المسرح الكردي يعالج قضايا المجتمع والمرأة
قالت الإدارية في حركة الهلال الذهبي في مقاطعة كوباني في شمال وشرق سوريا كولجين حسو بأن للمسرح الكردي أهمية خاصة كونه يحتك بالمجتمع بشكل مباشر
نورشان عبدي
كوباني - قالت الإدارية في حركة الهلال الذهبي في مقاطعة كوباني في شمال وشرق سوريا كولجين حسو بأن للمسرح الكردي أهمية خاصة كونه يحتك بالمجتمع بشكل مباشر، ويلعب دوراً هاماً في تطوير وتوعية المجتمعات من خلال طرحه لمختلف القضايا. المسرح هو أبو الفنون وأولها منذ أيام الإغريق والرومان حيث كانت المسارح هي الوسيلة الوحيدة للتعبير الفني. لكن المسرح الكردي الذي له خصوصية تعود بدايته إلى القرن الماضي عندما حاول بعض المسرحيين الكرد ترجمة الأساطير الكردية المعروفة إلى أعمال مسرحية وكذلك محاولة ربط الفلكلور الكردي وتراثه بالعمل المسرحي. وتميز بكونه ارتبط دوماً بما عاشه الكرد من محن واضطهاد.
ظهور المسرح وتطوره في شمال وشرق وسوريا
استطاع الشعب الكردي أن يوثق تاريخه المسرحي بأول عرض عام 1905 إضافة إلى مسرحية "مم وزين"، للشاعر الكردي أحمد خاني والتي تم عرضها منذ أكثر من ثلاثمائة عام وكان لها أثر كبير لدى الشعب الكردي.
الممثلة المسرحية والإدارية في حركة الهلال الذهبي كولجين حسو قالت إن الأعمال المسرحية هي اسقاطات للواقع، وقد شهد المسرح الكردي تقبلاً لافتاً من قبل المجتمع، "رغم التحديات التي واجهت العمل المسرحي قبل الثورة، إلا أن المسرح الكردي ترك بصمة لدى الشعوب في المنطقة وله خصوصية لدى أهالي كوباني"، مشيرةً إلى أنه "بعد ثورة 19 تموز 2012 استطاع الشعب تنظيم نفسه في مختلف المجالات ومن بينها المجال الفني والثقافي والمسرح مما أتاح الفرصة أمام ممثلين/ت لتقديم عروض ناجحة للشعوب وتطوير المسرح في كافة مناطق روج آفا".
واستذكرت كولجين حسو حال المسرح قبل الثورة "لم يشهد المسرح في مناطقنا أي تطور، وكانت الفعاليات قليلة، والعروض التي كانت تقدم في عيد النوروز بشكل سري كان أعضائها يتلقون تدريباتهم في المنازل والقرى النائية سراً، ولكن بعد الثورة باتت العروض تقدم بشكل علني، وتم تنظيم مهرجانات خاصة بالمسرح ودورات للتمثيل".
أهمية المسرح بالنسبة للمجتمع في روج آفا
حول أهمية المسرح في المجتمع الكردي تقول كولجين حسو أن "للمسرح في مناطق شمال وشرق سوريا أهمية كبيرة لكونه يعمل على إظهاره جوانب المعاناة لدى الشعب الكردي، من الظلم والاضطهاد الذي لاقاه عبر الزمن"، معتبرةً أن "المسرح من أهم السبل لنقل معاناة الشعوب وقضاياها، إضافة للتواصل مع شعوب العالم والتفاعل مع الثقافات المختلفة".
ووصفت المسرح بأنه "مرآة المجتمع"، يعكس حقيقة كل شعب، مبينةً أنه "عندما تقدم فرقة مسرحية عمل ما فإنها تعالج قضايا جميع فئات ومكونات المجتمع، فالمسرح هو المجال الأوسع لنقل واقع مجتمعنا".
أما عن الصعوبات التي تواجه الفنانة المسرحية فبينت أن "المرأة في كوباني ما زالت تواجه بعض العوائق المتمثلة في الرفض المجتمعي، أو أداء الأدوار التي تتطلب جرأة في الطرح".
وأوضحت كولجين حسو أن المسرح في مناطق شمال وشرق سوريا بحاجة إلى عمل مكثف وإنشاء علاقات مع جميع محبي المسرح في مناطق شمال وشرق سوريا وخارجها، بهدف تطوير المسرح في الأيام المقبلة.
كما أشارت إلى الاحتفال باليوم العالمي للمسرح والذي يصادف الـ 27 من آذار/مارس الجاري "لدينا تحضيرات بخصوص اليوم العالمي للمسرح، وتشمل تقديم عروض مسرحية مختلفة للأهالي في مقاطعة كوباني".
وفي ختام حديثها قالت الإدارية في حركة الهلال الذهبي كولجين حسو "نحن النساء لدينا طموح أوسع بتطوير الفن في كافة فروعه وخاصة المسرح"، مضيفةً "أتمنى من كافة النساء اللواتي لديهن مواهب في المسرح بالانضمام والتمثيل لكي تستطيع كل امرأة تتقاسم آلام وأوجاع المجتمع".