'الكتابة اغتنام لمكاسب الثورة لتطوير ذاتنا والمجتمع'
الكتابة أبرز وسائل توثيق الحقائق فمن خلالها استطاعت المجتمعات أن تكتب تاريخها وثقافتها حتى وصلت إلى الأجيال الحالية، لذلك تسعى المرأة لتطوير ذاتها في مجال الكتابة كونه يقع على عاتقها الجزء الأكبر من الحفاظ على التاريخ.
شيرين محمد
قامشلو ـ دعت لمعة علي جميع الكاتبات والفتيات اللواتي بدأن خطواتهن الأولى في طريق الكتابة أن تستغلن الوقت والفرص لتطوير ذاتهن في هذا المجال لبناء أساس متين لجيل المستقبل من الكاتبات.
يعد الاستمرار بالكتابة وتطويرها والحفاظ عليها من أبرز معالم تطور المجتمعات، ففي إقليم شمال وشرق سوريا وبعد ثورة روج آفا تحديداً استطاعت النساء أن تطورن من أنفسهن في الكثير من المجالات الإبداعية كالكتابة، وهذا ما وفر لهن الفرصة لإيصال مؤلفاتهن لأكبر شريحة من النساء والمجتمع ككل.
وعن مدى تطور قلم المرأة وكتاباتها في المنطقة قالت لوكالتنا الكاتبة لمعة علي إن "ثورة روج آفا أو كما سميت بثورة المرأة أفسحت المجال للنساء بشكل كبير لتطوير ذواتهن في كافة النواحي، ولكن لا يزال هناك الكثير لا تستغلن هذه الفرصة وبشكل خاص اللواتي تمتلكن موهبة الكتابة لتطوير ذاتهن"، مضيفةً أنه بات على الكاتبات أن تستغرقن وقت أكثر لتطوير كتاباتهن، "الوقت لا ينتظر لذلك يجب أن نتسابق معه".
وتابعت "يجب ألا نقول إن هناك الكثير من الصعوبات التي تقف في طريقنا لتعيقنا عن الكتابة أو أي موهبة نمتلكها، فالصعوبات موجودة في طريق الجميع، الثورة تحدد مصير المجتمعات يجب أن نعمل ليلاً ونهاراً لإثبات ذاتنا، ولبناء أساس تتبعه كاتبات المستقبل يمكنهن أن تستدن عليه".
وأكدت أن "هناك الكثير من المراكز التي تدعم المرأة في مجال الكتابة إلى جانب دعمها للفئة الشابة والمكاتب كثيرة في المنطقة، هذه جميعها فرص ومن المهم جداً أن نبدأ بخطواتنا الأولى وأن نستمر رغم الظروف"، مضيفةً أنه "قبل الثورة لم تكن كل هذه الفرص متوفرة للكُتاب وخاصة النساء منهن ولكن العمل مستمر بإصرار وإرادة حرة".
ولفتت إلى أنه "هناك الكثير من النساء والشابات اللواتي بدأن الكتابة للتو، تقدم لهن عائلاتهن والمجتمع الدعم للاستمرار، وبالإصرار تطورن كتابتهن بشكل أفضل"، مشيرةً إلى أنه "يجب أن نتمسك بأحلامنا ونجتهد لتحقيقها".
وبينت أنه يقع على عاتق الكاتبات كتابة تاريخ المرأة بأقلامهن، "لم نخطو خطوة لكتابة تاريخ المرأة حتى الآن، وهذا أكبر نقص يجب أن نعمل على سده بأقلامنا الحرة وخاصة بعد أن همشت المرأة من قبل المجتمعات الذكورية لآلاف السنين وتم تشويه تاريخهن".
كما أشارت إلى أن "هناك الكثير من الكاتبات اللواتي لا تطورن من أنفسهن في مجال الكتابة، والدليل على ذلك أنه ليس هناك الكثير من الروايات التي تحمل أسماء كاتبات، لا أقول إننا لم نتمكن من تطوير كتاباتنا من ناحية كتابة القصص القصيرة والأشعار ولكن يتطلب عملنا جهد أكبر وخطوات سريعة فالفرص أمامنا كثيرة والإمكانيات موجودة ومتاحة، خاصة بالنسبة للفئة الشابة"، لافتةً أن هناك عدد مقبول من الفئة الشابة يسعون لتعلم الكتابة والخوض في مجالاتها.
وفي ختام حديثها قالت لمعة علي "يجب أن نتجنب الروتين في حياتنا والخوف، يجب أن نكتب كل شيء ونعبر عما بداخلنا ولا نخشى النقد، لأن الخوف يقتل الشغف والمواهب".
حول مدى تطور الكاتبات في المنطقة قالت الكاتبة ناريمان عفدكي "إذا أردنا اليوم أن نقيم وضع المرأة والأدب والكاتبات في روج آفا سنرى أن هنالك الكثير من النجاحات والصعوبات أيضاً، نحن لا ننكر أن المرأة استطاعت أن تطور من نفسها في مجال الكتابة ولكن لا يزال هنالك الكثير من الاهمال أو النقص الذي نراه بشكل يومي".
وأشارت إلى أن "الكاتبات لا تقرأن كتب بعضهن البعض بالشكل الذي يجب أن يكون عليه، فبعد ثورة روج آفا التي عرفت بثورة المرأة تأسست العديد من المراكز المختصة بتطوير المرأة من كافة النواحي منها الناحية الأدبية"، مضيفة "نحن الكاتبات يجب ألا نحصر أنفسنا وكتاباتنا في قوالب معينة علينا أن نطور من كتاباتنا، ونخرج من المواضيع الروتينية التي نكتب عنها ونعبر عن مشارعنا وآرائنا ونجتاز بعض الخطوط الحمراء، التي نخشى أن نتحدث أو نكتب عنها خوفاً من المجتمع".
وبينت "أرى بأنه يجب أن نبني من أنفسنا نساء باحثات ومترجمات، كاتبات لتاريخ المرأة في مجال الأدب والكتابة، نعلم بأن مسؤوليات المرأة أكثر ولكن هذا لا يمنع بأن نعطي لأنفسنا أوقات خاصة بنا وبمواهبنا، فالخطوة الأولى هي ان نتخلص من الخوف الموجود بداخلنا وان نقنع أنفسنا بأننا سننجح فالمرأة في الكتابة مبدعة أكثر من غيرها".
وقالت في ختام حديثها "يقع على عاتقنا بناء أساس متين للكاتبات، وهذا يتطلب عمل مستمر من خلال تنظيم منتديات واجتماعات أدبية، وأن ندعم بعضنا البعض في كل الأوقات ونطور من كتاباتنا من أجل المستقبل".