'وجود المرأة على الساحة السياسية أكسبها الخبرة والتجربة'
شددت المنسقة العامة لمجلس المرأة السورية لينا بركات على أن العمل السياسي مهم للنساء، مؤكدةً بأن تطور المرأة في شمال وشرق سوريا هو ما جعلها تشارك في الحل السياسي للأزمة السورية
شيرين محمد
قامشلو ـ .
لعبت المرأة دوراً هاماً في العديد من المجالات، ولا يقل دورها عن دور الرجل في المجتمع، وحصلت النساء في شمال وشرق سوريا على معظم حقوقهنَّ منذ ثورة 12 تموز/يوليو 2012، بعد أن تعرضت المرأة ولمدى عقود لشتى أشكال الظلم والاضطهاد من قبل المجتمع والأنظمة الحاكمة وبقيت على هامش الحياة السياسية.
عن بداية انخراط المرأة في المجال السياسي بشمال وشرق سوريا قالت لوكالتنا المنسقة العامة لمجلس المرأة السورية لينا بركات أنه "مع بداية الأزمة في سوريا عام 2011 كان هناك نشاط ملفت للمرأة في مناطق شمال وشرق سوريا، هذا النشاط لم يأتي عن عبث بل نتيجة نضالات سابقة للمرأة كانت موجودة في المنطقة وفكر يسير على نهج حرية المرأة والمجتمع".
وتابعت "لذلك كان هنالك تميز بالنسبة للمرأة وأطلق على الثورة اسم ثورة المرأة، فقد حققت العديد من الإنجازات والمكتسبات على كافة الأصعدة".
العمل السياسي مهم جداً للمرأة بهذه الكلمات عبرت لينا بركات عن مدى أهمية السياسة للمرأة "إقصاء المرأة من العمل السياسي وحرمانها من القضايا الأخرى الموجودة في المجتمع كان السبب في إصرارها على تطوير نفسها، ورأت بأن الفرصة مواتية لها بعد الحراك الشعبي في سوريا لتعبر أكثر عن نفسها وتثبت مكانتها في الساحة السياسية وتنشط دورها فيها".
وعن كيفية انخراط المرأة في السياسة بالمنطقة قالت "سابقاً لم تكن الأحزاب السياسية تحدد كوتا خاصة بالمرأة، لكن الأحزاب التي تشكلت فيما بعد 2011 أعطت النساء دوراً خاصاً وأصبح هناك مكاتب ولجان ومجالس خاصة بهن ضمن كل حزب، وهذا ما شجع المرأة للانضمام إليها".
وأشارت لينا بركات إلى نظام الرئاسة المشتركة "المرأة موجودة في الرئاسة المشتركة وربما تكون أيضاً رئيسة الحزب ذاته أو تشغل منصباً مهماً متقدماً في الأحزاب ضمن اللجان التنفيذية والمكاتب بالإضافة إلى الدعم الذي لاقته، وهذا كان الجزء الأكثر تشجيعاً لدخول المرأة الساحة السياسية إذ أن هنالك شخصيات نسائية برزت وتميزت، وهذا دليل على أن المرأة تستطيع النجاح في المجال السياسي الذي كان حكراً على الرجال سابقاً".
الصعوبة الأكبر في العمل السياسي هي تشكيل الوعي السياسي "العمل السياسي ليس بالسهل أبداً فيجب أن تكون هنالك ثقافة ووعي سياسي بالإضافة إلى القوانين التي تستطيع دعم المرأة لتقوم بهذا العمل، وأما بالنسبة للأمور الأخرى مثل العادات والتقاليد فكان لها دوراً سلبياً على تطبيق القوانين الداعمة للمرأة مما أثر على انخراطها في هذا المجال بشكل كبير".
واستدركت لينا بركات بالقول إنه "رغم هذه الصعوبات استطاعت المرأة أن تدخل إلى المجال السياسي وتثبت ذاتها". لافتةً إلى استهداف تركيا للسياسيات "لطالما كانت السياسية مستهدفة من قبل الدولة التركية لأن القوى المهيمنة تعلم بأنه إذا تحررت المرأة سيتحرر المجتمع بأكمله لذلك فنضالها في أي مجال يلفت الأنظار ويكون له أثر أكبر في المجتمع، لأن المرأة هي التي تربي الأجيال، لذلك المرأة السياسية محط الأنظار وهدف من قبل القوى الرجعية".
وأكدت لينا بركات بأن المرأة في شمال وشرق سوريا استطاعت تجاوز جميع الصعوبات التي تقف أمام أحلامها وحقوقها "استطاعت أن تكون موجودة بشكل قوي وفعال وتأثر على نفسها وغيرها في هذا المجال"، وأضافت "وجود المرأة في مواقع صنع القرار والذي هو نتاج نضالها السياسي يقدم حلاً للكثير من العقبات التي تواجه النساء".
وبينت أن ما شجع النساء ليكن صاحبات وعي سياسي هي "المؤسسات والمنظمات النسوية الخاصة بالمرأة في شمال وشرق سوريا والتي تعمل على تمكينهن سياسياً، اجتماعياً، ثقافياً، والتي ساهمت في تشكيل وعي وقوة للمرأة للمشاركة في الأحزاب ولتناضل في سبيل تحقيق مساعيها وتطوير ذاتها".
وفي الختام قالت المنسقة العامة لمجلس المرأة السورية لينا بركات "اليوم نرى بأن المرأة هي من تقود الحالة السياسية في المجتمع وتشارك في الوفود للعمل على الحل السياسي في سوريا، وهذا الوجود يدل على العمل الصحيح والجدي اتجاه الديمقراطية وحقوق المواطنة ويدل على تمييزها في كافة المجالات".