"الكتاب نبضُ الحياة" شعارٌ يحمله معرض الشّهيد هركول في موسمه الخامس
يكتبون بأقلامهم الخاصة لتكون نتاجاتهم عبارة عن النّافذة التي ستري أجيال المستقبل المرحلة الراهنة التي نعيشها، فالكتاب ينقل القارئ لعوالم وثقافات الشّعوب التي عاشت في حقبة الكاتب
ليلى محمد
قامشلو ـ .
تحت رعاية هيئة الثَّقافة والفن، انطلقت فعاليات معرض الشّهيد هركول للكتاب في موسمه الخامس، يوم الخميس 29 تموز/ يوليو 2021، تحت شعار "الكتاب نبض الحياة"، وذلك في مركز محمد شيخو للثقافة والفن بمدينة قامشلو بشمال وشرق سوريا.
ويشارك في المعرض دور نشر من عموم أجزاء كردستان، بالإضافة إلى دول عربية عدة منها (مصر، العراق، تونس، لبنان، الإمارات)، والكتب المعروضة بعدة لغات منها العربية، والكردية، والفارسية، والإنكليزية والتَّركية.
وتتضمن فعاليات معرض هركول للكتاب عرض النّتاجات والمطبوعات، والنّدوات الحوارية، وإلقاء المحاضرات المتنوعة المضامين (اجتماعية، تاريخية، ثقافية، جنولوجيا) باللغتين الكردية والعربية، إضافة إلى منصات المناقشة وحفلات توقيع الكتب.
قالت لوكالتنا الإدارية في اتحاد المُثقفين بإقليم الجزيرة عفاف حسكي، أن الكتاب هو المُعبر عن آفاق الفكر، "اختيار العنوان المناسب للكتاب وقرأته، كفيل بأن يطور القارئ، فالكاتب يعبر عن رقي مجتمعه، ولا حضارة من دون قراءة ومطالعة".
وعن الهدف من المعرض "أردنا أن نظهر أهمية الكُتب، فكهيئة الثّقافة واتحاد المثقفين كان علينا دعم القُراء، ولا سيما الفئة الشّابة منهم".
وشهد المعرض إقبالاً حاشداً من الأهالي، والمؤسسات، والمثقفين والشُّعراء، الذين صبوا تركيزهم على عناوين الكتب ضمن المعرض، كما بينت عفاف حسكي.
أما الرَّئيسة المشتركة لاتحاد مثقفي عفرين أفيستا إبراهيم ترى أن هناك علاقة ودية وجميلة تربط القارئ بالكتاب "من خلاله يمكننا الانتقال لعوالم أخرى والتَّعرف على تاريخ الشّعوب وحضاراتها، وسبب وجود الإنسان ودوره في الحياة".
وتشير إلى أن إقامة هذا المعرض في هذه المرحلة حدث تاريخي هام "بأقلامنا نوثق تاريخنا وليس بأقلام الآخرين، فأجيالنا ستكون بحاجة لمعرفة مجريات هذه المرحلة الهامة، لذا ستكون هذه الكتب رسالتنا لهم، تعطيهم معلومات صحيحة ودقيقة، ومدونة بأقلام من عاشوا هذه المرحلة".
وأضافت "المعرض هو النافذة التي ستطل منها أجيالنا على الماضي، لتعرف كيف ترسم المُستقبل".
وشاركت أفيستا إبراهيم بالعديد من الأعمال "روايتي (جنين بلا رحم) اخترتها لأشارك بها اليوم، وجاء انتقائي للعنوان من الظروف التي عاشتها مدينتي عفرين، فكل عفريني هو جنين من حقه العودة لرحم وطنه".
وعن النَّثريات قالت "قدمت نثراً بعنوان (نخبك وجعي)، أردت عبره إبراز ألم أهالي عفرين، الذين خرجوا من مدينتهم بلا وجهة، ذلك رغبة مني في فرش آلامنا على الورق ليشعر بها ويتذوقها القارئ".
وأكدت أفيستا إبراهيم أنهم خلال هذا المعرض حاولوا التّنويع في محتوياته من (قصص، وروايات، ودراسات، وكتب تعليمية تثقيفيّة)، لتشجيع الأجيال القادمة على بذل الجهد وإتقان لغاتهم، وإثبات وجودهم في الحياة.
بينما قالت الرَّئيسة المشتركة لاتحاد المثقفين في إقليم الجزيرة أناهيتا سينو، أن هذا المعرض حامل الثَّقافة التي ينتظرها الجميع، ولا سيما مع تزايد تأثيرات مواقع التّواصل الاجتماعي على أبناء الجيل الجديد "إنهم يدمنون على هذه المواقع، وهذا المعرض خطة للعودة إلى القراءة وتحفيزهم للاهتمام بالثًّقافة".
وشاركت في المعرض بكتابين "كتابي الأول (كتبت لأنني أحبك) هو عبارة عن قصائد شعرية باللغة العربية، كتبتها منذ أكثر من 25 عاماً واليوم سنحت لي الفرصة لطباعتها، فنحن نعلم أن الأنظمة في السابق كانت قد منعتنا من حق الكتابة لأننا كرد وخاصة المرأة، وأما كتابي الثَّاني يحمل عنوان (ذيل الكلب) وهو عبارة عن قصص فلكلورية قديمة".
وتعتبر أناهيتا سينو أن هذا المعرض منح الفرصة للتعرف على الأعمال الثَّقافية لجميع المثقفين والكُتاب والقُراء "نرى ازدياد ملحوظ في عدد الكتب، وهذا أمر جيد، يقع على عاتقنا تمثيل واقعنا بالكتابة، ليبقى محفوراً في التَّاريخ".
ويضم المعرض 130 ألف كتاب، وسيتمر لمدة ثماني أيام متتالية، بدءاً من السّاعة العاشرة صباحاً وحتى العاشرة مساءاً.