرية التي كنت أعمل فيها قبل سنوات، لأن الأمر يتعلق بفريق تحرير من ثقافتين مختلفتين، لكن التعامل مع مهنيين محترفين يجعل من العملية بالرغم من تعقيدها تجربة ممتعة".
وحول مجلة "أرابِسك" أوضحت أن "المجلة تطرح في كل مرة قضايا متنوعة يحرص فريق التحرير على مقاربتها على نحو معمق وباستفاضة تجعل من كل مادة مرجعية يمكن العودة لها من طرف المهتمين بالثقافة العربية والدارسين لها، مع طرح ملف نحاول دراسته من زوايا مختلفة، بأقلام عربية وإيطالية".
وبينت أن "العدد الثالث من المجلة يدور حول موضوع المرأة ودورها في الحياة الثقافية العربية، وتقديم مواضيع متنوعة كتبتها باحثات وكاتبات عربيات، كدليل ملموس على المشاركة الفاعلة والحقيقية للمرأة العربية في الحياة الثقافية بعيداً عن الأساليب الاستعراضية الفجة التي تجري من خلالها مقاربة قضايا المرأة العربية في الغرب عادة".
وأوضحت أن "الخط التحريري للمجلة يعتمد على الطرح الهادئ للمواضيع مع الابتعاد كل البعد عن الصخب الإيديولوجي. ليس من السهل بطبيعة الحال اعتماد هذا الخط كون الثقافة العربية مسيّسة لأذنيها في إيطاليا والترويج لها يعتمد عادة على لغة الدعاية. لا أدّعي أنني قادرة على تغيير هذا الوضع وسط الكم الكبير من الإصدارات الأيديولوجية الانفعالية، ولكن مجلة "أرابِسك" تأتي كنقطة نظام وسط مشهد يكاد يطغى عليه صوت واحد في تمثيل الثقافة العربية".
وحول مجموعتها القصيصة "عليها ثلاثة عشر" تقول "قدمت من خلال المجموعة سلسلة من الصور لنساء تقعن ضحية لأشكال جديدة من العبودية".
وأكدت على أن "الفكر النسوي يواجه تحديات كبيرة في الغرب بعد ظهور الموجة الثالثة منه، وعلى الرغم مما تبدو عليه من تمدد بالنظر للدعم الكبير الذي تحظى به إعلامياً ومؤسساتياً، لكنها تشكل أضعف حلقات الفكر النسوي لكثرة التناقضات التي تعتريها فضلاً عن التطرف الشديد لأطروحاتها، وهو ما أتاح تشكّل حركات مضادة لم يكن يتصور أحد قبل عشر سنوات ظهورها على غرار "الريد بيل"، وهو تيار مناهض للنسوية لا يمكن الاستهانة به".
وحول ترشيح روايتها "في البدء كانت الكلمة" لجائزة آسيا جبار للرواية سنة 2022، قالت "يسعدني وصول الرواية للقائمة القصيرة لجائزة آسيا جبار الكبرى، خصوصاً أن القائمة تضم أسماء مميزة في السرد الجزائري".