نوروز أحمد: هجمات تركيا لن تتأثر بها سوريا فقط بل منطقة الشرق الأوسط عموماً

قالت عضو القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية، نوروز أحمد "إذا اجتاحت الدولة التركية أراضي شمال وشرق سوريا، فلن تقتصر هذه الحرب على سوريا فقط، بل ستتأثر منطقة الشرق الأوسط عموماً".

روناهي نودا

قامشلو ـ تؤثر الأزمات والصراعات الحالية حول العالم على الإنسانية جمعاء. فعلى الرغم من أن الأزمات والاضطرابات انتشرت حول العالم، إلا أن مركزها الأساسي هو الشرق الأوسط.

تواصل تركيا تهديداتها وهجماتها وسياساتها الممنهجة على مناطق شمال وشرق سوريا، لكن في المقابل هناك مقاومة لا مثيل لها ضد هذه الهجمات والاعتداءات، كما تتجلى بوضوح في مقاومة الأهالي وبنمط حياة الأمة الديمقراطية، وقيادتها لجميع شعوب الشرق الأوسط والعالم، ولتقييم هذه الأوضاع في المنطقة كان لوكالتنا حوار مع عضو القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية نوروز أحمد.

 

كيف يمكن تقييم الأزمة العميقة التي يشهدها العالم الآن؟

مع بداية الربيع العربي بدأت حرب ضروس وانتشرت في جميع أنحاء العالم. تشهد جميع أنحاء العالم أزمة عميقة للغاية والنظام الحالي لا يستجيب لهذه الأزمة. وتتعمق الصراعات بين القوى العالمية الكبرى، وتشتد النزاعات على السلطة والانقسامات، ولا يتم تناول المشاكل الأساسية وتبقى دون حل.

هذه القوى، رغم محاولتها حصر هذه الحرب في منطقة ضيقة، تجد صعوبة في ذلك لأنها لا تنفصل والأزمة عميقة للغاية. بطبيعة الحال تؤثر هذه الحرب على العالم كله. الهجرة التي تحدث تغير وضع العالم كله. القضية الاقتصادية مشكلة رئيسية في جميع أنحاء العالم والأزمة الاقتصادية عمقت الحرب. لقد وضعت روسيا كل شيء نصب أعينها، وأعلنت حرب البقاء أو الفناء. كما شهدت أوروبا حرباً عنيفة وعميقة مرة أخرى بعد الحربين الأولى والثانية.

لا يمكننا حصر هذه الحرب في أوروبا وحدها. لقد أثرت هذه الحرب على العالم أجمع، ومنها منطقة الشرق الأوسط، ومن ضمن الشرق الأوسط أثرت على سوريا. فالأراضي السورية كانت في حالة حرب منذ فترة طويلة مما أثر عليهاً اقتصادياً وسياسياً وهي مستمرة حتى الآن. مع حرب العراق أرادوا التدخل ولكن بسبب تعمق الأزمة اتسع نطاق التدخل وأصبح طويل الأمد. كما رأينا في الحربين العالميتين الأولى والثانية، فإن الحرب العالمية الثالثة تندلع الآن على هذه الأرض. إذ لم يتم حل المشكلة بشكل أساسي، فمن الصعب إيجاد الحلول العسكرية. لقد أصبح الصراع عميقاً لدرجة أنه لا يمكن تجاوزها بدون حرب. نظراً لأن هذه القوى تتصرف وفق مصالحها، لم يتم التعامل مع المشكلة بشكل أساسي، وبالتالي فإن الأزمات تتعمق وتتحول المشاكل إلى عقدة كأداء لا يمكن حلها.

يشير الوضع الحالي أيضاً إلى أن المنطقة تتجه نحو حروب أعمق. للأسف أكثر من يعاني من هذه الحرب هم سكان المنطقة أنفسهم، لأن الذين يعيشون على هذه الأرض ويعانون من تداعياتها من كافة النواحي هو الشعب. عندما اجتاح الاحتلال التركي أراضينا مثل عفرين وسري كانيه وكري سبي، رأينا ماذا حل بالأهالي. لكن الكثير من الناس يتجاهلون كل هذه الأوضاع ولا يتخذون أي موقف حياله. لأنهم يرون أن هذه الحرب بعيدة ولا تؤثر عليهم ويتعاملون معها وفقاً لمصالحهم الخاصة، فهناك سياسة ضيقة للغاية وقائمة على المصالح تسبب في تعميق الكارثة الإنسانية.

 

كيف تنظرون إلى الهجمات والتهديدات المستمرة على مناطق شمال وشرق سوريا؟

تريد تركيا الاستفادة من الوضع الراهن وإعادة إحياء أطماعها القديمة وأحلامها طويلة المدى. والاستفادة بشكل كامل من الفراغ الذي نشأ في الوضع الحالي. فهي تعقد مختلف الصفقات مع جميع الأطراف من أجل تحقيق مصالحها ضد أهالي شمال وشرق سوريا.

الدولة التركية تستخدم الأوراق بشكل جيد وتستخدم ضعف الأطراف والقوى الموجودة. الاساليب التي تستخدمها لا تتوافق مع المعايير الأخلاقية. تتصرف وكأن مناطقنا غير آمنة، وتعمل على تنفيذ خطتها بحجة "منطقة آمنة". وبحجة الهجرة، تريد توطين الناس هنا وتهجير سكان المنطقة من أراضيهم. لقد رأينا بأم أعيننا أوضاع المناطق التي تحتلها تركيا مثل عفرين وسري كانيه والباب وإدلب. أين أهل هذه المناطق؟ من هم الذين استقروا في الأراضي المحتلة؟ هناك مرتزقة ونعلم أن الأراضي المحتلة أصبحت مركز للمرتزقة. يعتبر المرتزقة أن الدولة التركية هي دولتهم، ويتجهون نحوها. نحن نعلم أن المرتزقة تنتشر في هذه المناطق. فإذا اندلعت الحرب في شمال وشرق سوريا، فستكون الأوضاع خطيرة جداً. وستخلق معركة كبيرة وصعبة للغاية. لن تقتصر هذه الحرب على سوريا بل ستتأثر بها منطقة الشرق الأوسط عموماً.

أذا حدث هجوم جديد، لن يتمكن سكان المنطقة من تحمله وسيخرجون عن نطاق السيطرة وسيؤثر ذلك على جميع الدول المجاورة أيضاً. الآن نشهد الأزمة الاقتصادية والسياسية، وسوف تسوء الأوضاع بشكل أكبر. مشروع الأمة الديمقراطية يقضي على المشكلة القائمة ويقرب الناس من بعضهم البعض. منطقتنا تدافع عن المشروع الحالي، وشعوب المنطقة تعيش معاً. نموذج الحل الأكثر قوة هو نموذج الأمة الديمقراطية. لكن الوضع الحالي وتهديدات الدولة التركية تؤدي إلى تعميق الأزمة بشكل أكبر.

 

ما هو موقف حكومة دمشق من هجمات الدولة التركية؟

إن تهديدات وهجمات الدولة التركية ليست جديدة ولم تتوقف، في الآونة الأخيرة يتم الحديث عنها بشكل أكثر، لأن هناك أزمة داخلية وتزداد عمقاَ، ومن أجل الخروج من هذه الأزمة، فهم بحاجة إلى نصر جديد. أردوغان يريد أن يخطو خطوة جديدة من أجل تنفيذ مخططات جديدة، فهو يريد الاستفادة من الأطراف وبموافقتهم يريد شن هجوم جديد. مع تزايد التهديدات والترهيب، دخلنا مرحلة الحوار والمفاوضات. كل جهودنا تنصب لمنع مثل هذه الحرب، ونحن مستعدون لكل ما يقع على عاتقنا. نبلغ الأطراف بمخاوفنا وعواقب اندلاع الحرب. كما أننا جزء من الأراضي السورية لذلك فإننا نجري مفاوضات من أجل حل يتم تحقيقه في إطار وحدة سوريا.

هذه الهجمات ستشكل تهديداً خطيراً على الشعب في الأراضي السورية. تنتهج الدولة التركية اليوم سياسة التتريك والتدمير في الأراضي المحتلة. نحن في خضم مساعي حثيثة لإيجاد حل مشترك معاً. ونحن مقتنعون بأن الحكومة السورية ترى وتدرس المخاطر الحالية. نحن منفتحون على إيجاد حل مشترك معاً والوقوف في وجه هذه الهجمات.

 

مع استمرار تهديدات الدولة التركية عقدتم في قوات سوريا الديمقراطية اجتماعاً طارئاً مع مجلس سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية، هل يمكنك التحدث حول النقاط الرئيسية التي تمت مناقشتها خلال الاجتماع؟

كانت الاجتماعات التي عقدت اجتماعات طارئة، في البداية عقدنا اجتماعاً للمجلس العسكري في قوات سوريا الديمقراطية، ومن ثم اجتماعاً مع مجلس سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية. وكانت الأجندة الرئيسية لهذه اللقاءات هي تهديدات وهجمات الدولة التركية واحتمال قيام الدولة التركية بهجوم جديد على المنطقة، ومعرفة تداعيات هذه التهديدات والاستعداد لصدها.

وقمنا بتقييم الوضع الأخير، وما يقع على عاتقنا في الوضع الحالي من الناحية السياسية والدبلوماسية. كمجال عسكري، فإن استعدادتنا على أعلى مستوى. إذا اندلعت حرب جديدة فلن تكون كما كانت من قبل. شعوب المنطقة أنفسهم هم الذين يستطيعون الدفاع عن أنفسهم، وهناك قوى خارجية ولكن المهم في النهاية هي وحدة شعوب المنطقة وتهيئة ابناء المنطقة للدفاع عن أنفسهم.

 

ما هو دور المرأة في هذه المرحلة الصعبة؟

الحرب التي تريدها الدولة التركية الآن تقوم على الإبادة. هناك حل واحد فقط وهو إعداد أنفسنا وتقويتها. لقد أثبتت العديد من النشاطات الشعبية والبيانات عن استعدادهم لأداء مهامهم.

معظم الذين نالوا نصيبهم من هذه الحروب في الفترات السابقة كانوا من النساء والشباب. من أجل منع هذه الحرب، فإن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق النساء. لأن النساء هن أساس المجتمع ولديهن إرادة قوية. للنساء دور رئيسي في المرحلة الحالية. وقد أعلن الشباب مؤخراً عن موقفهم بأنهم مستعدون لمثل هذه الحرب وأنهم مستعدون لأداء المهمة التي تقع على عاتقهم حتى النهاية. هدف الدولة التركية في هذه الحرب هو سلب هوية الشعب. لا يمكن تحقيق الحياة إلا من خلال المقاومة. الخطة الخطيرة للدولة التركية تهدف إلى تعميق الصراع في المنطقة وتصعيد الصراع بين الكرد والعرب. الحل الأول حالياً هو الالتفاف حول المشروع الذي نقوم بإدارته الآن والدفاع عنه. كقوات عسكرية، فإن المهمة الرئيسية تقع على عاتقنا، حتى نتمكن من حماية وجود شعبنا ومنطقتنا، سوف نؤدي كل ما يقع على عاتقنا، يجب أن يعلم الجميع بذلك. يجب أن يجهز شعبنا نفسه في جميع أنحاء المنطقة، والتهديد لا يقتصر فقط على منطقة واحدة. أردوغان يتحدث عن تل رفعت ومنبج.

ربما تم التركيز على هاتين المنطقتين ولكن المنطقة بأكملها مهددة. جميع المهجرين والنازحين من المناطق السورية يعيشون في شمال وشرق سوريا.  أهلنا من عفرين الذين هجروا يسكنون الآن في كوباني. كانت كوباني مرحلة مهمة في ثورتنا. من أجل إنهاء معاناة الناس، يجب علينا بالطبع أن نقوي أنفسنا وهذا الأمر يقع على عاتقنا. يومياً يتم استهداف أهلنا الذين يعيشون في المناطق الحدودية ويقتلون بلا ذنب. علينا أن نناضل لجعل المنطقة مقبرة للدولة التركية. وبما أن كوباني كانت بداية هزيمة مرتزقة داعش، فسيكون ذلك عاقبة حكومة حزب العدالة والتنمية وأردوغان. يمكننا معاً وضع حد لمخططات التصفية والمجازر الوحشية هذه.

https://1128498596.rsc.cdn77.org/19-06-2022-qamislo-newroz-ehmed-gesedanen-dawi-besa-1.mp4

https://1128498596.rsc.cdn77.org/19-06-2022-qamislo-newroz-ehmed-gesedanen-dawi-besa-2.mp4

https://1128498596.rsc.cdn77.org/19-06-2022-qamislo-newroz-ehmed-gesedanen-dawi-besa-3.mp4