اللغة الأم والفجوة بين الأجيال في آبدانان

تقول إحدى معلمات مدينة آبدانان بشرق كردستان إنه "بعد أن رأينا النتيجة غير المواتية لعدم تعليم أطفالنا اللغة الأم، فلماذا نستمر في التحدث بالفارسية لأطفالنا؟".

جوان كرمي

آبدانان ـ على الرغم من حقيقة أن الشخص لديه القدرة على تعلم لغة في أي وقت من حياته، إلا أن هناك لغة أم أولى ضرورية لتطور كل إنسان، فاللغة الأم هي اللغة الأولى التي يتعلمها الطفل وهي اللغة التي يجب التكلم بها وتداولها عبر الأجيال من أجل الحفاظ عليها.

عن اللغة الأم في مسقط رأسها، قالت زهرة نصيري وهي عازفة طنبورة ومعلمة من مدينة آبدانان إن "الجدة كانت الوحيدة من بين النساء اللواتي يمكنهن التحدث بالفارسية مع شعب البروجردي. لم يفهم البروجرديون لغتنا، لكننا نفهم ما يقولونه".

وأضافت "آبدانان بلدة صغيرة كان يتحدث أهلها بلغة لكي ولوري والكردية وكنا معتادون على سماع كل هذه اللغات ونفهمها، جاءت جدتي إلينا وتعلمنا منها الفارسية"، لافتةً إلى أنه "أعتقد أن أهمية اللغة الفصحى قد تم الكشف عنها لي عندما كانت جدتي تتحدث الفارسية بطلاقة وتواصلت مع الناس هناك في سوق بروجرد، وقد أعجبت بها نساء أخريات في سنها".

وأشارت إلى عملية الاستيعاب اللغوي وكيف سيواجه الجيل القادم اللغة الفارسية "في أوائل التسعينيات، قرر العديد من الآباء التحدث بالفارسية مع أطفالهم. كانوا الجيل الذي تعرض للضرب والإهانة عدة مرات في المدرسة لعدم تكلمهم اللغة الفارسية بطلاقة. الآن نشهد اللهجة الغريبة لجيل فارسي في الظاهر، لكن من الباطن من حيث اللغة والمصطلحات، إنها كلمة بكلمة ترجمة لغتنا الأم، وفي الواقع، لم نتخذ أي خطوات إيجابية وللأسف لم يعد هؤلاء الأطفال بإمكانهم التحدث بلغتهم الأم بسهولة".

زهرة ناصري، وهي أيضاً من أعضاء "معهد زانست زاغروس"، دعت إلى إعادة النظر في هذا الأمر "لست متفاجئة بقرار أهالي التسعينيات. أنا أكثر دهشة، الآن بعد أن رأينا النتيجة غير المواتية للغاية لعدم تعليم أطفالنا اللغة الأم، فلماذا نستمر في التحدث بالفارسية لأطفالنا؟ على الرغم من أننا أنفسنا لا نعرف كيف نتحدث الفارسية بشكل صحيح. مثلما يتعلم الطفل اللغة الإنجليزية بالإضافة إلى الفارسية، ألا يمكنه تعلم لغته الأم منذ البداية؟".