راية تحرير المرأة في انتفاضة "Jin Jiyan Azadî"

أكدت مهر آفاق مقيمي على أن "الحكومة الإيرانية تريد إعادة فرض سلطتها ونظرتها الأبوية، واستعادة كل ما حققته انتفاضة Jin Jiyan Azadî، لكن المرأة لن تسمح بذلك".

شهلا محمدي

مركز الأخبار ـ بالتزامن مع استمرار الهجمات الكيماوية على مدارس الفتيات، كثفت قوات الأمن الإيرانية الهجمات النارية ضد النساء اللواتي لا تلتزمن بقواعد اللباس والحجاب الإلزامي، التي تحاول الحكومة فرضها بطرق مختلفة، مما جعل بيئة المجمع غير آمنة بشكل متزايد على النساء.

عن يوم العمال العالمي قالت المعتقلة السابقة وناشطة السياسية مهر آفاق مقيمي "يوم التضامن العمالي العالمي، هو يوم نضال لجميع عمال العالم، وخاصة عمال إيران والقوى المحبة للحرية، والتي تناضل من أجل حقوق العمال".

وعن الهجمات الكيماوية على مدارس الفتيات في إيران أوضحت "أسمي هذه الهجمات الإرهابية البيولوجية بهذه الوثيقة أنه منذ وصول النظام إلى السلطة، كان هناك عنف ضد المرأة طوال الوقت وحاول إضفاء الطابع الطالباني على المجتمع، لتأطير إيديولوجيتها على النساء وإجبارهن على البقاء في المنزل، والهجمات الإرهابية البيولوجية من هذه الانتهاكات".

وحول أهمية وجود المرأة في انتفاضة Jin Jiyan Azadî التي اندلعت في إيران قالت "في انتفاضة 1996 و1998، لعبت المرأة دوراً بارزاً جداً في هذه النضالات، وحاولت النساء خاصة في النضالات الأخيرة حمل راية التحرير بأيديهن وبناءً على المطالب الموجودة في المجتمع وعلى أساس الانتفاضة التي اندلعت تحت شعار "Jin Jiyan Azadî"، حاولن للتحقق من مطالب المجتمع، وأسس مطالب المجتمع القائمة على الفقر والبؤس والعنف والفرض الأيديولوجي على النساء اللواتي حرمن كل الحقوق المدنية، للنهوض والتعبير عن كل هذه في داخله، وتحت راية تحرير "المرأة" لا يمكن إدراج هذه القضية في إطار نظام سلطوي وأبوي".

وأوضحت "متجري مقابل مدرسة بنات وفي الصباح عندما كنت على وشك فتح متجري، رأيت عدداً من رجال الشرطة يقومون بدوريات في الجوار بسيارة شرطة، وبالنسبة لي كان هذا المشهد غير متوقع ولم أشاهد هذا المشهد مطلقاً، وسألت أيضاً متاجر أخرى، لم يعرفوا لماذا كان هناك الكثير من القوات العسكرية حول تلك المدرسة في ذلك اليوم، المدرسة التي يبلغ ارتفاع جدارها 4 أمتار ولا يمكن لأحد دخولها، كنت قد سمعت عن هجمات على مدارس في مدن أخرى، وافترضت دون وعي أن هذه المدرسة ستتعرض للهجوم أيضاً، وحاولت أن أتخذ الخطوات الأولى من خلال تجهيز خرطوم مياه لمساعدة الفتيات، فأغلقوا ولم يسمحوا لأحد بالدخول أو المغادرة، وبعد نصف ساعة فتحوا الأبواب، وخرجن الطالبات وهن في حالة سيئة، وجاءت سيارة الإسعاف، وعندما حاولت تشغيل المياه، كان الماء قد انقطع".

وأضافت "في ذلك الوقت، انقطعت المياه والكهرباء وكان نظام الإنترنت ضعيفاً في تلك المنطقة، وهذا يثبت أن الهجمات الممنهجة والمخططة تتم من خلال الحكومة وتحاول الحكومة القول بأنها من عمل بعض أصحاب التفكير الرجعي وليس من عمل الحكومة، في الواقع الأدمغة الفاسدة التي تحكم، تستخدم هذا لضبط وعي الفتيات، لأن هؤلاء النساء هن اللواتي تحملن راية التحرير".

 

أثر نضالات المرأة في الثورة الدستورية 1957 على انتفاضة "Jin Jiyan Azadî"

وأوضحت أنه "لا يمكن للحكومة أن تنجح في هذه الهجمات لأن ديناميكيات المرأة في مجتمعنا لم تعد في مرحلة العودة، وبعد وصول النظام إلى السلطة وأمر بالحجاب الإلزامي، كانت أول من وقف في وجه النظام من النساء للواتي رددن شعار "لا الحجاب ولا الحجاب". مرّت هؤلاء النساء بتجربة ثورتين دستوريتين عام 1957 ومؤخراً مع صعود انتفاضة "Jin Jiyan Azadî" وهو ليس شعاراً عادياً بل هو شعار يشمل تجربة ثورة روج آفا، فهو يتضمن تجربة ثورتين في إيران، وهناك نساء في مجال المجتمع لو أسس قضية طالبان في إيران بعقله الفاسد الصدئ، لكان فعلها الآن وهذه هي قوة نساء المجتمع، يقوم النظام بذلك لأننا نواجه حركة طلابية ولدينا طلاب يدلون بتصريحات، لا يمكن للنظام بأي حال من الأحوال أن يعيد المجتمع إلى ما قبل انتفاضة "Jin Jiyan Azadî"، لأن ديناميكيات المرأة لا تسمح بذلك للنظام".

وأضافت "في هذه المرحلة يواجه النظام نساء مختلفات عن نساء 57. حدثت ثورة 1957 في سياق الفقر والبؤس وانعدام الحرية. في ثورة 1957 علمنا أنه يجب إسقاط النظام، لكننا لم نكن نعرف ما الذي نستبدله، بينما أردنا العدالة والحرية، وقادنا الافتقار إلى الحرية إلى الشوارع. قُتلت النساء اللواتي شغلن ثورة 1957 في السنوات التالية، وفي عام 1967، كان عدد النساء اللواتي أعدمن في سجن إيفين 200. لذلك، لا يمكن القول إن النساء منفصلات الآن عن نساء ثورة 1957. تتمتع النساء الآن بتجربة هؤلاء النساء، وبسبب وجود وسائل الإعلام العالمية، يمكنهن بسهولة التواصل واستخدام نضالات النساء في ثورة روج آفا، ومقارنة بالثورة الدستورية".

وأكدت على "إنهم سيشكلون لجان تحت عنوان مدارس المراقبة. من خلال رفع هذا الأمر، رشح عدد من النساء والرجال أنفسهم لحماية المدارس في زنجان، وقامت العائلات بحماية مدرسة فتياتهم من خلال إنشاء لجان، وفي النهاية ستفعل العائلات ذلك، ولن تسمح النساء للحكومة بإعادة سلطتها ونظرتها الأبوية".

وقالت المعتقلة السابقة والناشطة السياسية مهر آفاق مقيمي "منذ ربيع عام 2022 وحتى خريف، كان هناك حوالي 20648 حالة زواج لأطفال دون سن 15 عاماً، وفي غضون ذلك ، وُلد 1.588 طفلاً لأمهات دون سن الخامسة عشر سنوات من العمر في هذه الفترة، كانت هناك 5 حالات لأولاد متزوجين منذ أقل من 15 عاماً، وهذا يعني فقر المجتمع والنظام الذي يحاول جعل الفتيات تبقين في المنزل عن طريق التخطيط، لكن الهجمات الكيماوية ليست فقط أن تجعلهم يبقون في منازلهم، ويريدون إعادة سلطتهم بأي شكل من الأشكال، وتستعيد ما حققته انتفاضة "Jin Jiyan Azadî" لكن ليس من الممكن أن تنجح".