نكين شيخ الإسلامي وطني: قضية المرأة هي قضية عالمية وسياسية

في ظل تصاعد الاحتجاجات بعد مقتل مهسا أميني، أكدت الناشطة في مجال حقوق المرأة نكين شيخ الإسلامي وطني أنه يجب تغيير النظام السياسي في إيران، الذي يتجاهل النساء ولا يمنحهن أي حقوق.

مجدة كرماشاني

مركز الأخبار - أدى مقتل مهسا أميني وشيلر رسولي خلال فترة أقل من أسبوع إلى انتفاض النساء ضد النظام الإيراني، واندلاع احتجاجات في عدة بلدان حول العالم.

حول حادثة مقتل الإيرانية مهسا أميني 22 عاماً، أجرت وكالتنا لقاء مع الناشطة في مجال حقوق المرأة نكين شيخ الإسلامي الوطني.

قيمت نكين شيخ الإسلامي الوطني الاحتجاجات الأخيرة في شرق كردستان وإيران وقالت "يمكن تقييم الاحتجاجات الأخيرة من جهتين، فهذه الاحتجاجات هي للنضال مع أجل حقوق النساء، والآخر هو شعب إيران بشكل عام وأهالي مدن شرق كردستان. فقضية الخبز والحرية والعمل والعديد من القضايا الأخرى التي تخص هذه الفئة وضعتهم تحت ضغط، كما أن القضايا الاقتصادية والثقافية والاجتماعية تأثرت بالديكتاتورية والثقافة الجندرية والنظام الأبوي في إيران، لذلك اندلعت احتجاجات في العديد من المناطق".

وأوضحت "خلال فترة قصيرة شهدنا مقتل امرأتين، شيلر رسولي ومهسا أميني بسبب النظام الأبوي وعقلية المجتمع الإيراني، في الواقع، كل احتجاج يحمل شعاراً، فالشعارات التي يتم اختيارها وترديدها تمثل تفكير وعقلية الناس في تلك الاحتجاجات".

وأضافت "هذه الاحتجاجات قادتها النساء، والشعارات التي رددت مأخوذة من نفس النظام الذي يمكّن المرأة من محاربة النظام الأبوي والعقلية الأبوية الموجودة في العالم. "المرأة حياة حرية" شعار يردد دائماً، واليوم يتكرر هذا الشعار ليس فقط في إيران ولكن في كثير من أنحاء العالم من أمريكا اللاتينية إلى إسبانيا إلى صنعاء. وهذا يدل على وحدة وتضامن النساء في احتجاجاتهن".

وبينت أن "المظاهرات التي خرجت في إيران بعد ارتفاع أسعار البنزين كانت احتجاجاً على الوضع الاقتصادي المتردي، وكل الاحتجاجات النقابية من قبل المعلمين إلى الممرضات وإضرابات الحافلات كانت بسبب الظروف المعيشية، وضد استغلال النساء والرجال لسنوات في ظل القمع والعبودية واضطهاد النظام الرأسمالي والأنظمة الليبرالية في العالم".

 

"يجب تغيير النظام السياسي في إيران"

أكدت نكين شيخ الإسلامي الوطني كلام القائد عبد الله أوجلان بأن النساء هن أكثر من تتعرضن للاضطهاد في العالم "تتعرض المرأة في الشرق الأوسط للاستعباد والقهر باسم الدين والإسلام، أما في أوروبا وأمريكا تتعرضن لشكل آخر من الاضطهاد، حيث فقدن في الآونة الأخيرة حقهن في الإجهاض بعد إلغاء قانون الإجهاض في بعض الولايات الأمريكية. في الواقع، قضية المرأة هي قضية عالمية وسياسية، وحتى حجاب المرأة هو سياسي أيضاً.

وأضافت "إيران في أزمة دولية ولا ينبغي تجاهلها. ويمكن رؤية صورة مهسا أميني في جميع صحف العالم اليوم. كانوا يحاولون تجاهل أي حادث لمصلحتهم الخاصة، كانوا يتخلون عن القضايا بناءً على مصالحهم السياسية والاقتصادية، لكن هذه المرة لم يفعلوا ذلك أو لم يتمكنوا من القيام به".

وأشارت إلى نضالات الشعب الكردي وتجاهل مطالبه "دول المنطقة والدول الأوروبية، والأمريكيون أنفسهم في أزمة اقتصادية وسياسية مع إيران. لقد خاض الكرد في الشرق الأوسط صراعات واسعة النطاق لسنوات عديدة، وهناك العديد من النساء على المستوى الدولي قاتلن وناضلن ولكن لأن سياسات دول المنطقة كانت لها مصالحها الاقتصادية والسياسية، فقد تجاهلوا ذلك. وتم تجاهل قضية كردستان لسنوات عديدة، لكن قضية مقتل مهسا أميني أكدت على التضامن والوحدة بين النساء في جميع أنحاء العالم".

وعن التصريحات الصادرة عن المؤسسات التابعة للنظام الإيراني وخاصة القضاء وإيضاح سبب وفاة مهسا أميني قالت "إن تصريح رئيس القضاء فيما يتعلق بمعالجة قضية مهسا ما هو إلا أكاذيب. لن تقبل النساء المحبات للحرية هذه الوعود بعد الآن. يجب تغيير النظام السياسي في إيران. لدينا مشكلة في النظام بأكمله، نظام يتجاهل النساء، لا يمنح المرأة أي حقوق، وفي الحقيقة أن هذه التصريحات تشير إلى أوضاع إيران الاقتصادية وقضايا أخرى كالأزمات السياسية والاقتصادية، مما دفع السلطات الإيرانية للرد على وفاة مهسا والوعد بالتعامل معها".