الوشم... أحد فنون الرسم على الجسد لإبراز جمال المرأة

يعتبر الوشم "الدق" إرث اجتماعي تناقلته النساء على أجسادهن وجزء من رحلة بحث المرأة عن الجمال.

سيبيلييا الإبراهيم

منبج - يعد الوشم "الدق" من العادات التي تداولتها النساء قديماً، وكن يقمن برسم الوشوم على وجوههن ومناطق مختلفة من أجسادهن، ومع التطور الذي شهده العالم واختراع الآلات تطورت هذه العادة واختلفت عن سابقتها.

الدق يعتبر من الموروثات الشعبية القديمة التي تداولتها مختلف المجتمعات، كما أنه كان جزءاً من رحلة المرأة في البحث عن الجمال، بالإضافة لاستخدامه من أجل التفاخر والتزيين واستخدم أيضاً في مجالات مختلفة كالعلاج.

يازا الجاسم في العقد السابع من عمرها أم لخمسة فتيات وأربعة أبناء، من قرية الحالولة التابعة لناحية أبو قلقل الواقعة جنوب شرق مدينة منبج قالت "عندما كنت فتاة يافعة قامت إحدى الشابات برسم الوشم على وجهي ويداي ورقبتي بالإضافة إلى قدماي، في ذاك الوقت كانت كل الفتيات يقمن بذلك، والشابة التي تعرف فن رسم الوشم تعتبر من المحظوظات بين أقربائها".

وعن المواد والأدوات التي استخدمت في رسم الوشم أوضحت "كانت النساء يقمن بصناعة المادة المستخدمة في الوشم من خلال حرق خيط للحصول على دخان فيه غاز توضع عليه مرارة الدجاج أو الماعز وتترك فترة من الزمن ثم تصبح جاهزة لاستخدامها حيث يتم غمس رأس الإبرة فيها".

وتختلف رسوم "الدق" والأماكن التي ترسم عليه من بلد لآخر حسب الطبيعة الاجتماعية والمناخية والعادات والتقاليد التي تسود هذا البلد، لكن الأدوات المستخدمة في الرسم ذاتها، حيث تتم بواسطة أبر حديدية أو نحاسية ذات رؤوس حادة تحرق ثم تغمس في المادة التي تم تحضيرها، يوخز الجلد مرات متتالية ولكن بسرعة".

أوضحت "آنذاك أغلب النساء كن يرسمن الوشوم التي تعلمنها من جداتهن، أنا أيضاً تعلمت فن رسم الوشم وكنت أرسمه للفتيات لإساهم في نشر هذه الثقافة التي تعبر عن الجمال والشباب والتميز".

نوهت "الوشم الطبيعي الذي كنا ندقه في القديم لم يعد موجوداً ولم تعد النساء ترسمنه، لكن طريقة رسم الوشم تطورت حيث تستخدم آلات خاصة لرسمه، وبات أقبال الشباب والشابات كبيراً على استخدامه".

أكدت يازا الجاسم أن الوشم كان يعبر عن جمال المرأة، فكل النساء قديماً تعتبرن أنفسهن مميزات عند دقهن الوشم على وجوههن أو أيديهن وأقدامهن، "أوجه رسالة للنساء بالحفاظ على ثقافتهن وعاداتهن وتوريثها للأجيال القادمة".