الرسم شعور داخلي
دفع شغف رسامي مخيم مخمور للاجئين بالرسم ليبدؤوا بممارسته ورسم الصور واللوحات في سن مبكرة، وتحظى لوحاتهم الآن باهتمام كبير في أماكن مختلفة
هيفيدار تالي
الموصل ـ .
في عام 2004 أقام مجموعة من الشباب معرضاً لتعليم الرسم (مرسماً) يحمل اسم الشهيدة دليلة في مخيم مخمور للاجئين التابع لمدينة الموصل العراقية. بدأت ورشة العمل هذه بعدة أشخاص، أما الآن فهي تضم حوالي مئة عضو وتقوم دائماً بتعليم الطلاب والأطفال. تحدث أعضاؤها لوكالتنا وكالة أنباء المرأة NUJINHA عن حبهم للرسم وقالوا "بدأنا بالرسم في سن مبكرة والآن تحظى لوحاتنا باهتمام كبير في أمكان مختلفة".
الأشخاص الذين تلقوا التدريب هم من يقومون بتدريب الطلاب الآن
هيفي بولدان واحدة من أولئك الأعضاء الذين بدأوا العمل الفني في سن مبكرة وانضمت إلى مرسم الشهيدة دليلة منذ 12 عاماً. قدمت لنا هيفي التي عُرضت لوحاتها في الكثير من المعارض بعضاً من المعلومات حول المرسم "تم إنشاء ورشتنا في عام 2004 من قبل مجموعة من شباب مخيم مخمور للاجئين. ورغم عدم توفر الفرص والإمكانات المحدودة تطوعنا في العمل ووصلنا إلى هذا المستوى، وقمنا بعمل جيد وأنتجنا لوحات مؤثرة. من خلال فننا نرسم الأشياء التي عشناها من قبل والتي نعيشها الآن على اللوحة. ومع مرور الوقت أصبح الأعضاء المنضمون لورشة العمل منذ افتتاحها وحتى الآن معلمين في هذا المرسم. حالياً وصل عدد أعضائنا إلى ما يقارب المئة عضو. الآن يقوم أولئك الأشخاص الذين تلقوا التدريب وتطوروا مع الزمن بتدريب الأعضاء الجدد".
"أنهيت لوحتي الأولى في عام 2012"
بينت هيفي بولدان أن اهتمامها بالرسم بدأ منذ الطفولة، وهكذا تحدثت عن انضمامها لمعرض تعليم الرسم "كانت لدي ميول مختلفة في مجال الرسم. كما شجعتني العائلة أيضاً على الرسم عندما لاحظت هذه الميول الخاصة لدي. كذلك المعلمون كانوا قد لاحظوا وأدركوا أيضاً رغبتي الدائمة في الذهاب والانضمام لمعرض الرسم. لطالما كنت أتراجع خطوة إلى الخلف لأنني كنت خجولة. لكن بمرور الوقت وبدعم ومساعدة العائلة انخرطت في أعمال معرض الشهيدة دليلة. في البداية استخدمت أقلام الرصاص السوداء والألوان المائية لمدة عام أو عامين تقريباً. وبعد أن تعلمت وتعودت يدي على الرسم، انتقلت إلى رسم اللوحات، انتهيت من رسم لوحتي الأولى في عام 2012".
"كانت مساعدة عائلتي وأصدقائي دعماً لي"
لفتت هيفي بولدان الانتباه إلى الاهتمام الذي حظيت به لوحتها الأولى وتابعت قائلةً "عُرضت لوحتي الأولى في معرض أطفال مدرسة مخيم مخمور في الرابع من نيسان/أبريل عام 2012. أحسست بالسعادة وفرحت عائلتي أيضاً بعرض اللوحة. كما ازداد ارتباطي بعملي عندما رأيت الاهتمام الكبير بالمعرض. كانت مساعدة عائلتي وأصدقائي دعماً لي".
"كنت أرسم بالقلم الأسود"
في النهاية تحدثت هيفي بولدان عن مشاركتها في المعارض وقالت "حتى الآن رسمت حوالي خمس عشرة إلى عشرين لوحة. وكنت أعمل بقلم الفحم الأسود. حتى الآن اشتركت في المعارض المشتركة التي أُقيمت في المخيم وهولير والسليمانية. أما خارج أراضي جنوب كردستان فكانت لدينا معارض مشتركة في أوروبا أيضاً".
"جذبني شغفي بالرسم نحو العمل الفني"
روناهي توك هي أيضاً واحدة من هؤلاء الفنانين، حيث جذبها حبها للرسم وهي في الثانية عشرة من عمرها للانضمام إلى معرض تعليم الرسم. وعن حبها للفن قالت "بدأت العمل الفني في سن الثانية عشرة. فقد جذبني شغفي بالرسم نحو العمل الفني. فعندما كنت أشاهد أصدقائي في المدرسة يذهبون لتعلم الرسم أنا أيضاً كنت أرغب دائماً في الذهاب معهم. لذا تقدمت بطلب وبدأت في تعلم الرسم. حتى قبل ذهابي إلى المرسم كنت دائماً أرسم الصور في المدرسة".
"يُظهر المرء عالمه الداخلي على اللوحة"
بينت روناهي توك أن المرء يرسم ويعبر عن مشاعره الداخلية في اللوحات وتابعت "الفن هو أحد تلك الأجزاء التي يعبر فيها المرء عن أشياء لا يستطيع التعبير عنها بالكلمات فيُظهر كل أفراحه وأحزانه في الصورة التي يرسمها. هناك وابتداءً من اللون إلى الشكل يعكس المرء كل الأشياء التي يفكر فيها ويظهرها للعيان. في البداية بدأت الرسم بالقلم الأسود. كنا نرسم كل الأشياء التي نراها. لكن قبل ذلك كنا قد تدربنا على تدرجات الألوان، كما كنا نرسم الأشياء التي رأيناها كواجب منزلي. بعد ذلك بدأنا برسم اللوحات بالألوان المائية وألوان الباستيل والأقلام الملونة ومن ثم بالألوان الزيتية. غالباً ما كنا نرسم ونعبر عن مشاعرنا في اللوحات، وكان العالم الداخلي للمرء ينهمر منسكباً على تلك الورقة البيضاء أو على اللوحة".
وحول مشاركتها في المعارض قالت روناهي توك "حتى الآن نظمنا العديد من المعارض التي لاقت اهتماماً كبيراً. فإذا ما شارك المرء في المعارض يكون من الضروري معرفة الأساس الذي تقوم عليه اللوحة التي رسمها وما تعبر عنه. فأكثر الأشياء أهمية هي القدرة على تفسير وتحليل تلك اللوحة. في معارضنا كان رسمنا المباشر للصور يجذب انتباه الكثير من الأطفال ويثير اهتمامهم فيرغبون في تعلم الرسم أيضاً. في هذه اللوحة التي رسمتها أردت أن أظهر تعددية لون المرأة".