الفائزات بجائزة زبيدة بشير: تتويجنا بداية لمسار آخر من العمل الإبداعي والعلمي

قالت الفائزات بجائزة زبيدة بشير أن تتويجهن بالجائزة التي تكرم الكتابات النسائية التونسية بأصنافها الستة، بداية لمسار آخر من العمل الإبداعي والعلمي

زهور المشرقي

تونس ـ قالت الفائزات بجائزة زبيدة بشير أن تتويجهن بالجائزة التي تكرم الكتابات النسائية التونسية بأصنافها الستة، بداية لمسار آخر من العمل الإبداعي والعلمي.

أطلقت "الكريديف" جائزة "زبيدة بشير" سنة 1995، تكريماً للأديبات التونسيات المتميزات في مجالات القصة والرواية والشعر باللغتين العربية والفرنسية، وتتعلق بأول شاعرة تونسية (1938 ـ 2011) أصدرت ديوانها تحت عنوان "حنين" في سنة 1968.

 

 

وقالت المديرة العامة لمركز البحوث والدراسات والإعلام حول المرأة "كريديف" ثريا بالكاهية لوكالتنا على هامش الأمسية التي نظمت من قبل مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة في الـ 14 من نيسان/أبريل، والتي تم خلالها تسليم الجائزة الوطنية "زبيدة بشير" للكتابات النسائية التونسية لسنة 2021، أن جائزة زبيدة بشير تمثل أعرق الجوائز الوطنية التي تهتم بالباحثات والمبدعات.

ولفتت إلى أن الجائزة تضم ستة أصناف من الجوائز، أولها جائزة الإبداع الأدبي باللغتين العربية والفرنسية، وجائزة الإبداع الفكري البحثي باللغتين العربية والفرنسية، وجائزة أخرى قيمة من الناحية المالية بقيمة 10 ألاف دينار تونسي تعطى لأفضل بحث علمي يخص المرأة ومقاربة النوع الاجتماعي، وجائزة خصصت لأحسن سيناريو للأشرطة القصيرة يتناول قضايا النساء.

وأفادت ثريا بالكاهية بأن الجائزة ينظمها القانون عدد 585 لعام 2020 الذي يتعلق بإحداث وتنظيم الجائزة الوطنية "زبيدة بشير" لأفضل الكتابات النسائية التونسية، والذي نص على إدماج وإدراج كلا الجنسين المختصين في كتابة السيناريوهات في المجال الفني السينمائي، لافتةً إلى أن الجائزة هي حافز كبير للنساء على مزيد من العطاء والإبداع الفكري النسائي.

ولاحظت أن النساء اللواتي تحصلن على هذه الجائزة سابقاً واصلن طريقهن الإبداعي بثبات وطورن من إنتاجهن الأدبي وكانت حافزاً حقيقياً لهن نظراً لقيمتها الرمزية، مشددةً على أن أكثر من 150 امرأة تُوّجن بالجائزة لوحظ أنهن طورن من نشراتهن وكتاباتهن وكانت أداة لمزيد من تألقهن.

بدورها أكدت الكاتبة والجامعية التونسية وعضو لجنة التحكيم في الدورة الـ 28 من توزيع الجائزة، آمنة الرميلي، أن جائزة زبيدة بشير ترنو إليها كل مبدعة وشاعرة تونسية، لافتةً إلى أنها توجت مرتين بها سابقاً وفازت بها العام الماضي عن روايتها "شط الأرواح" التي لاقت الكثير من النجاحات وباتت تدرس في الجامعة ومصدر إلهام للباحثات التونسيات.

وأشارت إلى أن مثل هذه الجوائز من شأنها أن تسهم في انتشار الرواية وتدعم الأديبات، معتبرةً أنها جائزة استثنائية تختلف عن مختلف الجوائز الأخرى لاعتبارها الوحيدة الخاصة بالنساء ولارتباطها بأول شاعرة تونسية. 

وقالت في ختام حديثها "منذ قديم الزمان، وفق جدلية الأدب وتتويجه، تشجع الجائزة الأديبات والشاعرات حيث يكون لذلك صداه في الصحافة والإعلام، علماً أن التتويج يوحي للجمهور بأهمية الإسهامات النسوية بما يجذب اهتمام القارئ خاصةً أن الجائزة تشرف عليها شخصيات أكاديمية ذات صيت".

 

 

من جانبها أفادت عضو لجنة التحكيم الخاصة بأفضل سيناريو سنية بالشيخ، بأن جائزة زبيدة بشير هي آلية لتحفيز الباحثات لقيمتها الاعتبارية نظراً لكونها تشرف عليها شخصيات أكاديمية ولا تمنح إلا للمبدعات بعيداً عن المحاصصة والمجاملات، مشيرةً إلى أنه لوحظ في الدورة السابقة للمعرض الدولي للكتاب إقبال كبير على المؤلفات التي تحصلت على جائزة زبيدة بشير خلال السنوات الماضية، الأمر الذي يشجع الشابات على الكتابة والإبداع.

ولفتت إلى أن اللجنة التي تترأسها لأفضل سيناريو عرفت مشاركة كبيرة من قبل خريجات المعاهد السينمائية والفنون الجميلة اللواتي لا تملكن تجربة محترفة، وبالتالي قد تحفزهن الجائزة على خوض أولى تجارب الإخراج، فضلاً عن القيمة المعنوية والتقديرية اعترافاً بالقيمة المعرفية للكاتبة أو الشاعرة.

وتحدثت عن أهمية الجائزة التي تلقي الضوء على الكتابات النسائية وتركز على قضايا النساء وتسعى إلى معالجتها بالشعر والسرد والنثر، مشيرةً إلى أنها قد تحصلت في مناسبتين على الجائزة لأفضل إنتاج باللغة الفرنسية.

من جهتها قالت أمامة الزاير التي توجت بجائزة الإبداع الأدبي باللغة العربية عن ديوانها الشعري "الأحد عشر تمرينا من أجل القيامة"، بأن تتويجها يأتي كاعتراف بمسيرة إبداعية مستمرة من قبل مؤسسة عريقة كالكريديف التي تدافع عن حقوق النساء وتعمل على الانتصار لهن ضد العنف الممنهج، يعد انتصاراً حقيقياً لها، معبرة عن افتخارها بنفسها وما قدمته في مسيرتها كشاعرة.

 

 

بدورها عبرت ابتسام الوسلاتي المتوجة بجائزة البحث العلمي باللغة العربية عن بحثها "محمود بيرم التونسي: الصورة وفتنة المتخيل"، عن سعادتها بالتتويج، مشيرةً إلى أن الجائزة ذات قيمة مضاعفة لتكريمها كامرأة ضمن تاريخ أجيال من الباحثات اللواتي حصلن عليها، معتبرةً أن إشراف الكريديف التي تحاول حفظ ذاكرة النساء وتخليدها للأجيال المقبلة، على الجائزة يعطي قيمة مضاعفة لها، مشيدةً بمساعي إعلاء كتابات النساء ونشرها والتسويق لها.

 

 

بينما قالت مليكة ميسوم الحاصلة على جائزة زبيدة بشير عن صنف البحث العلمي باللغة الفرنسية عن بحثها"L’Enfant victime de SA famille: essai comparé sur le parcours Délinquant"، أن كتابها تناول مسألة انحراف الأطفال التي غالباً ما تتسبب فيها العائلة، مشددةً على أهمية تغيير القوانين للنهوض بالطفولة، معتبرةً أن تسلمها هذه الجائزة يعتبر تحدياً آخر ومنطلقاً لها لمزيد العمل والإنتاج والنضال لتطوير القوانين وتغييرها.

ولفتت إلى أن التكريم هو حافز للباحثات والأديبات والشاعرات لمزيد العمل والعطاء والإبداع، معتبرة أنها بداية لمرحلة أخرى أكثر تميزاً.

فيما قالت سهام الدبّابي الميساوي الحاصلة على الجائزة من صنف البحث حول المرأة التونسية أو اعتماد مقاربة النوع الاجتماعي عن بحثها "الطقوس والرموز"، أنها حصلت سابقاً على الجائزة لكن هذه المرة تختلف لارتباطها بالحياة الاحتفالية ولطقس من طقوس العبور وهو الولادة الذي درست فيه كل الرتب والعناصر الطقسية وبحثت في رموزها.

وأضافت "الجائزة هي تتويج لمسار علمي وبحثي واعتراف بإسهامات المرأة في خلق حركة ثقافية والنهوض بالمجتمع التونسي".

وعلقت السيناريست سالمي الهوبي على منحها الجائزة من صنف السيناريوهات عن سيناريو "عيشة حرة"، قائلةً إن "الجائزة هي مسؤولية على الصعيد الشخصي ستمكنني من مزيد العمل والتقدم وتصوير الفيلم على الصعيد الإبداعي"، واعتبرت أن هذه فرصة للنساء للبروز وإثبات تميزهن والتعبير عن قضاياهن بمفردهن وبأدواتهن، تماماً مثلما تجسده بطلة السيناريو الذي توجت من خلاله".