إحسان القيسي: الدراما العلاجية تطور ميول ذوي الإعاقة وتصقل مواهبهم

أكدت إحسان القيسي أن الهدف من استخدام الدراما العلاجية للطلبة الذين يعانون من صعوبات التعلم والتوحد هو تعديل السلوك، عبر التدريس المباشر والتفاعل المسرحي.

سرى الضمور

الأردن ـ تمكنت إحسان القيسي من خلال استخدام الدراما العلاجية من تنمية احتياجات الطلبة من ذوي الإعاقة لتصقل ميولهم وتجاربهم الفنية وتعزز من حسهم الإبداعي من خلال الفن وبمختلف أشكاله؛ لبث رسائل ايجابية محفزة ومشجعة وتطور من أدوارهم المجتمعية.

قالت إحسان القيسي صاحبة مؤسسة "ليش" لتنمية الحافز والدافعية لدى اليافعين، أن الهدف من استخدام الدراما العلاجية للطلبة الذين يعانون من صعوبات التعلم والتوحد هو تعديل السلوك، عبر التدريس المباشر والتفاعل المسرحي.   

وأوضحت إحسان القيسي "انبثقت فكرة المؤسسة من تجربة خاصة بها، حيث كانت تعاني من صعوبات في التعلم في المرحلة الأساسية من الدراسة والناجمة عن تداول مفاهيم مغلوطة من قبل الأهل والمدرسة وكانت تتعرض لحالة من التنمر". لافتة إلى دور معلمتها في المدرسة التي أسهمت بتطوير طاقاتها الشخصية عبر تنميتها من خلال المسرح والفن التي أثر على مستوى تحصيلها الأكاديمي لتنهي دراستها مع ذوي الإعاقة بتقدير ممتاز.

وبينت أن تخصصها الأكاديمي في مجال التربية الخاصة منحها فرصة كبيرة لتنمية مواهب الطلبة من ذوي الإعاقة عبر إدماجهم في بيئة تتناسب واحتياجاتهم الشخصية بإكسابهم مهارات فنية سواء في المسرح أو الغناء أو الدراما أو من خلال الموسيقى لرفع وتحسين مستوى الدافعية لدى اليافعين.

وتتوجه المؤسسة بحسب إحسان القيسي، من خلال برامجها المتعددة إلى تخصيص أنشطتها لجميع الفئات العمرية ومن كلا الجنسين، حيث تتمحور أهدافها نحو إدماج الطلبة من ذوي الإعاقة في برامج فنية متخصصة بالدراما عبر كتابة قصص المسرحيات وتنفيذها وعرضها وإنشاء المسرح المناسب لتلك القصة أو الحكاية الذين يرغبون بتجسيدها.

بدأت إحسان القيسي مشروعها من خلال التواصل مع طلبة المدارس وبدأت بتخصيص برامج معنية بالأطفال واليافعين لتعريفهم بأهمية المشروع الذي أفتتح منذ بداية كانون الثاني/يناير 2022.

وأوضحت إحسان القيسي أبرز البرامج التي تم إيقافها بعد مرورها بسلسة من الإجراءات وبعد الانتهاء من المراحل النهائية مثل برنامج "ليش" الذي يحمل اسم المؤسسة لأسباب تتعلق بانعدام الوعي من قبل المجتمع المحيط حيال أهمية الدراما العلاجية إضافة إلى ارتفاع التكلفة لتوفير هذه الدمى كونها تستورد من دول الخارج.

ووجهت إحسان القيسي رسالة إلى أهالي الأطفال بضرورة العمل على توعية أبنائهم بقيمة الفن الهادف الواعي والمعزز للمفاهيم الاجتماعية مثل الحرية والعدالة والمساواة والابتعاد عن السلوكيات السلبية التي من شأنها أن تحدث خللاً في المنظومة الاجتماعية ككل.

وحضرت وكالتنا جانباً من التدريبات المسرحية التي تشرف عليها إحسان القيسي والمخصصة لعدد من الفتيات حول قضية تعاني منها طالبة من مرض البهاق والتي تتعرض لحملة شرسة من قبل زميلاتها في المدرسة نتيجة الإصابة.

وكان تفاعل الطالبات مع موضوع المسرحية، مشجعاً ومحفزاً للمساهمة في محو أفكار مجتمعية سلبية، لافتة إلى أن المسرحية تنفذ بالتعاون مع مجموعة "إنا إنسان" لحقوق المعاقين في بادرة لتعزيز المشاركة الفاعلة للنساء من ذوات الإعاقة في مصر والأردن وفلسطين.