سوزدار خالد: الحماية لا تقل أهمية عن التحرير ومنبج نفضت غبار داعش بفضل أهاليها
في ذكرى انطلاق حملة تحرير منبج أكدت الرئيسة المشتركة السابقة لمجلس المدني لمدينة منبج وريفها سوزدار خالد أن الحماية لا تقل أهمية عن التحرير.
سيلفا الإبراهيم
منبج ـ يصادف الأول من حزيران/يونيو الذكرى السنوية لانطلاق حملة تحرير منبج، وتأتي الذكرى هذا العام وسط هجمات الاحتلال التركي على المنطقة، ومخاوف من استهدافه لمدينة منبج.
قبل ستة سنوات أي في 1 حزيران/يونيو 2016 استبشر أهالي مدينة منبج بشروق شمس الحرية، بعد سنوات من سيطرة مرتزقة داعش، حينما أعلن مجلس منبج العسكري إطلاق حملة التحرير.
في حوار مع وكالتنا أكدت الرئيسة المشتركة السابقة للمجلس المدني لمدينة منبج وريفها سوزدار خالد، والتي كانت شاهدة على انطلاق حملة التحرير، أن الحماية لا تقل أهمية عن التحرير مبينةً أن التنظيم بروح أخوة الشعوب هو السبيل لردع التهديدات والهجمات المعادية للمنطقة.
مرت أكثر من 5 سنوات على إطلاق حملة تحرير منبج، لو تعودي بنا إلى تلك الأيام والأجواء التي سادت تلك الفترة؟
انطلقت حملة تحرير منبج لأسباب عديدة وأولها تحرير المدينة من إرهاب داعش الذي سيطر عليها منذ عام 2014، وعاث فيها فساداً وعانى ما عانى شعبها من ويلات، فجاءت الحملة تلبية لمطالب الأهالي بالتحرير للخلاص من داعش، كما تأخذ الحملة أهميتها من كون منبج أول مدينة تطلق فيها حملة تحرير.
وبدأت الحملة بالتعاون والإرادة والعزيمة، ولم تنطلق الحملة فقط على الصعيد العسكري بل واكبتها حملة على الصعيد المدني بعد تأسيس المجلس العسكري والمدني في آذار من نفس العام، فكانت هناك ضرورة ملحة لتأسيس المجلس المدني مع المجلس العسكري، لأنه لا يمكن الاعتماد فقط على القوى العسكرية دون أن يكون هناك قوى مدنية تنظم الشعب خلال وبعد التحرير، فلم يكن هيناً ما عاناه أهالي منبج في ظل سيطرة داعش من ظلم واستبداد، وفرض فكره الأسود، لذلك كان لا بد من قوى تنظيمية تنفض غباره عن الأهالي.
ما الخطوات التي اتخذت استعداداً لحملة تحرير مدينة منبج، وما هي العوائق التي واجهتكم كإدارة؟
بدأنا بتأسيس المجلسين العسكري والمدني من أبناء وبنات مدينة منبج ليكون باستطاعتهم تحرير وإدارة المدينة بكل إرادة وعزيمة، أما بالنسبة للعوائق فكانت هي قيادة الحملة بالإمكانيات المتاحة، لكي نحقق الانتصار بأقل الخسائر.
كمجلس مدني كيف واكبتم حملة التحرير مع القوات العسكرية وتنظيم الشعب؟
القوات العسكرية في الخطوط الأمامية أما القوة التنظيمية المتمثلة بالمجلس المدني كان في الخط الثاني من الحملة واستمرت الحملة قرابة الثلاثة أشهر، ووقع على عاتق المجلس المدني تنظيم الشعب آنذاك، وخلال فترة الحملة شكل المجلس المدني ما يقارب 126 كومين في المدينة والريف وتشكل ضمنها لجان خدمية مصغرة لإدارة أمور الشعب وتلبية احتياجاته الأولية، ولتوسيع القاعدة التنظيمية تم تشكيل مجالس في الأرياف والمدينة لتكون المرجعية للكومينات وتدير الشعب، وكان تنظيم الشعب من أولوياتنا وهذا لاق ترحيباً كبيراً منه لأن الشعب كان يأخذ دوره في هذه الأماكن التي تخدمه وهو من يديرها بنفسه.
كيف كان ترحيب أهالي مدينة منبج بحملة التحرير، وما دورهم فيها؟
كان استقبال الأهالي للقوات العسكرية خلال التحرير مليء بالحب والعطاء، إذ كانوا يرحبون بكل مقاتل ومقاتلة ويرون فيهم الأمل والتفاؤل، وكانوا يخلعون الملابس السوداء فور التحرير.
أما بالنسبة للدور الذي لعبه الأهالي في حملة تحرير منبج فهو لا يقل أهمية عن دور القوات العسكرية فكان الأهالي يد عون في تحرير المدينة بدون خسائر بشرية كبيرة، من خلال تواصلهم الدائم مع القوات العسكرية في كل خطوة من خطوات التحرير.
حملة تحرير منبج هدفت بشكل أساسي لتحرير المجتمع والمرأة، كيف انعكس هذا التأثير على حياة النساء؟
ما نشهده الآن من المستوى الذي وصلت إليه المرأة هو انعكاس لتضحيات الشهداء والشهيدات، والحملة التي أزاحت الفكر الظلامي عن المدينة. فلو عدنا إلى أيام سيطرة داعش نرى أن الضغط الكبير كان على المرأة من إلزامها بلباس محدد، والبقاء في المنزل ومنع الخروج إلا بشروط عديدة تقلل من قيمتها كإنسان، أما ما حققته المرأة على الساحة العسكرية والسياسية والصحية والاقتصادية والتعليمية وجميع ميادين الحياة، وتواجدها بنسبة 50 بالمئة فنعتبره انتقام من داعش.
كيف غير التحرير من الموازين السياسية، بالنسبة للأطراف الداعمة لداعش؟
مدينة منبج كانت من إحدى أكبر المدن التي تمركز فيها داعش وكانت نقطة العبور بين مناطق شمال وشرق سوريا والخارج، لذا كانت محاربة داعش تحدياً كبيراً، وهزيمة كبيرة ليس فقط لداعش وإنما لداعميه.
حيث شهدت تلك الفترة الكثير من ردود الفعل من قبل تركيا والتي كانت أكبر داعمي داعش، وكان رد فعل تركيا هو دعم درع الفرات والتقدم في مدينة الباب، وهذا كان بمثابة محاولة للمد بعمر داعش، وتوسيع مشروع تركيا العثماني في المنطقة، واليوم ما تزال تركيا تحارب المنطقة من خلال التهديد المستمر باجتياح منبج وكوباني، والقصف الهمجي على مناطق شمال وشرق سوريا.
ما الخطط التي عمل عليها مجلس منبج المدني بعد التحرير من أجل نفض غبار سنوات داعش عن المدينة؟
الخطوة الأولى بعد التحرير كانت تشكيل وتفعيل اللجان، ومنها لجنة البلدية لإعادة ترميم البنية التحتية، إلى جانب التركيز على القطاع التعليمي بعد انقطاع دام طويلاً فقد كان الأطفال بحاجة لإعادتهم للتعليم وتأهيل نفسيتهم وإزالة شوائب ذهنية داعش، لبناء جيل قادر على قيادة المجتمع، وأيضاً ركزنا على دعم القطاع الصحي.
تمر الذكرى السادسة لإطلاق حملة تحرير مدينة منبج، في ظل تهديدات تركيا باجتياح المنطقة، كيف ترون هذه التهديدات وتوقيتها؟
كما أخذ أهالي منبج ومجلس منبج العسكري على عاتقهم تحرير المدينة أيضاً أخذوا على عاتقهم حمايتها، فالتهديدات التركية ستبقى مستمرة طالما أن هناك مشروع ديمقراطي فهي لا تقبل أن تكون هناك منطقة تدير نفسها بنفسها دون وصاية، فتنظيم الشعوب لنفسها يمنع تركيا من تحقيق طموحاتها التوسعية.
التاريخ التركي شاهد على دعمها للإرهاب سواءً في ليبيا أو سوريا او أذربيجان، وإحدى أسباب دعم تركيا للتنظيمات الإرهابية هو تفريغ أزماتها الداخلية وتحقيق أجندتها في المنطقة.
ونحن كأهالي منبج خاصة وسوريا عامة لن نقبل بالاحتلال التركي، وسيكون ردنا هو رفع وتيرة تنظيمنا أكثر، من خلال التعايش المشترك، والمساواة ما بين المرأة والرجل، والحفاظ على مكتسباتنا.