روزرين كامانجار: عرّفت النساء أنفسهن في هذه الانتفاضة هذا يعني أننا لسنا ضحايا

تعتقد روزرين كامانجار، عضو اللجنة الدبلوماسية في (كجار) أن الثورة الإيرانية المندلعة حالياً متميزة عن سابقاتها.

شهلا محمدي

مركز الأخبار ـ الاحتجاجات النسائية التي بدأت في إيران، كانت المرأة رائدة فيها والشعار الأساسي لهاJin jiyan azadî لذلك بات دور المنظمات النسائية أكثر إلحاحاً.

فيما يتعلق بالأحداث والقضايا الأخيرة، أجرت وكالتنا لقاء مع روزرين كامانجار، عضو اللجنة الدبلوماسية لجمعية المرأة الحرة في شرق كردستان (كجار) وقيمت لنا الأحداث الأخيرة في إيران وشرق كردستان.  

 

"كل شهيد هو سر انتصارنا ووحدتنا"

حيّت عضو اللجنة الدبلوماسية لجمعية المرأة الحرة في شرق كردستان روزرين كامانجار نضال النساء في إيران، وقالت "كل شهيد/ة هو سر انتصارنا ووحدتنا ولن نرتاح حتى ننتقم لدماء الشهداء".

ووصفت الاحتجاجات الإيرانية بأنها ثورة، وهي خطوة وراء الانتفاضة، وأصبحت مطلباً ورغبة لدى الناس في شرق كردستان وإيران، كما ربطت بداية هذه الاحتجاجات بوفاة "شيلر رسولي"، والتي بدأت أولاً بنزول أهالي مريفان إلى الشوارع والتي وصلت إلى مدينة سنه، وبعد مقتل "مهسا أميني" على يد شرطة الأخلاق، اتسعت رقعة الاحتجاجات لتشمل مدن شرق كردستان وإيران "شرق كردستان وإيران ليستا بعيدتين عن مسيرة الانتفاضة والاحتجاج. في السنوات الـ 43 الماضية على وجه الخصوص، شهدنا باستمرار احتجاجات في مدينة تلو الأخرى في إيران وبين مختلف الطبقات والنقابات". 

وفيما يميز هذه الاحتجاجات عن غيرها أوضحت "تمحورت هذه الثورة حول المرأة لدرجة أننا نسميها ثورة المرأة. أي أن المجتمع قد توصل إلى نتيجة مفادها أن جذور جميع المشاكل مرتبطة بحرية المرأة. هذا يعني أننا يمكن أن نكون فقراء لكننا نعيش بحرية، والحرية بالنسبة لنا أهم من الفقر".

وأضافت "يريد النظام الإيراني أن تكون النساء ضحايا، فهناك فظائع ترتكب بحق النساء لا نراها في أي بلد آخر. المرأة محرومة من أبسط حقوقها. الغناء والموسيقى ممنوعان على النساء والذهاب إلى الملعب. عرّفت النساء أنفسهن في هذه الانتفاضة. هذا يعني أننا لسنا ضحايا".

وبينت "حدثت ثورة فكرية، وهذا يعني أن المرأة والمجتمع قد توصلوا إلى نتيجة مفادها أنه يجب عليهم إحداث تغيير جوهري. أي أن المجتمع لا ينتظر النظام الإيراني ليتصرف بمطالبه، وقد توصلوا إلى نتيجة أنهم أساس أي تغيير ولن يتراجعوا".

وأكدت أن وحدة الشعوب هي أولى خطوات النصر "نحن على دراية بسياسة انقسام النظام الإيراني، لكن مع القوة النسائية، كان لدى المجتمع الإيراني بأكمله وحدة غير مسبوقة مع كل الاختلافات والتعددية".

 

"ألم المجتمع مشترك"

وأشارت إلى أن "ألم المجتمع مشترك، كردستان، أذربيجان، آراك، زاهدان، ومدن إيران، كلها تنادي بشعار "Jin jiyan azadî" ويهتف بالحرية وهذا يعني أن المجتمع لديه ألم مشترك يسمى الحرية. للمرأة والمجتمع بأسره هدف واحد يسمى الحرية، لذلك للوصول إلى الهدف، يقاتلون بالاعتماد على قوتهم".

وأوضحت أن "ثورة المرأة لا تعني نضال جنس معين، بل هي نضال ضد عقلية وأيديولوجية مؤسسة كبيرة تسمى النظام الأبوي وعقلية موجهة نحو الناس مرتبطة بـ العنف والقتل والتعذيب والسلطة المتعاقبة"، مؤكدة أن "المرأة قادرة على الكشف عن هذه الثورة والقضاء على هذه التعريفات وأن تجلب معها العديد من التعريفات للتضامن والسلام والوحدة والتعريفات البعيدة عن السيادة".

 

"السجن مكان للمقاومة"

واعتبرت أن تعريف السجن يختلف بالنسبة إلى الحركات التحررية مثل "الحركة الأبوجية"، حيث أنه "مكان للمقاومة ومكان تمارس فيه انتهاكات لحقوق الإنسان، تصل إلى الحكم بالإعدام"، مضيفة أن "السجن مرآة لوجه المجتمع بأسره ومكان أمل المجتمع. عندما تشهد السجون مقاومة، فإن ذلك يقدم توجيهاً للمجتمع بأن مثل هذا المكان لا يمكن العودة إليه".

وشددت على أنه "هناك عمليات إعدام وتعذيب في السجون يمارسها النظام الإيراني، فهناك سجناء لم يسمع عنهم شيء كزينب جلاليان"، وأضافت "في عام 2010 تم إعدام شيرين علم هولي ورفاقها الآخرون من قبل النظام الإيراني، والآن قد لا تكون أجسادهم في هذه الثورة، لكن مطالبهم واضحة بشكل كبير".

وأوضحت أن مطالب السجناء والمحتجين في الشوارع هي واحدة "شعار الموت للديكتاتور تردد في سجن إيفين هو نفس الشعار الذي يتردد في الشوارع، هذا هو سبب خوف النظام من السجون، وخاصة السجينات. لأننا شهدنا أن الرسائل من السجن تصل إلى الناس".

 

"الوحدة هي الكلمة الأولى وسر هذه الثورة هو شعار Jin jiyan azadî"

وأكدت أن "الوحدة هي أولى خطوات النجاح وسر هذه الثورة هو شعار Jin jiyan azadî"، مشيرةً إلى تصرفات النظام الإيراني ومنها قطع الإنترنت، وأخذ الاعترافات القسرية من الأهالي، وعمليات القمع والعنف التي يتعرض لها المحتجين، إلا أن الشعب يرفض هذه الممارسات، لأنه وصل إلى درجة من الوعي، مؤكداً أنه كلما كان عملهم أكثر تخطيطاً واتحاداً اقتربوا من النصر".