تمكين المرأة سياسياً وضمان مشاركتها في صنع القرار السياسي أهم أهداف مجلس المرأة
مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا هو المكان الذي يتم فيه تجميع آراء ورؤية المرأة ودعواتها وملاحظاتها، وعملها ونضالها في المنطقة لتكون نموذج للمرأة السورية.
ليلى محمد
قامشلو ـ يعمل مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا على مبادئ وأهداف عدة أهمها حماية مكتسبات المرأة والشعوب في سوريا عامة وشمال وشرق سوريا خاصة، بالإضافة إلى انه يعمل على توعية المرأة من كافة النواحي وضمان تطبيق القانون الخاص بها في جميع المناطق.
تقول العضو في منسقية مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا ستير قاسم أن مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا هو مظلة سياسية وحقوقية وثقافية واجتماعية، "يضم المجلس منظمات المرأة وتنظيماتها في الأحزاب السياسية وممثلات عن مجالس المرأة ومنظمات المجتمع المدني المهتمة بقضايا المرأة والشخصيات النسائية المستقلة، والشبيبة النسائية وممثلات عن مختلف المكونات، إذ يعمل على مناقشة القضايا التي تمس المرأة والشأن العام، وتعزيز دورها في مراكز صنع القرار السياسي، وكافة القضايا الاستراتيجية والمصيرية المتعلقة بالمرأة والمجتمع بشكل عام، كما ويعمل على تكثيف جهود المرأة في شمال وشرق سوريا بهدف تحقيق المبادئ والأهداف التي وضعتها نصب عينها".
وأضافت "بداية انطلاق مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا كان في المؤتمر التأسيسي الذي عقد عام 2019، الذي كان بمبادرة من مؤتمر ستار، من أجل تقوية صوت المرأة في المحافل الدولية والمحلية وتكثيف جهودها من أجل النهوض بقضيتها وتحقيق منجزات ومكتسبات أخرى والحفاظ على ما تحقق منها، ومن مبادئ المجلس نبذ العنف بحق المرأة، وتحقيق المساواة والحياة الندية التشاركية، والعدالة الاجتماعية، والعيش المشترك، والسلم الأهلي بين المكونات، والحريات الديمقراطية، واحترام حقوق الإنسان والمشاركة السياسية للمرأة، إضافةً للالتزام بالقرارات والاتفاقيات والمعاهدات الدولية الخاصة بالمرأة، ونبذ كل أشكال التمييز القومي والديني والعقائدي والجنسي، وحماية مكتسبات المرأة والشعوب".
وعن الأهداف التي يسعى مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا إلى تحقيقها تقول ستير قاسم إن من أهم الأهداف التي نسعى إليها هي ضمان مشاركة المراة في العملية التفاوضية وفي صنع القرار السياسي في سوريا ومشاركتها الفعالة في صنع القرارات المتعلقة بالمرأة والقضايا المجتمعية، وضمان وجودها في اللجنة الدستورية التي ستكتب دستور سورية، ومساعدة المهجرات والنازحات قسراً والعمل من أجل عودتهن إلى مناطقهن بضمانات دولية"، ومن الأهداف أيضاً العمل على بناء نظام ديمقراطي تعددي لا مركزي في سوريا، وتعزيز المجتمع الديمقراطي الاخلاقي الإيكولوجي، والعمل على نبذ كل أشكال العنف والتمييز ضد المرأة، وتوعيتها من كافة الجوانب، وترسيخ وتطوير قانونها وضمان تطبيقه في جميع مناطق شمال وشرق سوريا، وتمكين المرأة من تطوير الذات للدفاع عن ذاتها تجاه كل التحديات وحماية حقوقها المشروعة، بالإضافة إلى دعم وتشجيع الاستقلال الاقتصادي للمرأة.
بالإضافة إلى تكثيف الجهود من أجل تحرير كافة المناطق المحتلة من قبل دولة الاحتلال التركي ولا سيما "عفرين، سري كانية/رأس العين، كري سبي/تل أبيض"، والعمل على تأمين الحماية والرعاية للنساء والاطفال، وتكثيف وتضافر الجهود بين تنظيمات المرأة والمنظمات النسائية في شمال وشرق سوريا بما يخدم قضايا المرأة، والعمل على إقامة العلاقات مع المنظمات النسائية السورية بما يخص قضايا المرأة والمجتمع، إضافة إلى توطيد العلاقات مع المنظمات النسائية الإقليمية والدولية بهدف تبادل الخبرات وتعزيز العمل المشترك بين المجلس وتلك المنظمات.
وفيما يتعلق بالهيكلية التنظيمية للمجلس وآلية عملها قالت ستير قاسم "ان المجلس يبدأ من المؤتمر العام وهو أعلى إدارة في المجلس إذ يعقد كل سنتين بحضور كافة أعضاء المجلس ويضم ناشطات مستقلات، وعضوتين من كل تنظيم نسوي في الأحزاب السياسية والمنظمات والتنظيمات، وثلاث عضوات من المجالس، ويقع على عاتق المؤتمر رسم سياسة واستراتيجية المجلس، ويلي المؤتمر الهيئة العامة للمجلس إذ تعقد اجتماعها الدوري كل ثلاثة أشهر مرة بحضور كافة عضواتها، ومن مهامها عرض وتقييم كافة أعمال الهيئة العامة خلال الاشهر الثلاثة السابقة، ورسم خطط وتحديد برنامج عمل للأشهر الثلاثة القادمة، وقبول أو رفض طلبات الانتساب الجديدة، تجميد أو فصل الأعضاء بموجب كتاب رسمي، تشكيل لجان حسب الحاجة، الدعوة إلى عقد اجتماع سنوي لتقييم عمل الهيئة العامة خلال سنة، والدعوة إلى عقد اجتماعات استثنائية عند الحاجة إليها".
وأضافت "في المؤتمر يتم انتخاب منسقية تعمل على متابعة وتنفيذ كافة القرارات الصادرة عن اجتماع الهيئة العامة والإشراف عليها، وتنظيم وإدارة اجتماعات الهيئة العامة والدعوة إلى عقد اجتماعات استثنائية للهيئة، وتعقد المنسقية اجتماعها السنوي الدوري شهرياً وتقدم تقريراً كل خمسة عشر يوماً، ومن المنسقية تم تحديد هيئة إدارية تتكون من سبع عضوات تمثلن المجتمع المدني والاحزاب السياسية والمستقلات والمكونات، إذ تشرف على عمل المنسقية ومتابعة تنفيذها للقرارات، بالإضافة للإشراف على عمل لجان المجلس، وتعمل على التواصل مع مختلف الجهات والمؤسسات في شمال وشرق سوريا بالإضافة إلى المنظمات النسائية السورية والإقليمية والدولية بهدف تبادل الخبرات وإغناء وتطوير العمل المشترك".
لمجلس المرأة في شمال وشرق سوريا دوراً مهم في إدارة سياسة المنطقة، في هذا السياق قالت ستير قاسم "الهدف الاستراتيجي الأول لمجلس المرأة في شمال وشرق سوريا هو ضمان مشاركة المرأة في الحياة السياسية، ففي شمال وشرق سوريا نرى بأن المرأة مشاركة في كافة المجالات وبدورنا نسعى إلى تطوير نموذج مشاركة المرأة في السياسة لتستطيع المشاركة على مستوى سوريا بشكل عام وليس على مستوى شمال وشرق سوريا فقط، وإيصال مطالبتنا في مشاركة المرأة باللجنة الدستورية والمفاوضات التي تجري بخصوص الأزمة السورية، فبمفاوضات اللجنة الدستورية تم اقصاء مناطق شمال وشرق سوريا ومن ضمنها المرأة، وإننا كمجلس المرأة في شمال وشرق سوريا نحاول ونطالب دائماً بمشاركة المرأة في الحياة السياسية من خلال لقاءاتنا الدولية مع جهات دولية وسفارات الدول التي تزور مناطقنا، ومن خلال المراسلات والبيانات والنداءات".
ولفتت ستير قاسم إلى أن كل جهة أو شخصية مستقلة نسائية تؤمن بمبادئ وأهداف مجلس المراة في شمال وشرق سوريا، يمكنها الانضمام، مشيرةً إلى أن المركز الأساسي في مدينة قامشلو، بالإضافة إلى مكتب فرعي في مدينة الرقة الذي افتتح نتيجة الانقطاع بين مناطق إقليمي الجزيرة والفرات بسبب الاجتياح التركي بالإضافة إلى انتشار جائحة كورونا.
وفيما يخص دور المجلس في تطبيق ونشر قانون المرأة بجميع مناطق شمال وشرق سوريا تقول ستير قاسم أن قانون المرأة في الإدارة الذاتية والذي تم سنه عام 2014، كان يطبق فقط في إقليم الجزيرة على اعتبار أن المناطق الأخرى كانت آنذاك تحت سيطرة مرتزقة داعش، وبعد تشكل مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا تم دمج اللجنة التي عملت على قانون المرأة في عام 2014 مع لجنة من المجلس وهي اللجنة القانونية، وعلى مدى سنة ونصف تم العمل على تعديل وتطوير قانون المرأة، وتم التصديق عليه بالمؤتمر الأول الذي عقد في 11 حزيران/يونيو 2021 وتم تقديمه إلى المجلس العام، إذ يتم العمل الآن من خلال الندوات واللقاءات الجماهيرية على تهيئة الأرضية لتطبيق هذا القانون".
واختتمت العضو في منسقية مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا ستير قاسم حديثها بذكر أهم الأهداف والخطط التي يسعى مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا إلى تحقيقها "النهوض بمستوى المرأة الثقافي ومستوى الوعي والوعي السياسي، وتمكين المرأة اقتصادياً من خلال دعمها من خلال التوصيات بأن على المرأة أن تأخذ دورها في كافة المجالات، والعمل على تحسين واقع المرأة ونقل معاناتها وصوتها إلى الجهات المعنية"، وأضافت "نهدف إلى أن نكون المكان الذي يتم فيه تجميع آراء ورؤية المرأة ودعواتها وملاحظاتها، وعملها ونضالها في شمال وشرق سوريا، وأن نكون نموذج للمرأة السورية عامة، ومن أجل إيصال صوت نساء شمال وشرق سوريا لدينا تواصل وعلاقات مع منظمات سورية مختصة بشأن المرأة والشأن العام، ونساء سوريات عاملات في الشأن المدني ونحن بصدد تطوير هذه العلاقات في المستقبل لأننا في النهاية جزء من سوريا وقضية المرأة هي قضية واحدة في سوريا والعالم أجمع".