'وحدات حماية المرأة ضمان للحفاظ على هوية النساء'

أكدت المقاتلة في صفوف وحدات حماية المرأة في شمال وشرق سوريا يلدز شيار، بأن قواتهن جسدت مقاومة كبيرة

نورشان عبدي  

عين عيسى - أكدت المقاتلة في صفوف وحدات حماية المرأة في شمال وشرق سوريا يلدز شيار، بأن قواتهن جسدت مقاومة كبيرة، وأصبحت مثالاً لنموذج الحماية والدفاع خلال المعارك مع مرتزقة داعش.

مع انطلاق ثورة 19 تموز/يوليو 2012 في شمال وشرق سوريا بدأت المرأة بالمشاركة الفعالة في كل النواحي الاجتماعية، والسياسية، والدبلوماسية، والعسكرية، وبذلك تعتبر وحدات حماية المرأة التي ظهرت مع تطور الثورة، كقوة عسكرية خاصة بالمرأة استطاعت تنظيم نفسها كقوة مستقلة.

 

"تأسيس وحدات حماية المرأة ساهم في تحرير النساء"

تأسست وحدات حماية المرأة في الرابع من نيسان/أبريل 2013 وحول الهدف من التأسيس بينت المقاتلة في صفوف وحدات حماية المرأة، وهي من المكون العربي من مدينة حلب يلدز شيار أن "ثورة روج آفا تطورت ونظمت بقيادة المرأة، لذلك دعت الحاجة إلى تطوير قوة عسكرية خاصة بها في عموم مناطق شمال وشرق سوريا". مشيرةً إلى أن الهجمات ازدادت على المنطقة بعد الإعلان عن الإدارة الذاتية الديمقراطية.

وأكدت أنه "لأن المرأة أساس في مشروع الأمة الديمقراطية، والحماية أساس في هذا المشروع تم تشكيل وحدات خاصة بالمرأة، وهي وحدات حماية المرأة. تأسيس الوحدات في الرابع من نيسان تزامن مع ميلاد القائد عبد الله أوجلان، لأننا نعتبر أن القائد هو الذي مهد للمرأة الطريق الصحيح للنضال والمقاومة".

عن ذكرى تأسيس وحدات حماية المرأة بينت أن "هذا اليوم له أهمية خاصة لدى النساء في مناطقنا، لأنه أصبح للمرأة قوة عسكرية تدافع عنها. النساء أيضاً دعمن هذه القوة وانضممن إليها، وكان لهن دور فعال في تنظيم أنفسهن والمجتمع".  

وبينت أن المرأة في وحدات حماية المرأة "تمكنت من توسيع أفكار المجتمع، وأداء المهام التي تقع على عاتقها تجاهه، ومن أجل ذلك أطلق على ثورة روج آفا ثورة المرأة الحرة، التي ناضلت وقاومت في كافة المجالات الحياتية"، معتبرةً أن "المقاتلات أخرجن النساء من سيطرة النظام الأبوي، الذي فرض على المرأة منذ 5 آلاف عام، فمع تأسيس وحدات حماية المرأة، التي هي إحدى منجزات ثورة روج آفا، بدأ المجتمع يغير نظرته للمرأة، كما تغيرت نظرة المرأة لنفسها".

 

دور المرأة في المجال العسكري وساحات القتال

عقدت وحدات حماية المرأة كونفرانسها الأول في مدينة ديريك عام 2013، ووفقاً للمخرجات فقد تم تأسيس كتائب تابعة لوحدات حماية المرأة في جميع مناطق شمال وشرق سوريا.

تقول يلدز شيار عن دور المرأة في ساحات القتال "لقد جسدت وحدات حماية المرأة من خلال مقاومتها لمرتزقة داعش في معركة كوباني عام 2014 رفضها لممارساته تجاه المرأة، وسعت من أجل إزالة السواد الذي فرضه داعش على جميع النساء، واستطاعت من خلال هذا النضال إلحاق الهزيمة بالفكر الأبوي المتجذر الذي يسير المرتزقة على نهجه".

وأكدت أن وحدات حماية المرأة جزء من القوات التي هزمت أخطر قوة إرهابية في العالم، "كمقاتلات في صفوف وحدات حماية المرأة نعتبر أن النصر على داعش من أهم انجازات المرأة في المجال العسكري".

 

تدافع المرأة عن مشروعها وهويتها

تؤكد يلدز شيار أن النساء ومن خلال انضمامهن لوحدات حماية المرأة أو دعمها، تدافعن عن مشروعهن وذواتهن "الدفاع عن الذات هو حق لكل فرد في المجتمع أن كان رجل أو امرأة، فقبل تأسيس وحدات حماية المرأة، كانت المرأة محرومة من الدفاع عن ذاتها بوجه أي هجوم يطالها، ولكن مع تأسيس قوات خاصة بها، تمكنت من ممارسة حقها في الدفاع عن النفس، وأصبحت تعي أهمية ذلك الدفاع". موضحةً أن "وحدات حماية المرأة تخوض حرباً ضد جميع الأطراف والجهات المعادية".

تتلقى المنضمات إلى صفوف وحدات حماية المرأة تدريبات فكرية وعسكرية ومن ثم تخضعن للتدريب الأكاديمي، حول مفهوم الإدارة الذاتية الديمقراطية والحماية الجوهرية.  

بعد عام من تأسيس وحدات حماية المرأة انضمت العديد من الفتيات والنساء من المكون العربي، والسرياني، وكذلك من خارج مناطق شمال وشرق سوريا، إلى صفوف وحدات حماية المرأة بهدف تحقيق حرية النساء.

أشارت يلدز شيار إلى أن "وحدات حماية المرأة أصبحت مصدر قوة لكافة النساء من جميع المكونات للدفاع عن حقهن، وهذه القوات تعمل للمحافظة على هوية المرأة، وزرع الثقة بالذات داخل كل امرأة، وعلى وجه الخصوص المرأة من المكون العربي، بكونها تابعة لمجتمع عشائري محافظ".

وبينت أنه "لمرتزقة داعش دور كبير في ممارسة العنف بكافة أشكاله على المرأة، لذلك تعتبر النساء وحدات حماية المرأة مصدر أمان واستقرار لهن للدفاع عنهن، والدفاع عن مبادئ الإنسانية والمرأة في المجتمع"، مشيرةً إلى أن "من أهم الركائز والأسس التي تسير عليها قواتنا هي فكر القائد عبد الله أوجلان فيما يخص حقوق المرأة، وإضافة إلى ذلك نؤكد دوماً على حب كل مقاتلة لأرضها وشعبها".

وفي ختام حديثها قالت المقاتلة في صفوف وحدات حماية المرأة في شمال وشرق سوريا يلدز شيار "رسالتنا للنساء هي إن أردتن التعرف على حقيقة المرأة عليكن التعرف على وحدات حماية المرأة"، مشيرةً إلى أنه "يجب على كافة النساء التكاتف والانضمام لصفوفنا أكثر من أجل حماية النساء، والدفاع عن حقوقهن في كافة المجتمعات لبناء مستقبل مزدهر للنساء في جميع أنحاء العالم".