ستيرك كلو: مقتل مهسا أميني شرارة انتفاضة النساء ضد النظام الإيراني

قالت الصحفية ستيرك كلو "بمقتل مهسا أميني، بدأ تمرد وانتفاضة النساء والشعوب، يمكننا أن نطلق على هذه الانتفاضة، انتفاضة نساء الشرق الأوسط".

روناهي نودا

قامشلو ـ مهسا أميني التي قدمت إلى طهران مع عائلتها من محافظة سقز إحدى محافظات شرق كردستان، اعتقلت من قبل شرطة الأخلاق على خلفية عدم ارتدائها الحجاب بشكل صحيح. وبعد إلقاء القبض عليها، تعرضت للضرب ودخلت في غيبوبة، وأصيبت بسكتة دماغية في المستشفى، لتتوفى بعد ثلاثة أيام.

بعد مقتل مهسا أميني، اندلعت الاحتجاجات في شرق كردستان وإيران، وما زالت الاحتجاجات مستمرة منذ أسبوعين. إضافة إلى ذلك، انتفض الشعب ضد ظلم النظام الإيراني بقيادة النساء تحت شعار "المرأة والحياة والحرية"، دعماً لمهسا أميني. وقد أثر ذلك على كل نساء العالم، ومن خلال قص شعرهن وجهن رسالة إلى طغيان وديكتاتورية الدولة والرجال بأنهم غير راضون عن ذلك. وفيما يتعلق بمقتل مهسا أميني والانتفاضة الشعبية تحدثت لوكالتنا حول هذا الموضوع الصحفية ستيرك كلو.

 

"انتفاضة إيران كانت دعوة لانتفاض النساء"

وأوضحت ستيرك كلو إن "الانتفاضة التي بدأت بعد مقتل مهسا أميني في شرق كردستان وإيران تحت شعار "المرأة، الحياة، الحرية"، أوجدت فلسفة لحرية المرأة في المجتمع. في الوقت نفسه، كانت دعوة لانتفاض النساء ضد النظام الأبوي في إيران. فالنظام الإيراني يتمتع بتجربة سياسية كبيرة ليس فقط تجاه المرأة بل تجاه الأمة بأكملها، ولكننا نرى أن الديمقراطية لا يتم تنفيذها وأن النظام الحالي منع الديمقراطية. وتعاني النساء أيضاً من عبء هذه المشكلة. كانت الانتفاضة التي اندلعت بعد مقتل مهسا أميني رسالة مفادها أن النظام الأبوي داخل إيران يعتمد على الاستبداد، وهذا ما لا يظهر في العلن".

 

"المرأة تقود الانتفاضة"

وتابعت "اليوم، أصبحت المرأة الكردية والشعب الكردي في جميع أنحاء كردستان والعالم أمة مستعبدة وتسعى للحصول على حريتها. والمرأة الكردية تريد أن تكون رائدة ومناضلة من أجل إقامة الديمقراطية. لماذا كان غضب النساء شديداً في إيران، يجب علينا كنساء أن نعتبره رسالة. فالنظام الإيراني يقوم على تدمير وتهميش النساء وإضفاء الشرعية على استعبادهن، ولأنه يقوم على هذه الخصائص فهو ضعيف وهش في الأساس، ولذلك لا يمكنه أن يبني أسس الديمقراطية. في شرق كردستان وحتى إيران تُحرم المرأة من مقاييس الحرية. اليوم حقوق المرأة لا تُمنح، بل على العكس من ذلك تُنتزع منها. لهذا السبب أخذت النساء زمام المبادرة في الانتفاضة التي حدثت ولم يقتصر ذلك على النساء الكرديات فحسب، بل انتفضت النساء الآذرييات والبلوريات والعربيات في مدن إيران المعروفة بنظام التسلط والقمع، وهذه خطوة كبيرة بالنسبة للمرأة. يمكن للمرء أن يقول إن هذه الانتفاضة هي رسالة لكل نساء الشرق الأوسط. لم يقتصر صوت المرأة على شرق كردستان وإيران فقط، بل وصل إلى جميع أنحاء كردستان".

 

"القرن الحادي والعشرون قرن حرية المرأة"

وأشارت ستيرك كلو إلى أن المرأة ستتمكن من إعادة بناء نفسها من جديد في هذه المرحلة "نحن الآن في القرن الحادي والعشرين والقائد عبد الله أوجلان يقول إن القرن الحادي والعشرين هو قرن حرية المرأة. ستكون المرأة قادرة على إعادة بناء نفسها من جديد في هذه المرحلة وخلق مجتمع طبيعي. كلنا مقتنعون بأن بناء مجتمع طبيعي وديمقراطي هي واحدة من أكبر الفرص في شرق كردستان. تماماً مثلما أن نظام أردوغان الفاشي لا حول له ولا قوة في مواجهة نضال المرأة وسيهزِم الكرد فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، في نفس الوقت، سيُهزم النظام الإيراني على يد المرأة الساعية للحرية والوطنية والمرأة التي تستطيع أن توحد صوتها مع صوت ملايين النساء".

وأوضحت "في تاريخ الشعوب، وكثقافة عندما تقص المرأة شعرها في المجتمع، فهذا شيء مقدس للغاية وهو علامة على العصيان والتمرد على النظام، وقد أثبتت النساء ذلك. قص الشعر تقليد قديم جداً، لكنه علامة على التمرد على النظام الحالي، وفي الواقع وبعد أن انتفضت جميع النساء وصرخن، كانت صرخة للانتفاض ودعوة لجميع النساء للنضال. كان مقتل مهسا أميني بمثابة دعوة إلى النضال بالنسبة لنا جميعاً. يجب أن نكون مقتنعين بأن نضال المرأة سيستمر. إذا كان النظام الحالي يعطي شرعية لحرمان المرأة من حقوقها وينظم نفسه على هذا النحو، فإنه سيتغير بالتأكيد في القرن الحادي والعشرين وطابع العصر يتطلب ذلك. فظهور خصلة من شعر مهسا أميني اعتبر جريمة وقُتلت، وهذا يدل على أن النساء مقيدات بالسلاسل. إن انتفاضة شرق كردستان وإيران مستمرة منذ أسبوعين، وهذه الانتفاضة كانت دعوة للنضال".

وأضافت "عندما سمعنا عن مقتل مهسا أميني كان الأمر مؤلماً للغاية، لكنه لم يكن أول خبر عن مقتل النساء بهذه الطريقة. ليس فقط في شرق كردستان، بل في أجزاء كثيرة من كردستان يتم قتل النساء وهذه ليست حادثة جديدة. إذا استمر النظام الأبوي، فسيستمر قتل النساء، لكن المثير للاهتمام أن النساء أحدثن انفجاراً كبيراً في المرة الأخيرة ولم يقبلن به. حتى الآن، انتفاضة الشعب مستمرة بشغف كبير. يمكننا القول إن هذه الانتفاضة هي انتفاضة لنساء الشرق الأوسط. لقد نظم النظام الإيراني نفسه على أساس تدمير وتهميش المرأة، فقد سلب منها حقوقها في كل المجالات، مثل التعليم والميراث والزواج، ولأن بعض الأمور أصبحت قوانين يقوم نظام الإيراني بربط كل شيء بالدين، وهو لا علاقة له بالدين، بل على العكس فهو ضد أخلاق الإسلام".

 

"القوات الدولية تلتزم الصمت"

ولفتت ستيرك كلو الانتباه إلى صمت القوات الدولية والعالمية "تنادي جميع النساء اليوم بصوت واحد، وتلتزم القوات الدولية الصمت حيال هذه الانتفاضة. كل القوى والأقاليم الدولية تصمت على هذا التمرد ولا تقدم أي حل. حتى الآن، لم نسمع أي صوت سوى صوت المحبين للحرية والديمقراطيين. ودعا حزب الحرية الكردستاني بعد مقتل مهسا أميني إلى النضال من أجل حريتهن وتصعيد نضالهن."

وقالت أن "زملائنا الصحفيين الذين يتابعون هذه الانتفاضة الشعبية والذين أرادوا إيصال هذه الحقيقة إلى العالم، يعملون في ظل ظروف صعبة. اليوم، وبفضل هؤلاء الصحفيين نحصل على المعلومات ونتابع الاحتجاجات. هناك صعوبة، لكن هناك مقاومة كبيرة أيضاً. يعرض هؤلاء الصحفيين حياتهم للخطر حتى يتمكن العالم كله من رؤية انتفاضة هؤلاء النساء والشعب. كما يريدون أن يرى العالم المظالم والقسوة التي تُمارس على المرأة والمجتمع".

وأشارت ستيرك كلو إلى قيادة النساء للاحتجاجات في شرق كردستان وإيران "بعد تصاعد الاحتجاجات، رأينا مشاركة العديد من الرجال أيضاً، وهي رسالة مفادها أن هذه ليست قضية المرأة فقط، بل قضية المجتمع كله. اليوم، تقود النساء هذه الاحتجاجات ويردن الارتقاء إلى مستوى أعلى بنضال أكبر. نحن نرى أن القوى السياسية تهتز من الأعماق، لكنهم لا يريدون أن يعترفوا بحقيقة هذه الانتفاضة. صمت كل القوى الداخلية مصدر أسف وانتقاد. إنهم يغضون الطرف عن قتل النساء ويلتزمون الصمت. الصمت الحالي هو رسالة أخرى لنا جميعاً. يجب تصعيد نضال النساء في كل مجال. الانتفاضة مازالت مستمرة حتى الآن بشكل فعال ونأمل أن تستمر حتى تحقيق النجاح".

 

"من خلال هذه الانتفاضة سيتم الانتقام لكل النساء"

وفي ختام حديثها أكدت ستيرك كلو على ضرورة الانتقام لمهسا أميني "بصفتنا نساء كرديات، يجب أن نساند نساء شرق كردستان وإيران. هذه ليست قضية النساء في الشرق الأوسط فقط، فهذه القضية تخصنا جميعاً. فأينما كانت تعيش المرأة تعاني من نفس المشكلة. أخذت نساء شرق كردستان زمام المبادرة في هذه الاحتجاجات وهي قيادة عظيمة وذات مغزى لجميع النساء. يجب ألا تتوقف هذه الانتفاضة حتى تحصل جميع النساء على حقوقهن. كانت طريقة قتل مهسا أميني غير أخلاقية، ومن خلال هذه الانتفاضة سوف ننتقم لها ولجميع النساء اللواتي قُتلن. كان هناك تصريح من الجانب الإيراني بأنهم سيخمدون هذه الاحتجاجات، ويمكنهم إخمادها بالقوة والعنف وقتل المزيد من الناس. هناك إغلاق كبير وقطع للاتصالات والإعلام ولا أحد يعرف ما يجري هناك، لكن كل هذا لن يفيد، فمقياس الديمقراطية في إيران هو في الأساس في ديمقراطية المرأة".