شيوا محبوبي: يجب رفع وتيرة النضال والاحتجاج لإطلاق سراح السجناء السياسيين

تعتقد شيوا محبوبي أن تبادل السجناء السياسيين على المستوى العالمي كان أسلوباً لكل الحكومات الفاشية والديكتاتورية، ولكن فيما يتعلق بالحكومة الإيرانية، فإن الإرهاب والقتل والخطف والتعذيب وما إلى ذلك هو الطريقة الوحيدة التي يمكن استخدامها.

شهلا محمدي

مركز الأخبار ـ مع تزايد عمليات إعدام وقتل السجناء السياسيين في إيران، تتزايد مقاومة السجناء يوماً بعد آخر، وأصبحت السجينات الآن رائدات هذه النضالات في ظل محاولة الحكومة قمع الاحتجاجات والانتفاضة بالإعدامات الجماعية وقتل الأسرى وتبرير القتل بأنهم كانوا يعانون من أمراض خطيرة، ومن ناحية أخرى للتقليل من شعبية هؤلاء الأسرى بين المجتمع.

اعتبرت الناطقة باسم لجنة حملة إطلاق سراح السجناء السياسيين شيوا محبوبي، موضوع المقاومة في السجون في غاية الأهمية، مضيفةً "عندما يرى الناس أنه تم اعتقال عدد من الأشخاص، فإنهم ينتبهون بحق إلى التعذيب والضغط والمضايقات التي يتعرضون لها، لكن أحد جوانب التواجد في السجن هو مقاومة السجين. السجين هو مقاتل نزل إلى الشوارع وعمل وهو الآن في السجن، وهذه المرة يقاتل بطريقة مختلفة. على سبيل المثال، مُنع جواد سيدي من الزيارة بسبب اللوحات التي رسمها في السجن".

 

"السجناء السياسيون يخلقون ساحة معركة أخرى داخل السجن"

وأكدت أن الحكومة الإيرانية لا تستطيع السيطرة على الاحتجاجات والنضالات في السجون "المعتقلين السياسيين، عندما يكونون في زنزانة السجن السياسي أو عند نقلهم إلى زنزانة أخرى للجرائم غير سياسية، يبدؤون بالاحتجاج، وبالتالي هناك مجال آخر للنضال داخل السجن".

وبشأن نضال الأسرى في الانتفاضة الأخيرة، تقول إن "هذه الاحتجاجات كانت موجودة سابقاً على الدوام، لكن في هذه الفترة، عندما نكون في مجتمع تتواجد فيه الاحتجاجات كل يوم وبأشكال مختلفة، نرى نفس الانعكاس داخل السجن، على سبيل المثال، بالرغم من الضغوطات والمضايقات التي تواجه النساء والفتيات خلال ثورة "Jin jiyan azadî"، إلا أنهن لا تزلن ترفضن ارتداء الحجاب، وهذا الانعكاس موجود أيضاً في السجن".

وأضافت "كانت السجينات السياسيات ترفضن ارتداء الحجاب أيضاً مثل جلرخ إیرائي ومريم أكبري منفرد اللتان أعيد الحكم عليهما أثناء وجوهما في السجن، وسبيده قليان قالت إنها ستحضر جلسة علنية لكنها لم تكن مستعدة لارتداء الحجاب. هذا الصراع هو نفسه في الخارج وفي السجن، وزينب جلاليان التي تم نفيها".

 

"الحكومة تحاول أن تُظهر نفسها من خلال أحكام الإعدام"

واعتبرت شيوا محبوبي ممارسات الحكومة الإيرانية ضد المعتقلين السياسيين "نابعة من خوفهم" وتأكيداً على المقاومة في السجن، لافتةً إلى أنهم "ينتهكون حقوق السجناء لإثارة الخوف والرعب، لكن السؤال الذي يجب طرحه عندما يكون السجين في أسوأ الظروف ولا يزال يحتج، أي نوع من الخوف والرعب الذي يمكن أن ينقله؟. ونتيجة لذلك، فإن مقاومة السجناء مهمة للغاية ويجب أن نعكس صوتهم أينما كنا".

وأشارت إلى أن "مؤامرة النظام باءت بالفشل ولا يمكن أن تفرق بين الناس. لقد شهدنا ذلك خلال هذه الثورة، عندما هاجموا شرق كردستان، احتج الناس في مدن أخرى، عندما كان هناك احتجاج يوم الجمعة في بلوشستان، تم دعمهم من قبل الأهالي في المدن الأخرى. الآن في كل مكان، يُحكم على شخص ما بالإعدام، ولا ينظر الناس إلى المكان الذي وُلد فيه في إيران وفشل النظام في خلق هذا الانقسام؛ لكن الواقع أن النظام يستخدم الإعدام لأنه يخشى أن تتكرر هذه الاحتجاجات مرة أخرى، والخطط الجديدة التي تنفذها ليس إعدام السجين كمشارك في الاحتجاجات، بل وضعه قيد الاعتقال، لإجباره على الاعتراف بأنه قتل عنصراً من "الباسيج"، من أجل تبرير ذلك على المستوى الدولي، لكن لا أحد يصدقه".

 

"أكثر من 90 شخصاً من المتظاهرين إما حكم عليهم بالإعدام أو مهددون بخطر الإعدام"

وعن العدد الكبير للسجناء المعرضين لخطر الإعدام، قالت شيوا محبوبي "حالياً، وفقاً للقائمة التي يتم تحديثها كل أسبوع على موقع لجنة السجناء السياسيين، فإن أكثر من 90 شخصاً من المتظاهرين الجدد إما محكوم عليهم بالإعدام أو معرضون لخطر هذه العقوبة، بالإضافة إلى هذه الإحصائيات، هناك الكثير ممن يتعرضون للتعذيب".

ولفتت إلى أنه هناك نقطة أخرى مهمة وهي أنه في العقود الأخيرة لم يتم فرض هذا القدر من التعذيب الجنسي والجسدي والنفسي على السجناء، ولم يكن هناك مثل هذا القدر من الضغط على العائلات، ولهذا تستخدم الحكومة عمليات الإعدام.

وأعربت عن قلقها من إعدام سجناء سياسيين لم تنشر أسماؤهم في وسائل الإعلام، مضيفةً "أفضل طريقة لوقف هذه الإعدامات هي الاحتجاجات في الشوارع والتجمع أمام السجون والمطالبة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين لأن أعداداً لا تحصى معرضة لخطر الإعدام".

وأكدت أن "قتل سجين تحت التعذيب أو الإعدام يعتبر قتلاً من قبل الدولة"، وقالت إن "الحكومة في الستينيات أعدمت أكثر من خمسة آلاف شخص في ثلاثة أسابيع، في ذلك الوقت كان المجتمع مختلفاً تماماً ولم تكن هناك احتجاجات من هذا القبيل، ولكن عندما نمضي عقوداً إلى الأمام، لا تجرؤ الجمهورية الإسلامية على إعدام الناس بهذه الطريقة بسبب الاحتجاجات العامة والدولية. لهذا السبب، تحاول تدميرها بشتى الطرق مثل إعطاء مخدرات للسجين لينتحر بعد ذلك والذي يمكننا أن نسميه بالإعدام الصامت، ويقتل السجين تحت التعذيب ويقول إنه أصيب بنوبة قلبية أو انتحر أو كان مريضاً".

 

رفع وتيرة النضال

واعتبرت شيوا محبوبي شعار الإفراج عن المعتقلين السياسيين والجهود المبذولة لإطلاق سراحهم "مفتاحاً"، لافتةً إلى أن الجمهورية الإسلامية ليس لديها سوى السجن، وإذا لم يكن موجوداً فإنها ستطلق النار على الأهالي في الشارع، وهذا الإجراء لم يكلل بالنجاح أيضاً، لهذا أعلنوا بعد أسبوع من مقتل جينا أميني أن حياة المعتقلين في خطر.

وشددت على تخوف الحكومة الإيرانية من نضالات الشعب "يجب على الشعب أن يطالب بإطلاق سراح السجناء السياسيين من خلال البيانات والاحتجاجات، بهذه الطريقة فقط يمكننا الحفاظ على حياة السجناء".

وأشارت إلى أن السجين السياسي يؤخذ كرهينة، ولهذا السبب، على المستوى العالمي، عندما يكون السجين مزدوج الجنسية، تستخدمه الحكومة الإيرانية كمفاوض. كان تبادل السجناء السياسيين على المستوى العالمي هو أسلوب الحكومات الفاشية والديكتاتورية، ولكن فيما يتعلق بالحكومة الإيرانية، فإن الاغتيال والقتل والخطف والتعذيب وما إلى ذلك هي الطريقة الوحيدة التي يمكن استخدامها.

 

"الدعم الدولي مهم للغاية، لكن وجود الأهالي في الشارع أمر أساسي"

وأوضحت شيوا محبوبي أن "الطريقة الوحيدة للفوز هي وجود الأهالي في الشوارع كمفتاح رئيسي للدعم الدولي، مضيفةً "استطاعت ثورة "Jin jiyan azadî" أن تهز العالم بسبب وجود الناس في الشارع وخاصة النساء اللواتي وقفن ضد النظام ولا يزال هذا هو الحال"

ولفتت إلى أن "الحكومات والمنظمات الأخرى لا تهتم أبداً بشعب إيران. حتى إدانة الجمهورية الإسلامية ووضع بعض عملاء الحرس الثوري الإسلامي في قائمة الإرهاب ليس بسبب الرأفة بل بسبب ابتزازهم. لهذا السبب، فإنهم يقاومون وضع الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية، لكن مؤخراً تم تعيين أحد أعضاء النظام مسؤولاً عن مجلس حقوق الإنسان".

وأضافت "عندما نجمعها معاً، نفهم أن هذه الحكومات تريد جمهورية إسلامية خاضعة للسيطرة لأنه ليس لديهم بديل في إيران، ونتيجة لذلك، تقل ردود الفعل عندما لا يكون الأهالي في الشارع يحتجون على الانتهاكات التي ترتكبها الجمهورية الإسلامية، يجب رفع وتيرة النضال من أجل أن ينظر الناس في جميع أنحاء العالم في حالة الشعب الإيراني لتصبح قضية مهمة بالنسبة لهم".

وفي ختام حديثها، قالت شيوا محبوبي "من واجبنا كنشطاء ومعارضين أن نضغط على الحكومات، وبالرغم من أنه أصبح تواجد الأهالي في الشوارع أقل، إلا أنهم يحتجون بطرق مختلفة مثل المشي في الشوارع دون غطاء للرأس. وبصفتي المتحدثة في لجنة حملة إطلاق سراح السجناء السياسيين، أتوقع من كل معارض يدعي أنه يدافع عن السجناء السياسيين أن يمارس ضغطاً كبيراً لمقاطعة نظام الجمهورية الإسلامية، حتى يتم طرد دبلوماسييها من قبل المحافل الدولية".