'تواجد المرأة في الانتخابات الرئاسية ضئيل وتغييره يتطلب رفع الوعي والثقافة'

احتلت الانتخابات الرئاسية المصرية صدارة النقاشات في الفترة الأخيرة، وترشحت لها امرأة وحيدة عن حزب الدستور وهي جميلة إسماعيل، وسرعان ما أعلنت انسحابها بعد تراجع حزبها عن ترشيحها وهو الأمر الذي طرح تساؤلات حول وضع النساء وتواجدهن الفعلي.

أسماء فتحي

القاهرة ـ تواجد النساء في المشهد الانتخابي مهم فعلى الرغم من كثرة الأعداد المتواجدة للإدلاء بالأصوات، إلا أن القليلات من يقررن الترشح وخوض هذا المعترك الذي ينال من النساء وقد يتسبب لهن في الكثير من المخاطر والوصم والشائعات وغير ذلك من أدوات تحجيمهن.

للبحث عن إجابة على الدور الذي تلعبه النساء في المشهد الانتخابي كان لنا عدة لقاءات مع مصريات من فئات مختلفة للتعرف على تصورهن بهذا الشأن الذي رأوا أنه بحاجة للكثير من الجهد للتوعية بالمشاركة الفعالة في الانتخابات الرئاسية المقررة إجرائها في كانون الأول/ديسمبر المقبل، معتبرين أن المجتمع يحتاج للكثير من الجهد من أجل تغيير ثقافته ونظرته للمرأة ودورها حتى لا يتم استغلالها كما يحدث في الانتخابات الرئاسية كانت أو البرلمانية من أجل التصويت لما لهن من تأثير في اختيار المرشحين.

 

نسبة تفكير النساء في الترشح للانتخابات لا تتجاوز الـ 1%

قالت الصحفية إنجي سامي، أنه على مستوى الإدلاء بالأصوات فالنساء هن الأكثر حرصاً على التواجد والاختيار والأمر ليس مقتصراً على انتخابات الرئاسية وحدها وإنما أيضاً في البرلمانية منها والنقابية كذلك، معتبرة أن الترشح للمقاعد على عكس ذلك فقليلات من ترين في أنفسهن القدرة على خوض غمار تلك المعارك.

وأكدت أن نسبة تفكير النساء في الترشح للانتخابات لا تتجاوز الـ 1%، ففي الانتخابات الرئاسية لا يوجد سوى مرشحة حزب الدستور، جميلة إسماعيل والتي سرعان ما تراجعت لمثولها لقرار الحزب الذي سحب ترشيحه لها في هذا المشهد.

وأوضحت أن دور المرأة محدود بالنسبة للمشهد السياسي بشكل عام فبالنظر للبرلمان فالنساء أغلبهن من القوائم ولا يتعدى عدد الفائزين على المقاعد الفردية الـ 7 فقط، معتبرة أن هناك مخاوف من الوصمة المجتمعية والتهديدات التي قد تتسبب في عزوف النساء عن الترشح للانتخابات.

 

 

النساء نجحن في تحقيق مكاسب وتواجد على الساحة

ترى مديرة المشروعات التنموية وعضوة في الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي هبة ممتاز، أن هناك تمييز إيجابي في الوقت الراهن لصالح النساء "أغلب من يعملون في حملة مرشح حزبنا الرئاسي هن نساء"، فضلاً عن العمل على برنامج الحملة وغيرها من الأمور.

وأوضحت أن مرشحهم في الانتخابات الرئاسية ورئيس الحزب فريد زهران، التقى عدد من النسويات للتعرف على الأزمات التي يجب الانتباه إليها والوقوف عليها وكذلك التشريعات التي تحتاج للتعديل، مضيفة أن البرنامج يتحدث عن اتفاقية 190 وصحة المرأة وتعليمها.

وأكدت أنهم يعملون على محور آخر أثناء الانتخابات الرئاسية يتمثل في توعية النساء بأهمية الإدلاء بأصواتهن وسبل إدارة الانتخابات الرئاسية والمعاملات خلالها وطرق الوصول لتمثيل يلائم حجم تأثيرهن في المشهد.

وبينت أنه من حق المرأة في الانتخابات الرئاسية أن تذهب في حرية كاملة لتختار مرشحها وأيضاً أن تصبح مندوبة في لجنة أو مراقبة على العملية الانتخابية والتواجد في مختلف المناصب التي تتعلق بالممارسات السياسية.

واعتبرت أن الانتخابات الحالية شهدت شجاعة امرأة اتخذت قرار الترشح ومن المؤكد أن هناك الكثيرات ستتمكن من السير على نفس النهج مستقبلاً، وخاصة الشابات الراغبات في المشاركة بصناعة القرار على غرار ما يحدث في الخارج على النطاق الأوروبي والأفريقي.

 

 

ترشح امرأة وانسحابها حرك المياه الراكدة

وترى مديرة البرامج في مبادرة "سوبر وومن" أمنية ابراهيم، أن هناك بالفعل تخوف من الاقتراب للساحة الانتخابية، معتبرة أن إعلان امرأة للترشح في الانتخابات الحالية رغم انسحابها هو في حد ذاته شجاعة كبيرة وكسر للتنميط وللأفكار المجتمعية التي تنحاز للذكور بشكل أساسي والرافضة بالأساس لوجود امرأة على رأس الحكومة بأي حال.

وأوضحت أنه رغم وجود تطور في أوضاع المرأة نسبياً في الوقت الحالي، إلا أن المجتمع بحاجة لمزيد من الجهد حتى تمنح النساء صلاحيات ومنها القدرة على اتخاذ القرار على مستوى الأسرة أولاً وما يتلوه من تواجد في مراكز صنع القرار المتنوعة ودخول المعترك السياسي بكل ما يحمله من قسوة ووصم للنساء.

ولفتت إلى أن دخول الفتيات القضاء بعد معاناة طويلة مؤشر ايجابي ولكنه لا يعبر عن حراك حقيقي يصل بالنساء للانتخابات الرئاسية ويطرح نماذج منهن قادرات على استكمال الإجراءات والدخول في المعركة بشكل حقيقي.

وكشفت أن عدد ليس بالقليل من النساء تم استغلالهن في التصويت من خلال الرشاوي الانتخابية وأن هذا يعبر عن إدراك المرشحين لقوتهن وحجم تأثيرهن، مشيرة إلى عدم وجود مراعاة للنوع الاجتماعي في الأزمات المختلفة اقتصادية كانت أو سياسية أو اجتماعية، معتبرة أن النساء تتحملن أعباء الاستغلال أو الاقصاء في هذا المشهد كنتاج للتنميط المجتمعي من جهة والأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتردية على الصعيد الآخر.

وأوضحت أن أحد أهم الحلول تتمثل في التركيز على العملية التعليمية كون التعليم واحد من أدوات التغيير والتأثير القوية على مسارات وعي النساء بقدراتهن وإمكانياتهن وحقيقة تأثيرهن السياسي والاقتصادي والاجتماعي، فضلاً عن تأثيره على تزويدهن بالثقة في ذواتهن وأنهن بالفعل قادرات على صنع القرار واعتلاء الصدارة في مختلف المجالات.