'الشعر وسيلتي لأعبر فيها عن ألم النساء ومعاناة شعبي'

بأبيات شعرية مختلفة تلخص الشاعرة فيروز رشك معاناة شعبها وآلام النساء، ووضعهن بعد ثورة روج آفا.

دلال رمضان

الحسكة ـ قالت الشاعرة فيروز رشك "لا أحتاج القلم لكتابة الشعر ففي بعض الأحيان الشعر هو من يناديني لأكتبه دون تحديد المكان والزمان"، مؤكدة أن الكاتب هو مرآة شعبه لذا عليه التعمق في معاناته وكتابتها وإظهارها للعالم.

فتحت ثورة شمال وشرق سوريا الكثير من الأبواب والمجالات في تقدم وتطور دور النساء في المجتمع ومن بينها المشاركة في المجال الأدبي والثقافي، وبات لهن حضور بارز في كافة المؤسسات، وتم تخصيص فعاليات ومراكز ثقافية خاصة بالنساء كرابطة المرأة المثقفة ومهرجان أدب وفن المرأة.

فيروز رشك إحدى الشاعرات اللواتي شاركن في معظم الفعاليات الأدبية والثقافية في مناطق شمال وشرق سوريا بعد ثورة 19 تموز، ولدت الشاعرة فيروز حميد رشك في قرية توبو التابعة لمدينة عامودا بشمال وشرق سوريا عام 1972، بدأت بكتابة الشعر منذ الصغر وتحديداً في المرحلة الابتدائية "عندما بدأت بكتابة المواضيع التعبيرية، اكتشفت حينها قدرتي على كتابة القصص والشعر، ففي عام 1989 بدأت بكتابة الشعر، يعود الفضل لعائلتي التي شجعتني على ممارسة هوايتي وحثتني على قراءة الكتب الأدبية".

وأضافت "أكثر الكتب التي كانت تجذبني هي الكتب الأدبية والروايات والقصص القصيرة"، مبينة أن معظم أشعارها وكتاباتها كانت باللغة العربية "لقد كانت اللغة الكردية ممنوعة في تلك الفترة ولم نكن نستطيع كتابة الأشعار ونشر الكتب بلغتنا الأم، كما كنا نحرص في اختيارنا لمواضيعنا الشعرية، فلم نكن نستطيع كتابة كل ما يدور حولنا ويجول في خاطرنا وما نشعر به من ظلم واضطهاد وفقر وألم سابقاً، لكن بعد ثورة روج آفا التي كانت كالبركان صهرت كل شيء يعادي طموح المرأة وحريتها، بدأ الكتّاب بنشر أشعارهم باللغة الكردية التي حرموا منها، كما سنحت لهم الفرصة على التعبير عن كل يشعرون به وما يتعرضون له".

وأوضحت أنها كانت تنشر أشعارها قبل الثورة في بعض المجلات الكردية التي كانت خارج سوريا "لقد كانت الأمسيات الشعرية والقنوات الكردية خارج سوريا، تنشر بعض الأشعار والقصص الكردية، لذا كان والدي يقوم بإرسال كتاباتي إلى تلك المجلات والجرائد، فداخل سوريا لم يكن هناك أي مشاركة لنا حتى في الأمسيات الشعرية والأدبية التي كانت تنظم من قبل المراكز الثقافية التابعة للحكومة"، مشيرةً إلى أن الشاعرة الكردية حتى في شعرها ومشاعرها كانت محرومة وتكتب وتعبر بخوف.

وعن كتبها التي أصدرتها، تقول "قبل الثورة كنت قد انهيت إعداد كتابين أحداهما بعنوان "اشتاقك في هديل الاحتراقي" وطبع في عام 2013، بالرغم من أنني كتبته باللغة العربية لكني لم استطيع نشره وطبعه آنذاك، لأنه كان يروي واقع الشعب الكردي في ظل النظام الحاكم، أما الكتاب الثاني فكان عبارة عن قصص قصيرة تحت عنوان "حكاية أخر الربيع" والذي تناول قصص نساء فقدن أولادهن وأزواجهن في هذه الحرب، وأوضاع الأطفال والأمهات والمناضلات، ومعاناة الشعب الكردي، وفي عام 2020 طبعت كتاب بعنوان "عشرة رسائل وغيمة"، وهناك كتاب آخر في الطباعة ولم أضع له عنوان حتى الآن".

وأشارت إلى دور الكاتب في إظهار معاناة شعبه وايصالها إلى العالم أجمع "الكاتب هو مرآة شعبه لذا عليه التعمق في معاناته وكتابتها واظهارها للعالم، وإعطائها أهمية حتى تكون رسالته من خلالها مليئة".

كتابة الشعر تأتي كالوحي على كاتبها ولا تحتاج إلى وقت محدد لكتابتها، بحسب ما وصفته فيروز رشك، لافتةً إلى أنه "لا أحتاج القلم لكتابة الشعر ففي بعض الأحيان الشعر هو من يناديني لأكتبه دون تحديد المكان والزمان فأحياناً أكتب عندما أكون في الشارع أو اثناء الذهاب إلى عملي أو عندما أرى طفلاً في الشارع، فأكثر ما يشدني إلى الشعر هي معاناة شعبي".

وعن مشاركتها في الفعاليات الأدبية والثقافية أوضحت "شاركت في المهرجانات الأدبية والثقافية التي تنظم من قبل هيئة الثقافة والفن ومنها مهرجان فن وأدب المرأة خلال دوراته الأربعة، كما شاركت في لجنة التحكيم للكتابة العربية وتم تكريمي مرتين، ومنذ 8 أعوام وأنا أشارك في مهرجان الشعر الذي ينظم من قبل كتاب ومثقفي روج آفا، والأمسيات الشعرية التي تنظم في كافة مناطق شمال وشرق سوريا، كما سأشارك في مهرجان الشعر الذي ينظم من قبل هيئة الثقافة في مدينة الرقة بتاريخ 28 آب".

وحول نظرة المجتمع للشاعرة والكاتبة قبل ثورة 19 تموز وبعدها تقول "في مجتمعنا وقبل الثورة كان عدد النساء اللواتي تعملن أو تشاركن في مجالات الحياة قليل جداً، لكن بعد الثورة بات للنساء دور مهم في جميع المجالات واثبتن حضورهن فيها بما فيها المجال الفني والثقافي".

وفي ختام حديثها وجهت فيروز رشك رسالة إلى النساء قالت فيها "كل امرأة تستطيع تخطي مشاكلها وتتجه إلى القمة التي تريد صعودها وتقول ها أنا موجودة وتستطيع فعل أي شيء لأن المرأة ومن خلال ثورة 19 تموز أصبحت مثالاً يحتذى به في العالم أجمع، فهي تكافح لتصل إلى أهدافها وطموحاتها".