"المنسيات من التاريخ"... معرض تاريخي فني يبرز مساهمات المرأة عبر التاريخ الجزائري

لتكريم المرأة الجزائرية والاعتراف بإنجازاتها والتذكير بتاريخها، افتتح معرض "المنسيات من التاريخ" مازجاً ما بين الأدب والفن والتاريخ المنسي

نجوى راهم
الجزائر ـ .
أطلقت مؤسسة ومديرة دار نشر "باب زمان" ميرا قاسم والفنانة فاطمة الزهراء فازي، الأحد 18 كانون الأول/ديسمبر الجاري، معرضاً فنياً تاريخياً حول مساهمة المرأة الجزائرية في التاريخ الجزائري، تحت عنوان "المنسيات من التاريخ".
وحول أهمية وجود معارض تخلد دور المرأة وتمجد المشاركات وبطولات النساء الجزائريات، قالت ميرا قاسم لوكالتنا أن "دور المرأة مهمل وغير معروف وغامض وفي بعض القصص الأخرى غير كامل، خاصةً مساهمات النساء في مجال الفنون والعلوم والثورات بشكل عام، لذا قررنا إطلاق معرض فني تاريخي من أجل التعريف بمجاهدات الثورة والعلم والمعرفة اللواتي شاركن في كتابة التاريخ الجزائري".
وأشارت إلى أن معرض "المنسيات من التاريخ" الذي يستمر بعرض لوحاته حتى الخامس عشر من كانون الثاني/يناير القادم، "جمع ما بين الأدب والفن والتاريخ المنسي، من أجل إبراز الدور المرأة باستحضار مشاركتها في التاريخ الجزائري واستعادة مساهمة النساء في بناء وتربية الأجيال"، لافتةً إلى أنه يتناول ثلاث جوانب مهمة من أجل الحفاظ على الهوية الثقافية والاجتماعية والتاريخية لملهمات الفن وكاتبات التاريخ.
 
 
وعن الجانب التاريخي ذكرت ميرا قاسم أن مقاومة المرأة عرفت مراحل كثيرة "لقد مرت المرأة بالعديد من المراحل، كان إحداها إضفاء الطابع المؤسسي من قبل المستعمر الفرنسي، لذا أبرزنا خلال المعرض القسم التاريخي بشكل رئيسي من خلال نضال الجزائريات ونساء جنوب الصحراء عبر ثلاثين سيرة ذاتية لهؤلاء النساء، سعياً منا لإبراز الدور الكبير الذي قدمته المرأة عبر العصور".
ويستعرض المعرض الفني للتشكيلية فاطمة الزهراء بوعاوني بعنوان "حارسات المعبد" من خلال 20 لوحة فنية أبرزت إسهامات المرأة الجزائرية، استمدت بعضها من التراث الجزائري الأصيل، وعن الجانب الفني منه تقول ميرا قاسم "كتابة التاريخ بمكونه الأنثوي في جميع مناحي الحياة ودمجهم بالكامل في مكانهم الصحيح، فمن خلال التمثيل الفني التصويري فأن هؤلاء النساء سوف يرتدين ويسكنون جدران المتحف".
وأضافت "حماية الذاكرة تتضمن الحفاظ على ما كان وما لم يعد، وهذا يعني نقل طريقة عيش قديمة ومشاركة ما نسميها اليوم العادات والتقاليد"، موضحةً أن "المورثات التاريخية والثقافية والاجتماعية هي جزء لا يتجزأ من المجتمع والهوية التاريخية وتتعلق بمجموعة من القيم والعناصر المادية والغير ملموسة والمترجمة في أغلب الأحيان شفهياً، لهذا من الواجب أرشفتها وتوثيقها".
ونوهت ميرا قاسم إلى أن القسم الأدبي من المعرض يتمحور حول كتيب نسائي تحت عنوان "تاريخنا"، والذي يدور حول "المرأة في تاريخ الجزائر"، كما يعرض وظائف اختارتها أربعون امرأة استثنائية لتكريمهن، بالإضافة إلى التركيز على عدم المساواة بين الجنسين من خلال دمجها بالكامل في السرد التاريخي من أجل إعادة تأسيس قصص بطولية للنساء والتعريف بقصص منسية منذ آلاف السنين وجعل تاريخ المرأة مرئياً.