شيراز حمو: التهديدات التركية محاولة لاكتساب حصة من الأراضي السورية وعرقلة الحل السياسي

أكدت الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم عفرين شيراز حمو أن تركيا تسعى من وراء تهديداتها على مناطق شمال وشرق سوريا لكسب حصة من الأراضي السورية

روبارين بكر 
الشهباء ـ ، وتحرص على ألا تخرج من المنطقة فارغة اليدين. 
عاود الرئيس التركي أردوغان خلال مؤتمر صحفي في العاصمة التركية أنقرة في 11 تشرين الأول/أكتوبر إطلاق تهديداته باحتلال مناطق جديدة في شمال وشرق سوريا، كما كرر وزير خارجيته مولود جاويش أوغلو التهديدات ذاتها بعد يومين من تصريحات الأول.    
الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الادارة الذاتية الديمقراطية لإقليم عفرين شيراز حمو تحدثت لوكالتنا حول التهديدات التي أطلقتها الدولة التركية على مناطق شمال وشرق سوريا، وبينت أسبابها ومدى جديتها.  
 
اتضح أن الحل في سوريا لن يكون عسكرياً فلماذا تستمر تركيا بتهديداتها على مناطق شمال وشرق سوريا؟
التهديدات التركية الأخيرة ليست بجديدة فمنذ السنوات الأولى من الأزمة السورية وتركيا تحاول التدخل بالشأن السوري، في البداية استخدمت ما يسمى بالمعارضة، وحولت تلك المعارضة لفصائل مسلحة، بعد أن أضاعوا القيم الثورية التي بدأوا بها. تركيا عبر حجج حماية أمنها القومي على الحدود السورية وادعائها بمحاربة الإرهاب تشن هجماتها على مناطق شمال وشرق سوريا وتحتل العديد من المناطق كرأس العين، وتل أبيض وعفرين.
تركيا تدرك بأن الشعب السوري يريد إنهاء الأزمة ولا يقبل بالمزيد من الكوارث والويلات، فالوضع الإنساني في سوريا محرجاً جداً والأزمة بلغت ذروتها، وعلينا حلها.
جميع الأطراف تقريباً لا تؤيد العمليات العسكرية فدائماً الحل السياسي هو الحل الأنسب والأساسي للأزمات، فالعمل العسكري لا يمكن أن يوجد أي حل، فالقوى والأطراف الدولية والعالم أجمع والذين يعملون على ملف الشرق الأوسط يرجحون الحل السياسي، والحل السياسي هو مطلب الشعب السوري بكافة أطيافه ومكوناته. 
 
ما هي المكتسبات السياسية التي تسعى تركيا لتحقيقها من وراء التهديدات المستمرة؟ 
تحاول تركيا من التهديدات الأخيرة أن يكون لها حصة من الأراضي السورية، هي لا تريد الخروج من سوريا ملوحة يداها في الأفق، فسياسة الضغط والازدواجية ليست بجديدة على تركيا فمنذ بداية الثورة تستعمل تلك السياسة التي تحاول من خلالها أن تكون مع روسيا وأمريكا، وتستخدم سياسة الضغط دائماً بحجة مصالح تلك الدول معها، ولهذا تسارع بإطلاق التهديدات. 
تزامنت التهديدات التركية الأخيرة مع الجولات الدبلوماسية لمجلس سوريا الديمقراطية التي زادت من غضب تركيا لجدية تلك الخطوات وأهميتها.  
مناطق شمال وشرق سوريا هي أكثر المناطق أمناً واستقراراً، وأكثر المناطق التي تسارع بطرح الحلول للأزمة السورية، فنجحت تجربتها من خلال مشروع الإدارة الذاتية.
 
ما هي التفاهمات السياسية وراء هذه الهجمات إن حدثت وما مدى ارتباطها بمعركة إدلب المرتقبة؟
القوى المتدخلة في الشأن السوري كل منها تسعى إلى ترسيخ مصالحها في المنطقة، هذه السياسة كانت على حساب دفع الثمن من قبل الشعوب، كذلك الدول الإقليمية المتدخلة سواء كانت تركيا أو إيران، روسيا أو أمريكا فهما أيضاً تسعيان إلى مصالحهما باعتبار سوريا ذات موقع جغرافي واستراتيجي وجيوسياسي مهم جداً، فكل طرف يحاول أن يخرج من هذه الحرب بنتيجة اقتصادية مرضية له، ولكن ما يعيق هذه المخططات هي إرادة الشعب السوري الذي يرفض تقسيم البلاد.
احتلال تركيا لعدد من مناطق شمال وشرق سوريا كان نتيجة سياسة المقايضات، التي تقوم على حساب إرادة الشعوب الموجودة وتهجيرهم من أراضيهم ضمن البلد الواحد. 
 
تعاني الدولة التركية أزمات داخلية وخارجية، لماذا تعمل على تصدير أزمتها للخارج؟ 
كل ما تبديه تركيا من مواقف، تدخلات وتهديدات هو ناتج عن الأزمة الداخلية التي تعيشها، فقبل الأزمة السورية كانت تركيا تعاني من أزمتها الداخلية، ففي تركيا إبادة سياسية وثقافية بحق الكرد، بالإضافة لإبادة القوى والحركات الديمقراطية، وحقوق الإنسان. 
كما أن تركيا تعاني من أزمة اقتصادية والتي برزت بشكل أكبر بعد تدخلها بالأزمة السورية نتيجة سياساتها تجاه سوريا، وحتى تدهور الليرة التركية ناتج عن هذه السياسات. 
تركيا تحاول دائماً لفت أنظار الداخل إلى الخارج وإخراج أزمتها للخارج، ولكن في المقابل المعارضة الداخلية ليست راضية بما تفعله السلطة، وغالبية الشعب يرفض الهجمات وسياسات الدولة التركية وهو ما كان واضحاً خلال الانتخابات الماضية عندما استطاعت المعارضة كسب البلديات في مدن كبرى من تركيا.  
وإلى جانب الأزمة الداخلية تعاني تركيا من أزمة خارجية باعتبارها تتدخل في شؤون الدول العربية والدول المجاورة، والضغوطات التي تمارسها على الأوروبيين من خلال ملف اللاجئين
تعيش تركيا أزمة حقيقية واتهاماتها وتهديداتها المتكررة للمنطقة ما هي إلا ذريعة لتحصيل مكاسب سياسية واقتطاع أجزاء من سوريا لضمها إلى تركيا ضمن مشروعها التوسعي ومحاولة منها لتجاوز أزمتها. 
 
ما هو موقفكم كإدارة ذاتية ديمقراطية من هذه الهجمات، وما هي رسالتكم للشعب؟ 
نحن مستمرون في رفع وتيرة النضال والمقاومة، بدعم من شعوب المنطقة وجميع الشعوب المهجرة من المناطق السورية الأخرى بكافة مكوناتها وأطيافها فهم مصرون على وضع حد للأزمة والعودة إلى مناطقهم.
لن نكون لقمة سائغة لمخططات الدولة التركية الاحتلالية، بل سنقف يداً واحداً في وجه هذه المخططات وسنتحدى جميع الظروف المعيشية الصعبة معاً على أرض المقاومة لنصل في النهاية إلى سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية ولن نهدأ حتى تتحرر جميع الأجزاء السورية من الاحتلال التركي، وعلى الشعب السوري أن يتكاتف ضد المخططات لنستطيع أن نعيش حياة ديمقراطية تملؤها الحرية والمساواة.