نوجين إيزيدي

شنكال ـ يعتبر الفن الوسيلة الأكثر فعالية لنقل الثقافة من جيل إلى آخر، لذلك تسعى الفرقة النسائية "ستيا نخشا" التي أنشأت بعد فرمان عام 2014، إلى نقل الثقافة الإيزيدية إلى الأجيال القادمة من خلال أعمالها الفنية.

في عام 2018، تأسست فرقة "ستيا نخشا" بهدف نشر ثقافة الإيزيديين وحمايتها من خلال فرق الغناء والرقص، وتحدثت لوكالتنا العضوة في الفرقة غزال خيرو، وقالت إن "النساء لا تزلن مضطهدات في العديد من المناطق في شنكال، خاصة اللواتي لم تتعرفن بعد على فكر القائد عبد الله أوجلان وفلسفته، لذلك أدعوا الجميع للتعرف على الفكر الذي نسير على نهجه. لو كان هذا الفكر موجود بيننا قبل الفرمان، لما كانت الآلاف من فتياتنا ونساءنا في أيدي داعش اليوم، ولم يكن شبابنا ليغادروا بلادهم تاركين ورائهم تاريخ هذه الأرض".

 

إلهة الثقافة والفن

ولفتت إلى اسم الفرقة "ستيا نخشا"، المعروفة بإلهة حماية الثقافة والفن لدى الإيزيديين "منذ مئات السنين، كانت هناك امرأة تدعى ستيا نخشا ترسم النقوش على القماش بواسطة الخيوط وفي نفس الوقت كانت تعزف على الآلة الموسيقية وتغني. لم تكن هناك امرأة غنت بعد ذلك. بعد المجزرة التي تعرضنا لها، نبذل كل ما في وسعنا لإظهار أعمال المرأة. وكيف كانت عبر التاريخ. وعلى وجه الخصوص في تاريخ الإيزيديين حيث كان دور المرأة مهماً".

وتحدثت غزال خيرو التي تشارك في فرقة الرقص عن عملها ضمن الفرقة "لقد شاركت في الأنشطة الثقافية منذ ما يقارب عام. هدفنا هو التعرف على رقصاتنا الفلكلورية وثقافتنا وملابسنا، وتوعية الشباب بالثقافة القديمة للإيزيديين، وخاصة في ذكرى الإبادة الجماعية، سنظهر للعالم ما حدث للإيزيديين وما تعرضوا له من خلال الفيديوهات والمسرحيات والرقصات والأغاني".

وأشارت إلى أنه "كفتيات ونساء إيزيديات، لم نسمع عن ستيا نخشا قبل أن نعرف فكر القائد أوجلان، لم نكن نعرف شيئاً عن التاريخ ولم نكن مهتمين، لكن الآن نعرف ما هو تاريخ المرأة، وكيف بدأت، فعندما نعود إلى التاريخ، نفهم أنه كان هناك حياة متساوية، قبل أن تفرض هيمنة الرجال على النساء ، لكن الآن لم تعد النساء تقبلن الحياة التمييزية وتظهرن ردود أفعالهن بشتى الطرق".

 

المرأة المنظمة يعني مجتمع منظم

ونوهت غزال خيرو إلى أن النساء هن الأكثر تأثراً بالحروب "كل مجزرة تحصل تستهدف المرأة أولاً كونها الفئة الأضعف، لذلك يجب عليها أن تحمي نفسها وتتحلى بالشجاعة والإرادة"، لافتةً إلى أن "الرجال يغادرون أرضهم خلال الحروب والأزمات، على عكس النساء اللواتي لا تتخلين عن أرضهن بسهولة، لهذا السبب فإن الثقافة والفن هي للمرأة".

وعن هدفهن من إنشاء فرقة "آمال شنكال" للغناء، قالت "لدينا الآن فرقة من المغنيات تسمى فرقة آمال شنكال، نحاول جمع كل النساء من حولنا من خلال هذه الفرقة، لإحياء الفن والغناء مرة أخرى في شنكال. إذا لم تتحدث النساء عن آلامهن، فلن تشفى تلك الآلام".