'سياسات الدولة التركية تسعى لإفشال مشروع الأمة الديمقراطية'

مخططات ومشاريع الدولة التركية تهدف إلى القضاء على الوجود الكردي، واستهداف مشروع الأمة الديمقراطية.

ليلى محمد

قامشلو ـ قيمت عضو لجنة العلاقات والاتفاقيات الديمقراطية لمؤتمر ستار بنجوين علي السياسة التركية تجاه المنطقة والكرد، مؤكدةً أن تركيا تسعى للقضاء على مشروع الأمة الديمقراطية، من خلال التهديدات والهجمات ومساعي التغيير الديمغرافي.

 

تركيا وحلم إعادة أمجاد الدولة العثمانية

قالت بنجوين علي أن هجمات الاحتلال التركي على مناطق شمال وشرق سوريا هي تعدي على سيادة دولة "تشن تركيا هذه الهجمات بحجة حماية أمنها القومي، إلا أن هناك مخطط استعماري تهدف إليه منذ زمن بعيد وهو إعادة إحياء الدولة العثمانية، بالإضافة إلى أنها تسعى لضرب مكتسبات الشعب السوري وخاصة مناطق شمال وشرق سوريا التي حققت الكثير من النجاحات". وبينت أن تركيا تعتبر مشروع الأمة الديمقراطية خطر على سيادتها، وهذا ما يدفعها لشن الهجمات، "عملت تركيا ومنذ بداية الأزمة السورية على احتلال العديد من المناطق السورية مثل الباب وإعزاز وجرابلس وإدلب وغيرها، كما احتلت مدينة عفرين التي كانت فسيفساء لجميع مكونات الشعب السوري".   

 

"تركيا تستهدف الكرد"

وفيما يتعلق بهجمات الاحتلال التركي على مناطق الدفاع المشروع في إقليم كردستان تقول بنجوين علي أن "دولة الاحتلال التركي معروفة بمجازرها وهجماتها وحروبها على الشعوب وخاصة الشعب الكردي، ولكنها في الآونة الأخيرة زادت من هجماتها".

وبينت أن تركيا "شنت هجومها مؤخراً على مناطق الدفاع المشروع مستهدفةً قوات الدفاع الشعبي التي تدافع عن الشعوب بما فيهم الشعب الكردي وتحميه من الإبادة"، موضحةً أن الشعب الكردي تعرض للعديد من أشكال الإبادة سواءً من قبل الدولة التركية أو الأنظمة السلطوية المتحكمة بالعالم، "الهجمات على شنكال ومناطق أخرى في إقليم كردستان هي محاولات لإبادة الشعب الكردي والإيزيدي، ولكن قوات الدفاع الشعبي استطاعت أن تفشل أهداف الاحتلال التركي".

 

"المنطقة الآمنة جزء من خطة التغيير الديمغرافي"

وحول مشروع الاحتلال الهادف إلى إعادة مليون لاجئ سوري إلى المناطق السورية الخاضعة لسيطرته وتوطينهم فيها، تشير بنجوين علي إلى أن هدف تركيا من احتلال المناطق الحدودية هو تغيير ديمغرافية المنطقة "تمارس تركيا سياسية التتريك في المناطق الخاضعة لسيطرتها، فقد غيرت أسماء المناطق والشوارع ونشرت اللافتات المكتوب عليها باللغة الكردية، كما أنها فرضت اللغة التركية في المدارس إضافةً للتعامل بالليرة التركية".

وأضافت "الاحتلال التركي يسعى إلى إمحاء الوجود الكردي على الأراضي السورية، ونحن كنساء في شمال وشرق سوريا وفي مؤتمر ستار نرفض هذا المشروع رفضاً قاطعاً ولا نقبل به".

 

"محاربة الإدارة الذاتية في شنكال"

وعن بناء الحكومة العراقية للجدار العازل بين كل من شنكال ومناطق شمال وشرق سوريا، وتعاون الحزب الديمقراطي الكردستاني مع الاحتلال التركي، قالت بنجوين علي أن "كل ما تقوم به تركيا من شن هجمات على مناطق في إقليم كردستان هو نتيجة اتفاق بين الحكومة العراقية وإقليم كردستان والدولة التركية، وبالتالي فإن كل ما تقوم به الحكومة العراقية وحكومة إقليم كردستان خدمة مصالح الدولة التركية"، معتبرةً أن "بناء الجدار العازل بين شنكال وشمال وشرق سوريا خير دليل على هذا التآمر، فتركيا تسعى لقطع الصلة بين المنطقتين والضغط عليهما وحصارهما، بالإضافة إلى كسر إرادة الشعب الإيزيدي الذي أثبت نفسه واستطاع أن يعلن عن الإدارة الذاتية المدنية في شنكال التي مرت بالعديد من التحديات".

أن مخططات ومشاريع الدولة التركية جميعها تهدف إلى القضاء على الوجود الكردي، وإفشال مشروع الأمة الديمقراطية، مؤكدةً أن الجدار الذي تبنيه الحكومة العراقية يهدف إلى قطع الصلة بين الإدارة الذاتية لشنكال والإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا.

وأكدت أن ضرب أي منطقة يحتاج لعدة تحالفات وهذا ما تعمل عليه تركيا لضرب المناطق التي تدير نفسها بنفسها "الحزب الديمقراطي الكردستاني هو شريك تركيا بالهجمات على الكرد"، مشددةً على أن "ما تفعله حكومة إقليم كردستان لا يخدم الشعب الكردي لذا عليها أن تدرك بأنها تخدم مصالح الدولة التركية التي تعد العدو الأول للكرد"، داعيةً الحزب الديمقراطي الكردستاني بإعادة النظر في علاقته مع الاحتلال التركي.

واختمت بنجوين علي حديثها بالتأكيد على "أننا في مؤتمر ستار ندين ونستنكر الصمت الدولي حيال ما يقوم به الاحتلال التركي من هجمات وانتهاكات التي هي خرق لكافة القوانين والمواثيق الدولية التي وضعتها الأنظمة الدولية ومنظمات حقوق الإنسان لحمايته أينما كان، فما تفعله تركيا تعدي على قوانينها لذا على المجتمع الدولي أن يخرج عن صمته"، مشددةً أن على "جميع الجهات والأحزاب السياسية والتنظيمات الحقوقية الوقوف صفاً واحداً ضد تركيا وحماية مكتسبات شعوب المنطقة لنتمكن من الوصول إلى سوريا تعددية لا مركزية".