تونسية: سوريا بحاجة إلى دعم وإرادة سياسية عربية للخروج من مأزقها السياسي
دعت المناضلة النسوية التونسية المجتمع المدني والإعلام في تونس إلى فضح الانتهاكات التي تعيشها السوريات والتجاوزات التي تصل مجدداً مرحلة التهجير القسري والتنكيل.
زهور المشرقي
تونس ـ برزت تخوفات حقيقية من مصير مجهول للسوريات بعد التطورات الأخيرة خاصة وأن كل الصراعات والحروب كشفت أن النساء هن وسيلة سهلة لإقامة أي حرب والوصول إلى أهداف سياسية، فمعركة داعش خلال السنوات السابقة مع الإيزيديات والكرديات بينت الحقد والكراهية ضدهن وأن السيطرة على أي منطقة قد يكون النساء بابها.
قالت المناضلة النسوية والنقابية التونسية وسيلة عايش لوكالتنا، إن التطورات الأخيرة في سوريا مقلقة جداً، وتعيد إلى الذهن معاناة الهجوم من قبل داعش والمسلحين سابقاً وما عاشته السوريات من اضطهاد وتنكيل وعنف، لافتة إلى وجود حرب دولية مفتعلة ومتظافرة صهيونية وأمريكية وخليجية تستهدف أجساد النساء وتعمل على إيقاع المنطقة العربية، معتبرة أن النساء هن الأكثر ضحايا وتجدن المصاعب في توفير القوت لأطفالهن وإيجاد السكن بعيداً عن الحر والبرد "هي حرب على أجساد النساء ومعاناتهن مزدوجة مع الأهل والعقلية والسلطة الأبوية التي تعود بهن إلى الوراء وغير قادرات على القيام بدورهن".
وأوضحت "هناك العديد من الأخبار التي تكشف ما تعيشه النساء في سوريا، مما يعيد لنا سيناريو بغداد وغزة وبيروت"، لافتة إلى أن ما يحدث تحاصره المعاناة والألم والخوف على مستقبل المنطقة خاصة مع المخطط الإمبريالي الصهيوني الذي يصل إلى عمق المنطقة العربية، وتعاني النساء كثيراً وقد برز مجدداً مخطط التهجير القسري والتجويع والحاجة "نتخيل معاً مشاعرهن الملطخة بالخوف من مصير مجهول، العنف والجوع ثنائي خطير يحاصرهن".
وأكدت أنهن ستعانين مجدداً في الخيام، معبرة عن استغرابها من هذا الصمت العربي تجاه الأحداث المتسارعة في سوريا "ماذا ننتظر حتى نتحرك، هل نكتفي بالتنديد والمساعدات من فراش ومستلزمات غذائية غالباً لا تصل وخيام؟ ليس هذا المطلوب، وسوريا ليست بحاجة لإطعامها، بل بحاجة إلى موقف ودعم وإرادة سياسية عربية للخروج من مأزقها السياسي وتجنب مخطط أكثر سوءً".
ودعت وسائل الإعلام إلى إيصال صوت السوريات ودعم الشعب في هذه المعاناة الحقيقية، علاوة على دور المنظمات في تونس في التنسيق لتخفيف خاصة مآسي النساء والأطفال الفئة الأكثر استهدافاً وتأثراً.
وقالت إن المنطقة تعيش حروباً مزدوجة بالتآمر من الغرب، حيث يقاسي الإنسان في سوريا خاصة النساء وتقاومن السلطة الأبوية التي تكرس عليها في المنزل والشارع وفي الفضاء العام، معتبرة أن النساء في مناطق الحروب هن هدفاً حقيقيا للجوع والتشريد مع أطفالهن "تقمن بأدوار مضاعفة وتوكل لهن كل المهام حتى لا تقتلن وتبقين أحياءً، فلنتصور معاناتهن من أجل أن تعشن".
وأشارت إلى أنه رغم الخراب لازال الأمل في غد أفضل للنساء خاصة وأنهن تصمدن وتتمسكن بالحياة رغم آلة العنف.
ودعت إلى تكثيف الجهود لخدمة قضايا النساء في مناطق الصراع، ومضاعفة الإعلام عمله لإيصال الصورة برغم أنها مرعبة للعالم لفضح ما تعيشه المعنفات وضحايا الحروب والانقسامات اللواتي تقتلهن الإمبريالية.