'الرسم شغف قبل أن يكون موهبة'
"الشغف، الحب وممارسة الفن هو الأداة التي يستخدمها صاحب الموهبة ليصل إلى مراده"، هذا ما تقوله سيماف حسين ابنة مدينة قامشلو في شمال وشرق سوريا التي نمت موهبتها من خلال الدخول إلى كلية الفنون الجميلة.
نسرين كلش
قامشلو ـ
عرفها كل من حولها منذ صغرها بموهبة الرسم فعندما رسمت لأول مرة على الورق كان رسمها بسيط بحاجة إلى ممارسة وتطوير لإبراز موهبتها بشكل أكبر، ولكن مع التدريب والاختصاص تطورت موهبتها.
سيماف حسين البالغة من العمر 22 عاماً طالبة في جامعة روج آفا بكلية الفنون الجميلة بشمال وشرق سوريا، لاحظ من حولها تميز رسوماتها ولا سيما عائلتها التي كانت دائماً تقوم بتشجيع ودعم فنها مؤمنين بامتلاكها موهبة حقيقية يجب أن تتطور، حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم وتكللت هذه المحاولات بالنجاح ودخولها كلية الفنون الجميلة.
وعن الأسباب الكامنة وراء تعلقها بالرسم تقول "عندما بدأت بالرسم في صغري كنت أشعر بالحرية والسعادة الكبيرة مما جعلني أتعلق به، بمساعدة وتشجيع والدي الذي كان يرى التمييز بأعمالي تابعت تطوير موهبتي حتى دخلت المجال لأمارسها كمهنة في المستقبل".
ويعد فن الرسم أحد أهم وأرقى أنواع الفنون الجميلة، يساعد الإنسان في التعبير عن الأفكار التي تجول مخيلته ومشاعره باستخدام الألوان والخطوط ويجسد إبداع الفرد ويرتقي بإحساس المتلقي وينمي تذوقه للفنون، ولسيماف حسين رؤيتها الخاصة بالرسم فهي تحاول إظهار رسوماتها بشكل أقرب إلى الواقع إن كان نقلاً عن الواقع أو مشاهد طبيعية وحتى من خلال رسم وجوه الأشخاص، بالإضافة إلى تجسيد خيالها بلوحات فنية، معتبرةً أن الفنان يقف على حبل الضمير فهو لا ينتمي لأفكار مسبقة إنما إلى فكرة الإنسانية العامة ويتفاعل معها "أعمل على التفاعل مع فكر الإنسان وأحاسيسه فأحاول تجسيدها بلوحة أو رسمة أو أي عمل فني سواءً كانت معاناة، فرح، دماء أو حتى حرب، فالفن مجموعة من الأحاسيس والمشاعر مجسدة بحبر وورق يوصل رسالة من خلال اللوحات كالسلام وإيقاف الحرب".
ويستخدم الفنان في هذا النوع من الفنون الذي ينقسم إلى عدة أنواع كالرسم التشكيلي، الزخرفي، التجريدي، الهندسي والقصصي، الألوان الزيتية، وألوان الفحم، والألوان المائية والرصاص، كما ويطبق الألوان على مسطحات رسم متنوعة منها "القماش، الورق، الجدران، الزجاج".
وعلى الرغم من استهانة البعض بالفن بشكل عام إلا أنها تغلبت على إحباطهم لها من خلال تطويرها لقدراتها الفنية، مشيرةً إلى أن لوسائل التواصل الاجتماعي دور في نشر موهبتها "كان التشجيع والإعجاب بلوحاتي على صفحاتي الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي داعماً لي فقد ساهم في زيادة ثقتي بنفسي وبموهبتي فاستطعت بذلك أن أمارس الفن بحب وشغفٍ أكبر".
دخولها كلية الفنون الجميلة بجامعة روج آفا كانت نقطة التحول في حياتها فمن خلال أساتذتها القائمين على تدريبها ودعمها أخذت مساحتها بشكل مناسب في المكان المناسب، فإنشاء علاقات مع محبي الفن يساعد على التطوير المستمر والمنافسة الحماسية على حد تعبيرها، "أعتبر الرسم مملكتي الخاصة فأتحكم بريَشي كيفما أشاء وأحب، ملجئي من الاحباط والقلق، وعلى الرغم أن البعض يعتبر أن الرسم مجرد تجسيد وورق مجفف لأشخاص ومشاهد إلا أنه يخلق بداخلي إحساس بالسعادة والأمان بسبب ممارستي لشيء أحبه وأرى مستقبلي به".
وكانت قد أعلنت جامعة "روج أفا" في مدينة قامشلو بشمال وشرق سوريا، عن افتتاح كلية الفنون الجميلة عام 2017، ويتألف الفرع من خمسة أقسام "هندسة ديكور، إعلان، تصوير زيتي، ترافيك (حفر)، والنحت"، بالإضافة إلى علم الجمال والنقد، التشكيل الفني، فن العمارة… وغيرها.
ولعل عدم توفر ونقص المواد الخاصة بالرسم التي تحتاجها من أجل استكمال اللوحات من المشاكل الأساسية التي تعاني منها، فتضطر الى طلبها من الخارج مما يأخذ وقتاً كبيراً لوصولها.
وترى أن الرسم "شغف قبل أن يكون موهبة"، لافتةً إلى أن الرسم لوحده لا يكفي لصنع رسام وفنان فهو يحتاج إلى ممارسة وتمرين وتثقيف، معتبرةً أن الموهبة العمود الفقري للإبداع وأن الموهبة دون ممارسة مصيرها الاندثار "ألاحظ تطور كبير في جيل الشباب على مستوى شمال وشرق سوريا بالنسبة للفن، وكيفية تحويل الفشل إلى أعمال ترفع لها القبعة فهم يشقون طريقهم بأنفسهم عابرين بثقة في مواهبهم".
وتطمح سيماف حسين إلى افتتاح مركز لتعليم الرسم لمساعدة المواهب الغير متمكنة من تطويرها ليكن مثل بيت دافئ يحتويهم، بالإضافة إلى الذهاب في جولة حول العالم بريشتها لتصنع في كل زاوية منه فن جديد.