تارا حسين: يمكن للمرأة تغيير السياسة الحالية

أوضحت الرئيسة المشتركة لحركة الحرية تارا حسين أهمية المؤتمر الدولي للمرأة العراقية الذي عقد في بغداد "إذا تمكنا نحن النساء من تنفيذ أعمالنا وأنشطتنا واتخاذها أهداف لنا، فسنتمكن من تغيير السياسة الحالية".

أفين زندا

بغداد ـ بقيادة جمعية المرأة العراقية وحركة حرية المرأة الإيزيدية TAJÊ، وشخصيات نسائية عراقية عُقد في الـ 30 من تموز/يوليو الفائت في العاصمة العراقية بغداد، المؤتمر النسائي العراقي الدولي حول الإبادة الجماعية للنساء الإيزيديات تحت شعار "بالإرادة الحرة للمرأة سنناضل ضد الإبادة الجماعية في شنكال".

تحدثت الرئيسة المشتركة لحركة الحرية تارا حسين لوكالتنا حول أهمية المؤتمر الدولي للمرأة العراقية والوضع الحالي، مشيرةً إلى أن مشروع الأمة الديمقراطية هو وحده القادر على إنهاء المجازر والإبادة الجماعية للمجتمع وضمان حرية المرأة والمجتمع.

 

"بعملهن الجاد تمنحنا النساء الإيزيديات الأمل في مستقبل حر"

أوضحت تارا حسين أنه في مثل هذه المرحلة التاريخية وفي مثل هذا الوقت الذي مرت فيه ثماني سنوات على المجزرة، فإن انعقاد هذا المؤتمر النسائي الدولي مهم للغاية "عندما شُنت حملات الإبادة على المجتمع الإيزيدي والنساء الإيزيديات، انتفضت ضدها العديد من الحركات النسائية والمنظمات والمؤسسات النسائية المختلفة في جميع المناطق، وهو أمر جيد للغاية أن هؤلاء النساء ما زلن تكافحن حتى يومنا هذا. لكن ما شهدناه هنا وتأثرنا به هو عمل وجهود المرأة الإيزيدية نفسها. فهي تعمل جاهدة لإيصال صوتها للعالم. وتقود مجتمعها في المجالات السياسية والعسكرية والأدبية والدبلوماسية والعديد من المجالات المختلفة. ونرى اليوم أن الإيزيديات لسن ضحايا فقط، بل إنهن قادة ورائدات. على مر التاريخ، كان مجتمعنا دائماً عرضة للحرب والهجرة والنهب، لكن النساء الإيزيديات منحننا الأمل في مستقبل حر بعملهن الجاد. وفي هذا المؤتمر، من ناحية سمعنا قصة امرأة إيزيدية وقعت في قبضة داعش وتعرضت لأحداث وحشية، ومن ناحية أخرى رأينا امرأة إيزيدية أخرى كانت قائدة وحدات المرأة في شنكال، وتحدثت عن الكفاح والنضال وسبل الحرية لمجتمعها. في المؤتمر تم إلقاء خطابات مهمة للغاية ليس فقط للمجتمع الإيزيدي، ولكن أيضاً للعراق وإقليم كردستان بشكل عام. يجب على النساء اعتبار هذا المؤتمر وسيلة لتحسين وتطوير عملهن وأنشطتهن. لقد كان مؤتمراً هاماً للغاية. كان مهماً للغاية من ناحية اجتماع النساء معاً وتبادل مشاعرهن ووجهات نظرهن ومشاريعهن وخططهن".

 

"اعربت جميع النساء عن دعمهن للإيزيديات بنفس الثقة والإيمان"

وأكدت تارا حسين على أهمية عمل النساء معاً "نحن أيضاً كنساء إقليم كردستان، أعربنا عن عزمنا وتصميمنا على الوفاء بأي واجب يقع على عاتقنا. سنعمل معاً من أجل بناء نظام ديمقراطي في إقليم كردستان والعراق. اليوم، حضرت نساء من مختلف الأديان والأفكار والأحزاب إلى هذا المؤتمر، واعربت جميع النساء عن دعمهن للنساء الإيزيديات بنفس الثقة والإيمان. توضح هذه النتيجة أيضاً مدى أهمية اجتماع النساء معاً بالنسبة لنا. ولكي نتمكن من تعزيز نضالنا، يجب علينا بذل المزيد من الجهود".

 

"اتفاقية 9 تشرين الأول استمرار لمجزرة 3 آب عام 2014"

ركزت تارا حسن في تقييماتها على اتفاقية 9 تشرين الأول/أكتوبر وأوضحت أن الخطط والمشاريع التي يتم وضعها بدون إرادة المجتمع هي لتدمير وإبادة المجتمع "كما هو معروف اجتمع البارزاني والكاظمي وأردوغان ووقعوا معاً على اتفاقية. إذا قرأنا هذه الاتفاقية بشكل صحيح، سنجد أن هذا المخطط هو استكمال واستمرار لمجزرة 3 آب عام 2014. ففي كل أنحاء العالم، عندما يتم اتخاذ قرار بشأن مجتمع دون إرادة الشعب، فإن هذا القرار ليس في مصلحة المجتمع. هذا هو السبب في أن المجتمع الإيزيدي لا يقبل هذه الاتفاقية والنساء الإيزيديات أيضاً تعارضن هذه الاتفاقية. لأنها لم تستند إلى آرائهم ولم تؤخذ وجهات نظرهم بعين الاعتبار. يريدون المتاجرة بهذه الاتفاقية. إنهم يتاجرون بدماء شهداء هذا المجتمع وبعمله وجهوده".

 

"تركيا تبيد الشعب والمعتقدات من أجل تحقيق أحلامها العثمانية"

لفتت الرئيسة المشتركة لحركة الحرية تارا حسين الانتباه إلى الاحتلال التركي وهدفه من الاعتداء على إقليم كردستان والعراق وشنكال "من إحدى دواعي الفخر أن الأمهات الإيزيديات والشيوخ والشباب/ات الإيزيديين لم يقبلوا بهذا الأمر أبداً، وعبروا عن موقفهم على الدوام. لطالما صرح جميع الأشخاص التواقين للحرية والديمقراطيين أن الدولة التركية لا تميز أبداً بين الشعب الإيزيدي والعرب والمسلمين والكاكاي والفيليين وتريد تحقيق أحلامها في إقامة دولة عثمانية جديدة. تريد تركيا الاستحواذ على محافظة الموصل في العراق ومحافظة حلب في سوريا قبل اكتمال الذكرى المئوية لاتفاقية لوزان. للأسف الدولة التركية تغزو أراضي شنكال وإقليم كردستان والجبال الحرة وتغتال قادة المجتمع كل يوم، لكن صرخات ودعوات واستغاثة المجتمع لم تُسمع لأن حكومة العراق وإقليم كردستان ليس لديهم إرادة، وباعوا الوطن وأرض وثروة هذا البلد وشعبه. والمجزرة التي شنت ضد شنكال لم تكن بدون سبب، بل لأنهم باعوا هذا الشعب وقاموا بتنفيذ الخطط والألاعيب القذرة لإبادة المجتمع الإيزيدي".

 

"إذا ثار شعبنا ضد الهجمات فلا يمكن لأي قوة أن تدمرهم أو تهزمهم"

وأشارت تارا حسين إلى أهمية قوة المجتمع "سبق وقلنا إن الدولة التركية لا تفرق بين الشعوب والأمم والقوميات، ولهذا السبب قامت بمجزرة ضد الشعب العربي في زاخو. وفي كل هجوم تشنه على الناس، تتخذ من وجود حزب العمال الكردستاني في تلك المناطق ذريعة، لكن العالم كله يعرف أن حزب العمال الكردستاني هو مجرد حجة من أجل الاحتلال. لماذا عبر الجميع عن مواقفهم بعد مذبحة زاخو؟ لأن الشعب العربي انتفض، وهذا يعني إذا انتفض الشعب ضد السلطة والمحتلين والغزاة فإن السلطات لن تستطيع فعل شيء. وهذا هو الوضع الحالي في العراق. لكن المواقف التي قدمتها حكومة العراق ليست مرضية وغير كافية، لأنها اقتصرت على الأقوال فقط، ولم يتم اتخاذ خطوات فعالة. بغداد مهمة جداً لأنها مركز سياسات الشرق الأوسط. والآن تريد تركيا التدخل في هذه الاحتجاجات التي تقام في بغداد".

 

"يجب على العراق تنفيذ المشروع الذي اقترحناه"

وعن طرق وسبل الحل التي تمت مناقشتها في المؤتمر لجميع المجتمعات تقول "في المؤتمر وبصفتنا اللجنة المنظمة للمؤتمر قدمنا أيضاً مشروعاً كحل لجميع المجتمعات. نعتقد أن الطريق الوحيد للسلام والاستقرار وحرية الأساليب والوحدة الوطنية هو في إطار مشروع الأمة الديمقراطية. ويجب على العراق أن ينفذ هذا المشروع اليوم أو غداً، لأن النظام الحالي في العراق وإقليم كردستان لا يلبي احتياجات المجتمع، بل يخدم فقط مصالح السلطات".

 

"لا يمكنهم حماية الشعوب"

ولفتت إلى ما دار بينها وبين أحد عناصر بيشمركة الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK الذين تركوهم في مجزرة شنكال بين أيدي المرتزقة وقالت "رأيت ذات مرة أحد عناصر بيشمركة الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK الذي كان يعمل في شنكال والموصل أثناء الفرمان. لقد قال هذا العنصر "لست مجبراً على قتل نفسي والتضحية بها من أجل الإيزيديين"، قلت لماذا تفكر بهذه الطريقة، قال "لأنني مسلم، ولن أكون شهيداً حتى لو قُتلت". إن هذه الأقوال تظهر مستوى تعليم القوى الحاكمة في إقليم كردستان وعقليتها. هذه القوى لا تستطيع حماية المكونات، ولا يمكنها حماية الأديان والقوميات لأن لديهم مثل هذه العقلية".

 

"أولئك الذين يعارضون هذا المشروع هم غزاة وخونة"

أوضحت تارا حسين أن الحل الأمثل لهذا المفهوم هو نموذج الحماية الجوهرية "يجب أن يكون لدينا جميعاً قوات حماية جوهرية من أجل حماية جميع المكونات. إذا كان المجتمع الإيزيدي اليوم قد أنشأ قواته الدفاعية الخاصة، وأنشأ نظام الإدارة الذاتية وقوات حماية المرأة، فكل ذلك من أجل ألا يكون ضحية لهذه المفاهيم. يجب على حكومة العراق وإقليم كردستان وجميع القوى الدولية دعم المجتمع الإيزيدي وألا يكونوا عقبة أمامه، يجب أن يوافقوا رسمياً على هذا المشروع. أولئك الذين يعارضون هذا النموذج هم خونة وغزاة. فقط المجتمع الإيزيدي يعرف احتياجاته، وطريقة حل المشاكل التي يتعرضون لها، لذلك يجب على العالم كله احترامهم. لا تملك أي قوة أخرى الحق في اتخاذ قرار بشأن شنكال سوى الشعب الإيزيدي".

 

"نموذج الأمة الديمقراطية هو الحل الأمثل للعراق"

وبينت أن مشروع الأمة الديمقراطية هو الحل الأمثل لجميع الشعوب "حرية المجتمع الإيزيدي هي حرية لنا جميعاً، ولا يمكننا أن نكون أحراراً بدون أحد. إذا لم تكن شنكال حرة فإن السليمانية وحتى كركوك لن تكون حرة. ومن أجل ذلك، ندعو كل القوى العراقية، وكل القوى التواقة للحرية، أن نتكاتف جميعاً حتى نتمكن من إنهاء الفرمان والاحتلال. فلنتوحد جميعاً ونبني حياة متساوية وحرة على أساس مشروع الأمة الديمقراطية كي نكون قادرين على وضع حد للمجازر، وحتى لا تُقتل النساء ويتم استعبادهن. لا يمكننا تحقيق ذلك إلا من خلال نظام جديد. هذا النموذج سيوفر الحرية لجميع الطوائف والشعوب التي تعيش في العراق".

 

"يمكن للمرأة تغيير السياسة الحالية"

وفي نهاية حديثها أكدت الرئيسة المشتركة لحركة الحرية تارا حسين، أن قوة المرأة يمكن أن تغير السياسة الحالية، وقيمة أهمية عمل ونشاط المرأة "كنساء كرد، يجب علينا أولاً وقبل كل شيء أن نبني وحدتنا ومن ثم قيادة الأمة الكردية بأكملها، يجب علينا كنساء كرد أن نعقد مؤتمرنا الدولي الخاص بالنساء الكرد. يمكننا مساعدة جميع نساء الشرق الأوسط من خلال هذا المشروع. أعتقد أنه إذا تمكنا نحن النساء من تنفيذ عملنا ونشاطنا كأهداف لنا، فسنغير السياسة الحالية".

 

https://1128498596.rsc.cdn77.org/video/02-08-2022-tara-hisen-nerin-li-ser-konferansa-bexdaye%20%281%29.mp4