سيمين صابري: انتهى عهد الملوك يجب أن يصبح الحكم لا مركزي
دعت الناطقة باسم الحزب الديمقراطي الأذربيجاني سيمين صابري جميع النساء في إيران وشرق كردستان، إلى التضامن مع بعضهن البعض والسير معاً نحو الحرية والديمقراطية.
شهلا محمدي
مركز الأخبار ـ أكدت سيمين صابري على الوحدة القائمة بين القوميات في انتفاضة ""Jin Jiyan Azadî، مشيرةً إلى أن هذه الانتفاضة التي انطلقت في السادس عشر من أيلول/سبتمبر 2022، وحدت بين الجنسين في الشوارع.
أوضحت الناطقة باسم الحزب الديمقراطي الأذربيجاني سيمين صابري أن الحكومة الإيرانية استخدمت النساء للدعاية "منذ بداية وجودها استخدمت الجمهورية الإسلامية النساء والحجاب الإلزامي كدعاية لإظهار قوتها، وسيطرتها وسلطتها، فمنذ عام 1958 وبموافقة الدستور وقانون الحجاب تمكنوا من إيقاف النساء من خلال شرطة الأخلاق وغيرها من مؤسسات الرقابة، واستمر ذلك إلى أن قامت الحكومة بقتل جينا أميني، بذريعة أنها لم ترتدي الحجاب الإلزامي بشكل جيد.
وعن سنوات قمع الحكومة تقول "كون جينا أميني امرأة، كان أمراً مهماً للغاية لأن النساء عانين بشدة بسبب القوانين المناهضة للمرأة في الدستور، لقد اتخذت الانتفاضة المطالبة بالحقوق المنتهكة أساساً لها"، مشيرةً إلى أن "أهالي إيران سئموا من التدخل الحكومي في حياتهم الخاصة وقراراتهم، لم تعد المرأة تقبل أن تكون لوحة إعلانية تسلط الضوء على السلطة، أريد أن أقول أنه من حقي اتخاذ قرار ارتداء الحجاب، لكن في البلاد يعتبر ذلك سياسياً، لأن النساء اللواتي أحرقن الحجاب بالفعل أحرقن رمز الجمهورية الإسلامية وشرعيتها".
وأضافت "لقد كانت جينا أميني تبلغ من العمر 22 عاماً، مثلها مثل جميع الشابات المحرومات من الحياة المعاصرة، هؤلاء الشابات المرتبطات بالإنترنت والتطور وتردن معرفة مذاق الحرية في المجتمع، لسن مطيعات مثل الأجيال السابقة، وقد أيقظتهن هذه الحادثة. حتى الأطفال والشباب والشابات كانوا في الصف الأول من الانتفاضة، لا يمكن لشباب وشابات إيران أن يتمتعوا بالحرية كما هو الحال في البلدان شبه الديمقراطية أو في الدول المجاورة".
وأوضحت أنه "هناك تمييز بين الجنسين في البلاد وكذلك بين القوميات، فجينا أميني كردية، وقد بدأت أولى الاحتجاجات والإضرابات ضد مقتلها في شرق كردستان، لأن الأهالي لم يتقبلوا الجريمة المرتكبة وكيف تم تسليم جثمانها إلى عائلتها بطريقة شنيعة".
شعار "Jin Jiyan Azadî" وحد نساء العالم أجمع
وأشادت سيمين صابري بشجاعة النساء في البلاد في مواجهة الحكومة، مشيرةً إلى أن غضب المرأة في إيران وشرق كردستان ووقوفها ضد اضطهاد الحكومة الإيرانية أدى إلى تضامن النساء مع بعضهم في العالم أجمع "لقد سئمت النساء من هذه القضية لقد حان وقت أن تتطور المرأة خارج النظام المفروض من قبل الجمهورية الإسلامية في كافة المجالات، ما لم تكن الحكومة على علم به هو أنه في عالم الإنترنت، ظهر جيل جديد تعلم لغات مختلفة في العالم".
ولفتت إلى أنه "في الواقع، لقد تمردت النساء على التمييز بين الجنسين، وقد تسبب ذلك في قيام النساء في دول مختلفة من الطبقة السياسية والبرلمانيين، بالإعلان عن وحدتهن وتضامنهن مع النساء في إيران وشرق كردستان بقص شعرهن، إلى الكاتبات والممثلات والمغنيات والمشاهير في العالم الذي كان فخور بشجاعة المرأة الإيرانية ضد قوات الأمن التي كانت تنتظر في الشارع لمهاجمتهن بالرصاص".
وعن مقتل حديث نجفي، تقول "لقد فقدت حديث نجفي حياتها إثر تعرضها لست رصاصات بعد أيام قليلة من مقتل جينا أميني، وكانت قد نشرت قبل مقتلها على موقع التواصل الاجتماعي أنها تريد أن يكون لها دور في الانتفاضة (الحرية هي أن افتخر بنفسي وأقول أنني فعلت شيئاً)".
دعم الحركة النسائية في إيران
وأكدت الناطقة سيمين صابري على كسر صمت الحكومات ودعمها للحركة النسائية في البلاد "كانت الشجاعة والتطور الفكري والتمرد ضد التمييز بين الجنسين مدهشاً لدرجة أنه تجاوز اعتبارات الحكومات المختلفة مع إيران التي عادة ما تحاول قمع الاحتجاجات. وشوهد هذا التحالف أيضاً داخل البلاد، حيث أعلنوا في زاهدان أن جينا أميني ليست ابنة شرق كردستان فحسب، بل ابنة بلوشستان أيضاً وهو ما قاله أهالي أذربيجان كذلك وسرعان ما اتحدوا وتكاتفوا جميعاً كسلسلة بدون أي اتفاق مسبق بينهم".
وأوضحت أنه "منذ 8 أشهر وحتى الآن كان هناك تقلبات وانعطافات في الانتفاضة، وأرادوا تهميش المرأة، فقاموا بإحضار شعارات موازية مثل "الرجل الوطني"، من أجل التعتيم على شعار Jin Jiyan Azadî".
ولفتت إلى أنه "منذ انطلاق الانتفاضة اعتقلت العديد من القيادات النسوية واللواتي تناضلن من أجل حقوقهن، كما أن الحركات الطلابية كانت نشطة للغاية في العديد من المدن بما في ذلك جامعة سنه، وجامعة شريف، وجامعة تبريز، وما إلى ذلك؛ كانت هناك فصائل تنوي استغلال هذه الفرص لمصلحتها الخاصة، لكنها لم تنجح لأنها لم يكن لها جذور في الطبقة التي تعاني من التمييز".
المرأة أكثر الفئات المتعرضة للتمييز
وبينت سيمين صابري أنه بعد أيام قليلة من مقتل جينا أميني على يد الحكومة في شارع شهناز بمدينة تبريز، انطلقت التظاهرة بست نساء "النساء هن أكبر الفئات المتعرضة للتمييز في ظل القوانين المناهضة لهن، أي أن التمييز قانوني في البلاد"، لافتةً إلى إقصاء النساء من المشاركة في الاجتماعات والندوات والنقاشات فيما يتعلق بأخذ قرارات سياسية "المرأة في طليعة الحملات لكنها غير ظاهرة في الأحزاب. نشر أحد المواقع صورة للأحزاب التي تدعم الحقوق الديمقراطية الوطنية للجنسيات لكن لم تكن هناك نساء على الإطلاق ونادراً ما نجد امرأة أو امرأتين في الاجتماعات. هذا هو الدور الذي يتطلب من النساء".
وأضافت "بصفتي الناطقة باسم الحزب الديمقراطي الأذربيجاني أقوم بتوعية جميع النساء العضوات في الحزب، يجب أن يكون للنساء المهمشات نصيب في الانخراط في كافة المجالات، علينا تشجيعهن على المشاركة في كافة المجالات وعدم الخوف من تحمل المسؤولية، يجب كسر السلاسل التي تقيدهن. بعد 100 عام، إذا كان هناك شيء سيحدث في إيران، فيجب أن تمضي قدماً نحو الديمقراطية ونحو تصويت الشعب، يجب أن تكون لامركزية".
وقالت سيمين صابري في ختام حديثها "أتمنى أن تؤمن النساء في إيران بأنفسهن وقوتهن، وأنه بإمكانهن القيام بأي شيء، يجب أن تتضامن النساء من جميع المكونات مع بعضهن البعض، ونسير معاً دون تردد، طالما أنه يمكننا تعريف الناس بالدول الديمقراطية وحتى شبه الديمقراطية، فمن واجبنا كنساء أن نتعلم البدائل السياسية بلغاتنا المتنوعة، دعونا لا نكرر التجربة السابقة فقد انتهى عهد الملوك والقادة يجب أن تدار هذه البلاد بطريقة لامركزية".