رحاب شنيب: اختيار الشخصيات الكفوءة هو الحل لإنهاء الأزمة الليبية

لازال الحوار "ليبي ـ ليبي" غير فاعل في إيجاد انفراجه للأزمة الليبية وسرعة إجراء الانتخابات، وبالمقابل فإن الضغط الدولي لم يعد يجري بشكل فعال لإيجاد حلول سريعة لما تمر به ليبيا من فوضى وانقسامات سياسية.

ابتسام اغفير

بنغازي ـ على الرغم من أن التحضيرات كانت قائمة للتجهيز للانتخابات في ليبيا التي من المفترض إقامتها في 24كانون الأول/ديسمبر العام الماضي، إلا أنها توقفت فجأة! فكيف ترى النساء اللاتي قدمن طلب الترشح للانتخابات الحراك السياسي في تلك الفترة؟ وكيف يستقرئن الوضع السياسي مع إمكانية إقامة انتخابات قريبة في ليبيا؟

قالت المرشحة للانتخابات البرلمانية في ليبيا رحاب عثمان شنيب لوكالتنا "كان هناك حراك كبير قبل الانتخابات، على أمل إحداث تغيير في الوجوه السياسية الموجودة في ليبيا، لأن أحد الأسباب التي جعلت الوضع السياسي والأمني في حالة تدهور مستمر، هو تعاقب الحكومات الضعيفة على ليبيا مؤخراً، والتي اختيرت بناءً على العلاقات الشخصية".

وأضافت "هناك أناس جيدة في البرلمان، ولكن عددهم قليل فلم يستطيعوا محاربة ما يحدث، وهنا نرى صعوبة أن تجدف في التيار بمفردك، وكنا نأمل في البرلمان القادم أن نكون كتلة تعمل مع بعضها، لأن العمل الفردي في مثل هذه الحالات، صعب لذلك يجب أن يكون هناك عمل جماعي، حتى نمنع أن يتم استغلال البرلمان وانخراطه في منظومة الفساد التي غيرت الكثير ممن دخلوا، وكانوا على درجة كبيرة من الوطنية ولكن انحرفوا عن مسارهم".

وعن اختيارها لكلمة منظومة الفساد التي تعتبرها الأنسب لوصف أغلبية من يوجد في البرلمان، أوضحت "أن الحكومات التي تم اختيارها عن طريق البرلمان، كانت على أساس المصالح الشخصية والعلاقات، وبالتالي أدى هذا إلى عدم قدرة مجلس النواب على تقييم الحكومات ومحاسبتها لأنه في الأساس تم اختيارها بناء على المصالح الشخصية المتبادلة فيما بينهم".

وعن ترشحها للبرلمان قالت "لم أكن أفكر في الترشح، ولكن الشجاعة كانت من منطلق أنني لن أرفض الترشح وأفتح المجال للناس الغير كفؤة من أجل الترشح، ولربما أستطيع تقديم شيء في هذه الفترة الحالكة التي تمر بها ليبيا".

وكونها ناشطة مدنية وثقافية ترى بأن لديها رؤية كبيرة جداً بأنها تستطيع تقديم شيء وتقول "على الرغم من أن هناك كثيرون يرون أن الثقافة ترف ولكن أنا أراها عكس ذلك، وكان لدي رغبة في تحسين الوضع في ليبيا، وتقديم الكثير من الخدمات والحقوق للشعب على غرار حقوق المرأة".

وأوضحت أن "المجتمع عادة ما يرى المرأة غير قادرة، ولكن على العكس يوجد قياديات في ليبيا، يعملن بشكل جيد، وهناك نساء في الإدارات الوسطى موجودات وناجحات أيضاً، وعلى الرغم من وجود رجال في أماكن قيادية عليا إلا أنهم غير قادرين على العمل بشكل صحيح، فالقصة تكمن في الكفاءة".

وعن الحراك السياسي في فترة التجهيز الانتخابات ومدى فاعليته قالت "كل حراك هو حراك جيد، وفي الحراك الأخير كانت هناك أشياء ملفتة مثل العدد الكبير للمترشحين، والوجوه الجديدة، وأنا اعتبرها تجربة جديدة، لأن كل مواطن ليبي له الحق في التقديم على الترشح، ربما لديها رؤية ليست موجودة لدينا، وخبرات ليست موجودة لدى الوجوه المعروفة".

وحول الوعي السياسي الذي تشكل على الساحة الليبية بعد الحراك الأخير قالت "هناك زيادة كبيرة في نسبة الوعي السياسي في ليبيا، وتجسد ذلك من خلال النسبة الكبيرة التي بدأت تتحدث عن الانتخابات والوعي بصفات المترشح وكيفية انتخابه، والاهتمام بالشعب من خلال الاختلاط به، والانخراط في حياته، وهذا يدل على نسبة عالية من الوعي بأهمية الانتخابات وأهمية اختيار وانتخاب المترشح المؤهل كي يمثلهم في البرلمان".

وأكدت أن "التجربة السياسية الليبية تجربة صغيرة جداً، وكل ما مررنا به من الانتخابات السابقة هي مجرد تجارب تجعل مستقبلنا أكثر نضجاً ووعياً بالجوانب السياسية الخاصة بالترشح، وفي كل عام تزيد نسبة الوعي، من خلال الحروب التي مرت بنا، وكمية الفساد الكبيرة، وأنا لدي تفاؤل أن الانتخابات القادمة ستكون الخيارات فيها أفضل".

وعن الانتكاسة التي حدثت بعد تأجيل الانتخابات قالت "كانت الناس قلقون من عودة شبح الحرب مرة أخرى، وبدئنا نلاحظ أن الضغط الدولي يزيد ويظهر بوضوح للعلن، وكأننا نحن الليبيين مجرد لعبة في أيدي هذه الدول، ولكن مازال الأمل في أن يكون لدينا دور، ولدينا أمل في ليبيا ولن نتوقف" مؤكدة أن "أي محاضرة أو ندوة أو عمل جماعي اعتبره حراك مدني ويتجاوز مسألة الانتكاسة، فهي مجرد انتكاسة بسيطة ونستطيع تجاوزها".

وعن قراءتها للوضع السياسي القادم في ليبيا وإمكانية تحديد موعد قريب للانتخابات قالت "وضع ليبيا صعب التنبؤ به، فنحن إلى أخر لحظة كنا نظن أن الانتخابات ستقام في موعدها، ولكن من المفترض أننا نعمل على تطوير أنفسنا، ونقوم بتوعية الناس، أن هناك انتخابات لا محالة، ولابد من العمل عليها، فالضغط الدولي موجود، وفكرة الحوار (ليبي ـ ليبي) إلى الآن ليست واضحة أو ذات جدوى، ولكن الحراك الشعبي يقلل من الضغط الدولي".

واختمت المرشحة للانتخابات البرلمانية في ليبيا رحاب شنيب حديثها بالقول "لا يمكننا الحصول على أي شيء بسهولة، يجب علينا النضال من أجله، فنحن موجودون في منظومة فساد كبيرة جداً، ولا نستطيع العمل على إصلاحها بشكل جذري، لكننا نحاول العمل لتغيير الواقع حتى لو بشكل بطيء".