سيلفان علي: الأزمات التي يشهدها العالم هي نتيجة صراع المصالح السياسية

اندلعت في الفترة الأخيرة حرب عنيفة بين روسيا وأوكرانيا ولم يتم الوصول إلى حلول حتى الآن. كان لحالة الحرب تأثير سلبي على السياسة والاقتصاد في جميع الدول الأوروبية وأدت إلى أزمة حادة

في تعليق على التطورات السياسية في المنطقة والعالم، وحالة الحرب في العالم والجهات المستفيدة منها قالت عضوة منسقية مجلس المرأة السورية سيلفان علي "هناك وضع معقد في جميع أنحاء العالم، وتتجه أنظار كل دولة إلى نتائج هذه الأوضاع من أجل التصرف وفقاً لمصالحها الخاصة. بالطبع هذه الأزمة تؤثر على التدخلات في الشرق الأوسط وستعمق الأزمة الحالية. والدولة التركية هي أيضاً لاعب رئيسي في هذه الحرب وتستغل هذه الظروف كفرصة لشن غزو واحتلال جديدين".

روج هوزان

قامشلو ـ اندلعت في الفترة الأخيرة حرب عنيفة بين روسيا وأوكرانيا ولم يتم الوصول إلى حلول حتى الآن. كان لحالة الحرب تأثير سلبي على السياسة والاقتصاد في جميع الدول الأوروبية وأدت إلى أزمة حادة. وبشأن التطورات السياسية في المنطقة والعالم وحالة الحرب والجهات المستفيدة من هذا الوضع، تحدثت لوكالتنا عضوة منسقة مجلس المرأة السورية سيلفان علي.

 

"الأزمة الحالية في العالم هي انقلاب اقتصادي ولها تداعيات في جميع أنحاء أوروبا"

وعن الحرب بين روسيا وأوكرانيا وتأثيرها على جميع دول العالم قالت سيلفان علي "هناك وضع معقد في جميع أنحاء العالم بالتزامن مع الحرب بين روسيا وأوكرانيا. ويرى العديد من المراقبين أن هذه الحرب هي حرب عالمية ثالثة. بعض الدول موالية لأوكرانيا وبعضها موال لروسيا. بالطبع هناك بعض الدول في الاتحاد الأوروبي صامتة وليس لديها موقف جاد. لم تتخذ البلدان الحالية أي خطوات عملية لمعالجة هذا الوضع ولم تجد حلاً. إذا لم تبقى أوكرانيا، فإن العديد من القوى الاقتصادية التي تعتمد عليها ستفشل وسيؤدي إلى انقلاب اقتصادي في جميع الدول الأوروبية. القضايا الاقتصادية هي حالياً قيد المناقشة والتداول. وهناك أيضاً قضية الغاز المتدفق من روسيا إلى الاتحاد الأوروبي التي تشكل تهديداً آخر لأوروبا. حل هذه القضية ينطوي على بعض الصعوبات لأنها لا تزال تندرج تحت مظلة حرب المصالح. في المستقبل، إذا تم إجراء تغييرات، أي إذا فازت روسيا أو فازت أوكرانيا، فستتضح بعض الأشياء. هناك دول كثيرة بين الدولتين ستغير موقفها بما لا يضر بمصالحها. كثيراً ما تدعو أوكرانيا دول العالم للمساعدة في هذه الحرب، ونرى أن مساعدتها تقتصر فقط على الإدلاء بالبيانات. دول العالم تراقب فقط من ينجح من أجل كشف مخططاتهم وتشكيل تحالفات جديدة. وبالطبع فإن هذا الوضع يؤثر أيضاً على الشرق الأوسط ويجلب معه الكثير من التشرذم. الدول ذات الاقتصاديات القوية، وخاصة في الشرق الأوسط، ستقع ضحية هذه التحالفات".

 

"الدول المهيمنة تعد خطتها وفق نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية"

وحول التداعيات البعيدة لهذه الحرب والأزمة بالإضافة إلى تأثيرها الخاص على دول الشرق الأوسط، أوضحت "قد لا تكون الحرب الروسية في مصلحة بعض الدول المهيمنة مثل الولايات المتحدة، لأن روسيا تسعى في النهاية إلى توسيع جغرافيتها وكذلك زيادة عدد سكانها وتقوية اقتصادها. في الوقت نفسه، إذا انتصرت أوكرانيا، فإنها ستعزز هيمنتها الاقتصادية مرة أخرى. من أجل تحقيق توازن بين البلدين، لا تريد أوروبا انتصار روسيا بشكل كامل، بل تريد استخدام أوكرانيا وفقاً للتحالفات القائمة. على وجه الخصوص هذه الخطة صالحة لمنطقة الشرق الأوسط والعالم. بالطبع إذا ضعفت روسيا فإن وجودها داخل الشرق الأوسط سيكون غير فعال وسيؤدي إلى التخلي عن المنطقة لقوى أخرى. قد يحدد هذا الوضع الحالة العسكرية، ولكن هناك جوانب اقتصادية وعسكرية. يضع كل بلد خطته الخاصة به ويتعامل معها وفقاً لذلك. أعتقد أن الدول الأوروبية قد لا تسمح لأوكرانيا بالهزيمة الكاملة والتوصل في النهاية إلى اتفاق. قد تستمر هذه الحرب وتتورط بعض الدول الأخرى في هذه الحرب".

 

"الأزمة في أوروبا كانت فرصة للدولة التركية لتنفيذ خططها"

ولفت سيلفان علي الانتباه إلى دور الدولة التركية في تعميق الأزمة "قضية الدولة التركية مختلفة قليلاً، عندما غزت روسيا أوكرانيا كانت تركيا إلى جانب أوكرانيا بحجة أنه لا يجوز اقتطاع جزء من أراضيها، أو أن هناك نازيين في أوكرانيا ويجب حمايتهم، تحت هذه الحجج وقفت الدولة التركية إلى جانب روسيا، نرى أنه عندما تغزو الدولة التركية مناطق شمال وشرق سوريا وتحتل مناطقنا بأسماء مختلفة، فإنها لا تعترف بهذه المواقف الخاصة بالاحتلال والانفصال. لا يوجد فرق بين مقاربات روسيا لأوكرانيا ومقاربات الدولة التركية لسوريا، الذرائع هي نفسها. غالباً ما أعاقت روسيا تحركات كثيرة أرادت الدولة التركية القيام بها في مناطقنا، والآن هي تريد الضغط على روسيا من خلال مساندة أوكرانيا. أن التحالفات بين الأتراك والروس من أجل سوريا، وكذلك شراء تركيا أسلحة من روسيا، أثارت سخط الولايات المتحدة، وعليه فإن الدولة التركية مطالبة بحل هذه القضايا. كانت هذه الحرب في أوكرانيا فرصة للدولة التركية لتحسين خططها والاقتراب من الاتحاد الأوروبي. من ناحية أخرى، الآن بعد أن علمت الدولة التركية أن روسيا في حالة حرب، يمكنها شن هجوم على مناطق سوريا وشمال شرق سوريا، مما يعني أنه ليس لديها ضغط من روسيا ويمكنها القيام ببعض الأشياء بمفردها. بشكل عام، تريد الدولة التركية الاستفادة من هذه الحرب. بعض اللقاءات لحل النزاع بين روسيا وأوكرانيا لم تثمر، وسيعقد الاجتماع القادم في تركيا، ولا يمكننا أن نتكهن بالنتيجة الآن، لكن من المتوقع أن تستمر هذه الحرب ولن تصل إلى حل".

 

"لم تنتهي مخططات الدولة التركية بشن هجمات على كردستان بأكملها"

كما تطرقت سيلفان علي إلى تحركات وخطط الدولة التركية على أراضي شمال وشرق سوريا، واختتمت حديثها بالقول "الدولة التركية دائماً تتحرك وبشكل مستمر لمهاجمة مناطقنا والقضاء على مكتسباتنا. في تقديري، الدولة التركية تستعد للهجوم ليس فقط على شمال وشرق سوريا، ولكن أيضاً على مناطق أخرى من كردستان. خطة الدولة التركية للغزو والاحتلال لم تنته والوضع الحالي يعتبر فرصة بالنسبة لها. يجب أن نكون مستعدين ضد مخططات الدولة التركية وندافع عن قيم ومكتسبات مجتمعنا".

https://1128498596.rsc.cdn77.org/video/dimen%20silvan%20eli%20rewsa%20siyasi%20be%C5%9Fa%201.mp4