'الإبداع النسائي إبداع خارج عن المألوف ويشكل المخاض الحقيقي لإنتاج التميز'

قالت رئيسة رابطة كاتبات المغرب بديعة الراضي أنها تفتخر بالحضور النسائي المغربي في كافة الواجهات ومنها الواجهة الثقافية

حنان حارت

المغرب ـ قالت رئيسة رابطة كاتبات المغرب بديعة الراضي أنها تفتخر بالحضور النسائي المغربي في كافة الواجهات ومنها الواجهة الثقافية، مؤكدة أن الإبداع النسائي إبداع خارج عن المألوف ويشكل المخاض الحقيقي لإنتاج التميز.

تحدثت الكاتبة المسرحية والروائية والرئيسة الحالية لرابطة كاتبات المغرب بديعة الراضي، في حوار مع وكالتنا عن الإبداع النسائي كونه خارج عن المألوف، ومُكسر لكافة القيود المفروضة، كما تحدثت عن أهداف رابطة كاتبات المغرب التي تأسست سنة 2012؛ ودورها في البحث عن نساء واعدات في خوض معركة الحبر والقلم، ومصاحبتهن بفتح ورش لتطوير إبداعاتهن، وإخراجها إلى الوجود.

 

حدثينا عن رابطة كاتبات المغرب وأبرز مهامها؟

في البداية أشكر وكالتكم لإعطائنا مساحة من فضاء منبركم، من أجل التواصل والحوار حول العمل المؤسساتي الثقافي في بلدنا، ونحن نعتز بذلك، فإننا في رابطة كاتبات المغرب نعتبر الإعلام شريك استراتيجي لنا، وشريك في أي عمل تنموي ثقافي يعتبر تبادل وجهات النظر رافعة للتطور.

كانت لحظات تأسيس رابطة كاتبات المغرب صعبة، ساهم فيها إلى جانب عزيزة عمر يحضيه، كل من الكاتبات مليكة العاصمي وزهور كرام ورجاء الطالبي، فاطمة المرنيسي، وفاطمة الزهراء زريويل، وماء العينين وأخريات، ونظراً للصعوبات التي واجهتنا في إقناع المجتمع الثقافي في تأسيس رابطة ثقافية نسائية، انسحبت بعضهن بعدما اقتنعن بالفكرة، في البداية كانت أعدادنا قليلة وكنا نناضل ونبحث عن التحاق كاتبات بركبنا، فنجحنا في تأسيس رابطة ممتدة عبر التراب الوطني الذي يعج اليوم بأسماء نسائية مبدعة وأخرى واعدة بمستقبل يضم روابط لها خصوصيتها في المغرب الثقافي المتعدد.

نحن اليوم بحاجة إلى تنمية ثقافية بآليات مغايرة منتجة وممتدة في كافة المجالات، ولكي نصل إلى أهدافنا المنشودة ينبغي أن يكون هناك أسماء فاعلة ومختصة في كافة التنسيقات، لأننا مقتنعات أن بلادنا سائرة في توجهات كبرى وينبغي أن نعمل على مواجهة كافة التحديات ومن بينها كل ما يتعلق بأنماط التفكير والإبداع.

 

إلى أي مدى نجحت رابطة كاتبات المغرب في لم شمل كل صاحبات الأقلام الجادة، والتعريف بإبداعاتهن وكتاباتهن؟

الهدف من تأسيس رابطة كاتبات المغرب، جاء بناء على التفكير في طريقة لنفض الغبار عن الكتابات النسائية، في الشعر والرواية والقصة والمسرح، وفي البحث أيضاً عن نساء واعدات في خوض معركة الحبر والقلم، ومصاحبتهن بفتح ورش لتطوير إبداعاتهن، وإخراجها إلى الوجود؛ ولهذا فإننا منذ التأسيس حاولنا رغم قلة الإمكانيات أن ننفض الغبار ونساعد النساء على الخروج إلى الوجود الإبداعي.

كما أنه هناك إبداعات مازالت في حاجة إلى المزيد من العمل لتصبح في مستوى العمل الابداعي، لكننا بالمقابل نفضنا الغبار عن محترفات في الإبداع بكافة اللغات، وفي النقد والبحث الفكري والعلمي السياسي، والانتربولوجي، وفي مجال الترجمة وكتابة السيناريو السينمائي والتلفزيوني.

إننا في الرابطة نعتبر أنفسنا ورشة ثقافية نسائية كبيرة، تضم المحترفات في الكتابة والسائرات على الطريق لإنتاج أفضل، ولهذا نحن عازمات على مواصلة العمل في الورشة، بهدف الوصول إلى إبداع يعي قواعد الكتابة وتطويرها.

 

حين نتحدث عن علاقة المرأة بإبداع الكتابة نستحضر مصطلح "الأدب النسائي"؛ هل لهذا المصطلح مشروعية داخل الأدب؟

الإبداع لا يخضع لثنائية امرأة ورجل، إلا أنه هناك جوانب أخرى في مرجعيات الإبداع المجتمعية أو النفسية تتحكم في خصوصية النصوص وانتمائها إلى مؤلفها أو مؤلفتها، لأنها نصوص تستنطق المشاعر والتجارب وتنتج خصائص وسمات لها عمقها الدلالي وخصوصيتها التعبيرية، وكينونتها. والابداع النسائي هو إبداع خارج عن المألوف، ومكسر لكافة القيود المفروضة، كما هو إبداع ضد المعتقدات في المجتمعات خصوصاً المنغلقة منها، وهذه النصوص أو الإبداعات بشكل عام والخارجة عن المتعارف عليه، هي النصوص النابعة من الحروب المجتمعية الفكرية، التي تشكل المخاض الحقيقي لإنتاج التميز في الإبداع النسائي.

 

كيف تصفين حضور النساء في المشهد الثقافي؟

حضور النساء متعلق بإشكالية مجتمعية كبيرة، لا تمس الجانب الإبداعي فقط، بل تمس حقوق النساء، وصعوبة انتزاع هذه الحقوق رغم وجود وثيقة دستورية متقدمة مبنية على مسار هام في التقدم نحو المناصفة، وهو مسار متميز وكل محطة فيه أعطت نتائجها في مواصلة تحقيق الأهداف، ونذكر هنا محطة ما بعد الاستقلال حتى منتصف السبعينات، ثم محطة نهاية السبعينات حتى منتصف الثمانينات، وبعدها التسعينات التي كانت منطلقاً نحو إحراز المكاسب في سياق وطني وإقليمي ودولي، سجلت فيه الحركات النسائية المغربية والقوى الوطنية الحية دوراً طلائعياً للنهوض بالمرأة في مختلف المجالات.

نحن وجدنا أنفسنا أمام ذاكرة ثقيلة يستعصي تليينها لإنتزاع كامل لحقوق النساء، ورغم كل هذه الصعوبات لا يمكننا إلا أن نسجل الدور الهام الذي لعبته الثقافة المغربية المنفتحة في بلد يتوفر على قيادة حكيمة وموقع جغرافي استراتيجي وهام في المجتمع الدولي.

نحن نفتخر بالحضور النسائي المغربي في كافة الواجهات ومنها الواجهة الثقافية، طموحنا هو أن نكون رجل وامرأة في نفس المركب نعمل ونواجه كافة التحديات بالمسؤولية والمحاسبة، من أجل بلد أفضل؛ بنموذج تنموي جديد في قلبه الدور المنوط بالمثقف والمثقفة من أجل انخراط كامل في المعركة التنموية.