زلال جكر: أي هجوم يستهدف المنطقة سيعقد حل الأزمة السورية

في ظل تصاعد التهديدات التركية على مناطق شمال وشرق سوريا يتم التأكيد على أن الهجوم التركي سيكون المنبر للانطلاق بحملة تحرير عفرين والمناطق المحتلة.

فيدان عبد الله

الشهباء ـ قالت عضو مجلس حركة المجتمع الديمقراطي Tev-Dem زلال جكر أن للاحتلال التركي فيما يسمى بالمنطقة الآمنة إبعاداً ومطامع كبيرة، محذرة من أي هجوم يستهدف المنطقة ويقلب الموازين فيها. 

في ظل الصراعات والمستجدات السريعة التي تهدد الشرق الأوسط والعالم، وتهديدات الاحتلال التركي لمناطق شمال شرق سوريا واحتلال أراضي أخرى، سلطت عضو مجلس حركة المجتمع الديمقراطي Tev-Dem زلال جكر الضوء على حقيقة الحجج التركية وما ورائها في التدخلات بالأراضي السورية، وما تتطلبه المرحلة ومدى جاهزيتهم لتصديها.  

وأكدت أن ما تسمى بالمنطقة الآمنة والتي ترسمها تركيا ساعية لفرض هيمنتها على حلب بالكامل ثم احتلال الأراضي السورية بالكامل والوصول إلى بلدان أخرى من أجل إعادة أمجاد العثمانية البائدة.

"الحرب العالمية الثالثة حرب الصفقات التجارية"

قالت زلال جكر أنه بقراءة وتمعن الأوضاع الراهنة في العالم والمنطقة تفرض الكثير من التساؤلات والأجوبة ذاتها للأذهان "الحرب العالمية الثالثة اندلعت عن طريق استخدام الدول الحرب بالوكالة لمحاربة بعضها البعض من خلال دعم المجموعات المرتزقة".

ووصفت الحرب العالمية الثالثة بحرب الصفقات التجارية مضيفةً "كل طرفٍ في الصراع أو دولة تسعى وبشتى الوسائل والممارسات لفرض هيمنتها وسيطرتها وتوسيع نظام الرأسمالية في العالم، انطلاقاً من الشرق الأوسط للتحكم بالعالم أجمع".

وبينت أنه "في سوريا عموماً وشمال وشرق سوريا خصوصاً تجري أكبر الصراعات الدولية وهناك كم كبير من المساعي والمخططات، التي تعقد حل الأزمة السورية"، مشيرةً إلى أنه "عن طريق الدولة التركية ترتكب جرائم فظيعة، مجازر وإبادة ويرد عليها العالم بصمتٍ مطبق"، متسائلةً "لماذا يستمر هذا الصمت؟"، لتجيب عليه بأن "القوى العالمية والدولية رافضة للفكر الديمقراطي والحر المطبق في مناطق شمال وشرق سوريا، والذي يجمع شعوب المنطقة تحت سقفٍ مشترك في وقتٍ تسعى فيه هذه القوى لتفكيك المجتمع".

وأضافت "جميع حجج وأسباب الدولة التركية لاحتلال الأراضي السورية واهية وغير منطقية أو واقعية من ادعائها محاربة الإرهاب أو بناء ما تسمى بالمنطقة الآمنة، فما هي المنطقة الآمنة ولمن سيبنيها؟ سؤال أخر يطرح نفسه على حزب العدالة والتنمية الإجابة عنه".

 

حقيقة مشروع تركيا من المنطقة الآمنة

أكدت زلال جكر أن "ما تسمى بالمنطقة الآمنة ترسمها تركيا بدءٍ من منبج مروراً بالأراضي المحتلة وصولاً لتل رفعت حتى مركز محافظة حلب، وتريد تركيا من خلالها فرض سيطرتها على جميع المحافظات السورية الأخرى وصولاً للبلاد المجاورة ولا نستبعد أن تقوم تركيا بما هو أبعد من ذلك".

 

"أردوغان ليس عدوٍ للكرد إنما لكافة شعوب المنطقة"

وشددت زلال جكر على أن أردوغان ليس عدو الشعب الكردي فقط، إنما يعتبر عدو لكافة الشعوب، وتاريخ الإمبراطورية العثمانية على مدار 400 عام وما مارسته من انتهاكات بحق شعوب المنطقة شاهد على ذلك، وهذا ما تسعى تركيا لإعادته في عصرنا الراهن، وتريد تطبيق الميثاق الملي. كما تؤكد.

وحذرت من أن أي هجوم أو احتلال تركي لمدينة منبج أو تل رفعت وغيرها من مناطق شمال وشرق سوريا سيجعل من مدينة حلب بشكل كامل تحت الاحتلال.

وحثت زلال جكر شعوب شمال وشرق سوريا على ضرورة التحلي بروح الشعب الثوري المناضل والمكافح بوجه جميع الهجمات والتهديدات، مبينةً أنه "على أهالي المنطقة تنظيم وتهيئة أنفسهم للتصدي لأي هجوٍ عسكري يستهدف المنطقة"، مؤكدةً أن "الهجوم التركي سيكون المنبر للانطلاق بحملة تحرير عفرين والمناطق المحتلة وعدم التراجع للوراء وقلب موازين الاحتلال التركي ومخططاته". 

 

"الهجوم على شعب نازح فقدان للإنسانية"

وعن الأوضاع والمأساة التي ستواجهها أهالي المنطقة مع أي هجوم تركي على مناطق شمال شرق سوريا في ظل استمرار الصمت الدولي والمنظمات الإنسانية قالت "مما لا شك فيه أن هذا الهجوم سيكون بموافقة دولية فلا يمكن لتركيا خطو خطوة واحدة دون ضوء أخضر منهم، وهنا ستحدث تداعيات كبيرة والأوضاع ستتجه نحو التدهور والهلاك الأكبر ما يؤثر على الشرق الأوسط بشكل مباشر"، مؤكدةً أن "الهجوم على شعب نازح ومتشرد على أرض الحرب من الأساس يعني فقدان الإنسانية".

ولحماية المنطقة من المشروع الاستيطاني الذي يسعى الاحتلال التركي لتنفيذه، والذي سيمهد لحرب أهلية بين شعوب المنطقة قالت أن "على الدول والقوى العالمية تعميم الأمان والاستقرار في سوريا وإعادة كل لاجئ أو نازحٍ سوري إلى أرضه بسلام بعد إخراج تركيا من الأراضي السورية".

وأبدت عضوة مجلس حركة المجتمع الديمقراطي Tev- Dem زلال جكر في ختام حديثها ثقتها بأهالي شمال وشرق سوريا وعلى رأسهم المرأة، وقالت "بإرادتهم القوية والصارمة في تصدي الاحتلال التركي منذ أكثر من 10 سنوات سيتمكنون مرة أخرى من مقاومة العدوان وسيحدثون المزيد من الضعف في الداخل التركي".