المرأة الأمازيغية تسعى للحفاظ على ثقافتها من الاندثار
تسعى المرأة الأمازيغية في تونس للحفاظ على تراثها وثقافتها من الاندثار خاصة بعد صهرها من قبل السلطة السياسية في نسيج المجتمع الواحد.
إخلاص الحمروني
تونس ـ أكدت الناشطة في الجمعية التونسية للثقافة الأمازيغية مبروكة تاوجوني أن المرأة الأمازيغية لها الدور الأبرز في الحفاظ على تراث هذه الثقافة، فهي ساهمت في تثمينه من خلال أعمالها الحرفية كالمرقوم والزريبة.
يحتفل السكان الأمازيغيون في جنوب تونس (مطماطة وقابس وتطاوين) بالسنة الأمازيغية بتاريخ 13 كانون الثاني/يناير من كل عام، حيث تهدف الاحتفاليات للتعريف بالثقافة الأمازيغية عبر إبراز رموزها على الملابس والأواني وكذلك الوشوم على الجسد بالإضافة للغة التي تلعب المرأة الأمازيغية دوراً هاماً في الحفاظ عليها.
خلال السنوات الأخيرة عملت عدد من الناشطات في تونس على دعم وتشجيع النساء للحفاظ على الثقافة الأمازيغية، من خلال إحياء عاداتها وتقاليدها وإعادتها إلى الواجهة خوفاً من اندثارها، وقالت الناشطة في المجتمع المدني وعضوة في "الجمعية التونسية للثقافة الأمازيغية" مبروكة تاوجوني "تعد الثقافة الأساسية لدول شمال أفريقيا وتسمى "تمازغت"، وحضور المرأة الأمازيغية في هذه الثقافة ليس حدثياً في تونس بل يعود لأكثر من عشرة آلاف عام، عندما عاش الأمازيغ في المغرب وتركوا طابعهم المميز على الحضارات القديمة".
وأكدت أن "المرأة هي الحاضنة الأساسية للثقافة الأمازيغية والضامنة لاستمراريتها وهي تمثل عضواً فاعلاً في المجتمع، فهي تتواجد في جميع المجالات بوصفها شريك مع الرجل، وعملت في الزراعة والخزف والنقش والنسج"، موضحةً أن المرأة بتحدثها اللغة الأمازيغية وحث أبناء على ذلك حافظت على جزء كبير من هذه الثقافة.
وأوضحت أن "المرأة ساهمت في تثمين التراث الأمازيغي ونجحت في جعله ثقافة خالدة من خلال أعمالها الحرفية مثل المرقوم والزربية، حيث تقوم بنقش الحروف الأمازيغية على هذه المنتوجات الحرفية، وكذلك حافظت على لباسها الأمازيغي والوشوم الموجودة على وجها ويديها وقدميها، لقد نجحت في تأصيل الثقافة وحافظت على لغتها والدليل على ذلك استمرار التحدث باللغة الأمازيغية منذ العصر الحجري الحديث إلى الآن على عكس العديد من لغات الحضارات العريقة التي اندثرت مثل اللاتينية والفرعونية والفينيقية".
ونوهت إلى أن "المرأة نالت مكانة هامة في مجتمعها عبر العصور التاريخية، إذ كانت تتمتع بحرية واسعة وتحظى بمكانة تليق بها وقد نجحت في الوصول إلى مراكز صنع القرار في مجتمعها، فكلمة "تمغارت" (اسم الثقافة الأمازيغية) تعني الزعيمة ومذكرها "أمغار" وهو الزعيم، ومن الأوصاف التي اشتهرت بها المرأة الأمازيغية العفة والتضحية والشجاعة والمشاركة في شتى أمور الحياة".
وأضافت أنه "عبر التاريخ كانت المرأة الأمازيغية مناضلة ومحاربة وملكة وقائدة وقد خلد التاريخ أسماء العديد من النساء كالملكة "دهيا الأوراسية" الملقبة بحسب المصادر العربية بـ"الكاهنة الداهية"، والتي عرفت بشدة بأسها وقوتها فقاومت الرومان وهزمتهم في أكثر من موقع وحكمت مدة عشر سنوات وفي هجوم شنه حسان بن النعمان قتلت في منطقة تعرف ببئر الكاهنة بجبال الأوراس"، مؤكدة أن المرأة الأمازيغية أثبتت تفوقها وقدرتها في مجال التربية والتعليم والصحة والإعلام وغيرها من المجالات الثقافية والإعلامية وفي القضاء والمحاماة.
وفي ختام حديثها تطرقت إلى مدى تقبل المجتمع التونسي المرأة الأمازيغية كفرد من المجتمع لها حقوق وعليها واجبات، "نتميز بعاداتنا وتقاليدنا ولغتنا ونحترم الاختلاف وحرية الآخرين لذلك لا نجد صعوبة في اندماجنا في المجتمع ولا ينظر إلينا بدونية".