زلال جكر الساحة السياسية تتسم بعدم وضوح المواقف مع اقتراب نهاية عام 2023

أكدت عضوة مجلس حزب الاتحاد الديمقراطي في شمال وشرق سوريا زلال جكر، على أن هجرة السوريين نحو أوروبا والعودة القسرية لا يعد حلاً جذرياً للأزمة، مشددةً على ضرورة تمسك شعب المنطقة بحرب الشعب الثورية.

فيدان عبد الله

الشهباء ـ تشهد مناطق شمال وشرق سوريا حروب متعددة الأشكال والأنواع على يد الكثير من الأطراف الإقليمية والدولية المتدخلة في شؤون الأزمة السورية، وتندرج جميعها تحت مساعي زعزعة الأمن والاستقرار في مناطق الإدارة الذاتية الديمقراطية.

لتقييم التطورات والأحداث على الساحة العالمية والسورية كان لوكالتنا لقاء مع عضوة مجلس حزب الاتحاد الديمقراطي PYD"" في شمال وشرق سوريا زلال جكر.

 

جميع الدول تسعى لتعزيز حاكميتها

استلخصت زلال جكر التطورات والمستجدات على الساحة السياسية بعدم وضوح الكثير من المواقف والأوضاع في العالم وسوريا مع اقتراب نهاية عام 2023، وربطت ذلك بالصراع مع النفوذ والسلطة خاصة أن الأعوام الأخيرة تعتبر مصيرية وحاسمة للوجود أو اللا وجود.

وأشارت إلى أن القوى المهيمنة العالمية والمتسلطة على دول الشرق الأوسط كروسيا والولايات المتحدة الأمريكية وإيران تسعى وبكل ما تملك من سياسات ومخططات لفرض نفوذها وبقائها في المنطقة "خوفاً من تفاقم الأزمات ووصول الحروب في الشرق الأوسط إلى الدول الأوروبية تزداد مساعي القوى المهيمنة على العالم، لتأجيج الحرب وتعميق الأزمات في دول أفريقيا، آسيا الصغرى والشرق الأوسط، جميع الدول المتسلطة تعمل لحماية نفسها وتعزيز حاكميتها والتحكم باقتصاد الشعوب ونهب ما على الأرض وتحته، وهو ما يفاقم الأوضاع المعيشية لشعوب المنطقة".

وفي الحديث عن الأوضاع في العالم والشرق الأوسط قيمت زلال جكر التطورات والمستجدات في أجزاء كردستان الأربعة ومناطق شمال وشرق سوريا وقالت "تواصل الدولة التركية هجماتها واستهدافها بشتى الوسائل والأشكال على مناطق قوات الدفاع المشروع في جبال كردستان وتزيد من حدة انتهاكاتها وجرائمها بحق الأهالي والسياسيين في شمال كردستان وتركيا، ومن خلال الزيارات واللقاءات بينها وبين الحكومة العراقية تعمل لإبادة وطمس هوية الشعب الكردي تزامناً مع هجماتها واستهدافها لمناطق شمال وشرق سوريا".

وركزت خلال حديثها على أن جميع مخططات وهجمات الاحتلال التركي على إقليم كردستان وشمال وشرق سوريا وخاصة استهدافها المباشر لشخصيات إدارية بارزة سواء كانت عسكرية، سياسية أو مدنية، تدل على خوفها من إرادة الشعب في المنطقة.

 

إفشالاً لمقاومة مهجري عفرين تركيا تتبع سياسات ممنهجة

وأكدت زلال جكر على أن الانتهاكات والجرائم والمجازر التي ترتكب بحق أهالي شمال وشرق سوريا خاصة في المناطق التي احتلتها تركيا جريمة بحد ذاتها "تشهد المناطق المحتلة من قبل تركيا ومرتزقتها بشكل يومي جرائم ضد الإنسانية بدءاً من وجودها على هذه الأراضي مروراً بما ترتكبه من جرائم اغتصاب وتجاوزات بحق النساء وسكان المنطقة الأصليين وصولاً لسياسة التتريك وتغيير معالم وملامح المنطقة واعتبارها جزء من الأراضي التركية".

وأضافت "هذه السياسة تظهر في مقاطعة عفرين على وجه الخصوص، حيث تشهد قمع وطمس لجميع مكونات المنطقة وبناء مستوطنات على أرضها، كونها على درايةً بأن المنطقة لن تبقى لها وأن أهالي عفرين مصممون على تحريرها، وفي سبيل إبعاد مهجري عفرين عن قضيتهم تبني هذه الأحلام تحت مسمى (الجمعيات الخيرية)".

ولفتت إلى أنه في الآونة الاخيرة هناك سياسة وحرب خاصة تحاك في عفرين وهي التلاعب وجر مهجري عفرين المقاومين في الشهباء وحلب وغيرها من المناطق إلى عفرين المحتلة وذلك عن طريق استخدام بعض الأطراف التي تدّعي أنهم كرد ويحمون الوجود الكردي في عفرين والحقيقة أنه بوصول العوائل العفرينية إلى المنطقة ترتكب بحقهم أبشع الممارسات والانتهاكات.

وأكدت على أن مقاومة وصمود مهجري عفرين بوجه الاحتلال التركي وعدم الانجرار وراء محاولاته ومخططاته، حرب ثورية يخوضونها ضد الظلم والاضطهاد والقمع وجميع الانتهاكات والجرائم التي ترتكبها تركيا لإبادتهم.

 

"القرن الـ 21 سيكون قرناً لحرية المرأة بوحدتها وتكاتفها"

ووجهت زلال جكر في حديثها النداء لجميع أهالي شمال وشرق سوريا ومهجري عفرين بعدم التأثر بمخططات ومساعي الدولة التركية لجرهم نحو الهلاك "إن الهجرة إلى خارج الأراضي السورية نحو الدول الأوروبية لا تعتبر حل جذري للأزمة التي يعاني منها الشعب في البلاد، إنما على العكس فهم بذلك يتوجهون نحو الهلاك والضياع خاصة في ظل ما نراه من غرق لقوارب تهجير السوريين في البحار وفقدانهم بين السواحل وغابات أوروبا، كما أن العودة إلى عفرين تتطلب شروط ومطالب، فلا يمكن للأهالي العودة إلا حين يتم إخراج المحتل، وهو ما يتطلب من الأهالي المقاومة وعدم الرضوخ للاحتلال والجاهزية الدائمة لرد كل هجوم ومخطط يستهدف مناطق شمال وشرق سوريا".

ودعت زلال جكر في ختام حديثها جميع نساء العالم بالاتحاد والتكاتف بوجه جميع القوى والسلطات المهيمنة على المرأة وحريتها "في جميع الحروب والصراعات التي دارت في العالم على مر مئات السنين كانت المرأة هي القوى الحامية للوجود، اللغة والثقافة الأصيلة للشعوب، وهذا ما يجب أن تبرهنه النساء مرة أخرى بتوحيد صفوفهن وجعل القرن الـ 21 قرن حرية المرأة".