ناشطة سياسية: تركيا تخشى نضال المرأة في روج آفا كونه امتد إلى شرق كردستان

ترى الناشطة (س. م) أن البنية التحتية لروج آفا تظهر قوة المرأة وحرية العمل والثقة بالنفس حيث تلعب دوراً أساسياً في مشروع الأمة الديمقراطية، وهذا سبب جدي لعداء الحكومة التركية لها.

جوان كرمي

كرماشان ـ منذ الرابع تشرين الأول/أكتوبر الجاري، شن الجيش التركي هجمات واسعة على مناطق شمال وشرق سوريا، ولقي العشرات من المدنيين، بينهم نساء وأطفال وشيوخ، حتفهم نتيجة هذه الهجمات.

تعتبر تركيا نظام الحكم الذاتي لروج آفا وإدارة شمال وشرق سوريا يشكل تهديداً خطيراً عليها، لذلك تستهدف البنية التحتية الاقتصادية والإنتاجية في روج آفا من خلال هذه الهجمات، بما في ذلك المشافي والمدارس ومحطات الطاقة.

وحول هذه الهجمات بمختلف زواياها وأبعادها، أجرت وكالتنا حوار مع الناشطة النسوية والسياسية (س. م) من مدينة كرماشان بشرق كردستان.

 

لماذا تكثف تركيا هجماتها على روج آفا وخاصةً مراكز الإنتاج التي تشكل النساء غالبية العاملين فيها؟

روج آفا هو نظام جديد، نظام ضد الاستغلال الطبقي الرأسمالي وحركة جنسانية، وفي الواقع فإن هدف هجمات الدولة التركية على روج آفا هو تدمير هذا النظام ومشروع الأمة الديمقراطية، ففي السنوات الأخيرة، هاجمت تركيا بشكل مستمر ودون توقف البنية التحتية والمرافق العامة في شمال وشرق سوريا، وتعتبر هذه الهجمات جرائم حرب وإبادة جماعية.

وتلعب المرأة في مناطق شمال وشرق سوريا وخاصة في روج آفا دوراً أساسياً في إدارة المجتمع وتنظيمه والنهوض به من خلال إنشاء مراكز ومصانع تديرها نساء أخريات وتعملن فيها لزيادة إنتاج المنطقة وتطوير اقتصادها، وقد يكون هذا سبباً جدياً في عداء الدولة التركية لمراكز الإنتاج التي تعمل فيها النساء.

فيما يتعلق بالتغطية الإخبارية الضعيفة والقليلة للهجوم على روج آفا من قبل وسائل الإعلام الرئيسية، تجدر الإشارة إلى أنه بما أن تركيا لها حلفاء على المستوى العالمي، فمن الطبيعي أن يتم التعامل مع الهجمات بأنها "أمر طبيعي" أو يتم تمثيل السياسات الإقليمية لهذه الحكومة في وسائل الإعلام برقابة أو بكثافة قليلة جداً.

 

كيف تنظر النساء في شرق كردستان إلى هجمات الاحتلال وما هو موقفهن؟

تعتبر النساء على نطاق واسع في شرق كردستان وتحديداً في مدينة كرماشان، الهجوم على روج آفا بمثابة جريمة من قبل الدولة التركية الفاشية ضد المشروع الديمقراطي، وتشعرن بقلق كامل إزاء هذه الهجمات وتتخذن موقفاً ضدها، ونؤكد على ضرورة مقاومة الاحتلال التركي الفاشي.

وبشكل عام، تطور وضع المرأة في شرق كردستان بشكل ملحوظ مقارنةً بالعام الماضي من حيث التغطية التطوعية، وخلق التضامن النسائي على مستوى المجتمع، والوعي بنضالات المرأة وبالنوع الاجتماعي، وغيرها.

فالنساء في روج آفا ونضالاتهن، بدءاً من نضالهن ضد داعش والاحتلال التركي ومرتزقته، كن بمثابة نموذجاً مؤثر بالنسبة للنساء في شرق كردستان، ومن الواضح أن نضالات المرأة في روج آفا ساعدت وستستمر في تحسين وضع نضالات النساء في شرق كردستان.