ناشطة سياسية: قانون الانتخاب مجحف يحرم المرأة من مواقع صنع القرار

أكدت الناشطة السياسية يسرى التنير على أن قانون الانتخاب المجحف قد حرم المرأة من الوصول إلى موقع صنع القرار.

سوزان أبو سعيد

بيروت- لفتت يسرى التنير انتباه الكثيرين في محيطها البيروتي بجرأتها في قول الحق من جهة، وبتفاعلها مع المواطنين عن كثب، ما يؤكد أن المجتمع النسائي البيروتي يمكن أن يلعب دوراً محورياً لمكافحة الفساد.

عن عملها السياسي قالت يسرى التنير مومنة لوكالتنا "العمل السياسي الذي انخرطت فيه مؤخراً، فقد جاء رداً على أن الواقع السياسي بات يمثل مهزلة، فالوجوه على المسرح السياسي لم تتغير منذ 30 إلى 40 سنة، وإذا أردنا التصدي لمشكلة اجتماعية أو إنمائية أو اقتصادية، والفساد الذي وصل إلى أصغر دائرة في الدولة فعلينا أن ندخل مجال السياسة، لنتمكن من إحداث التغيير المنشود، وتوجيه المسار نحو قضايا تربوية وصحية وخدماتية، لأنه، وللأسف، لم يبقَ مجال في لبنان إلا ونخره الفساد بسبب السياسيين الموجودين".

وأضافت "عندما اندلعت الثورة في 2016 طرح اسمي لخوض الانتخابات البلدية، ولكن، ولتوجه سياسي ما شُطبت من اللائحة قبل ستة أيام من موعد الانتخابات من قبل أحد الأطراف السياسيين، لأنني واجهت هذا الطرف بأنه غير صادق بتوجهاته، ولذا لا أتبع أي مسؤول أو طرف سياسي، علماً أن علاقاتي الشخصية جيدة مع الجميع، أنا مستقلة، أواجه أي خطأ وجهاً لوجه".

وعن الانتخابات النيابية الأخيرة قالت "كنت متحضرة نفسياً لخوض الانتخابات النيابية 2022، وكنا نأمل بأن يكون هناك ضغط وقتها لتغيير القانون الانتخابي المجحف الذي وضعه الزعماء، وجاءت الثورة وتمكنوا من أن يلهوا الناس، وكنت حينها ناشطة في الثورة ومتواجدة دائماً وكان صوتنا عال ولم نترك الساحات أبداً، ودائماً النساء كن قائدات وفي الخطوط الأمامية وقد تعرضن بالفعل للضرب والقنابل المسيلة للدموع".

وأوضحت "ألهوا الناس بالأمور الاقتصادية ونهبوا وسرقوا أموالهم في المصارف، وقاموا كذلك بتهريب أموالهم كما تعلمون، وآلت الأمور إلى ما آلت إليه، وحصلت الانتخابات بهذا القانون "المعوق" والمجحف بحق الشعب والمستقلين والمرأة، وجاءت المنصات التي اعتقدنا أنها لمصلحة الناس والتغيير، واخترقت الثورة بأشخاص تابعين لأحزاب، وعاد اصطفاف الناس الذين كانوا في الساحات والطرقات حول زعمائهم للأسف، في وقت كنا نظن أنهم خلعوا عباءة الزعيم، وهنا أنا لست ضد جمهور الأحزاب ولكن للأسف أعادوا انتخاب الطبقة السياسية التي كانت موجودة، بدلاً من أن ينتخبوا وجوهاً جديدة تسعى لتغيير جذري ومنشود".

وأضافت "بالعودة إلى قانون الانتخاب الذي أجبرنا على أن نكون في لائحة، وكما تعلمون الانتخابات بحاجة إلى الكثير من المال، وهنا جاءت المنصات التي جمعت أموالاً من الاغتراب ومولت الحملات الانتخابية، واختاروا كما يريدون من يسمونهم "تغييريين" ليمثلوا الثورة، مع احترامي لكثير من الأشخاص الموجودين بينهم، والذين تمكنوا من خرق اللوائح، فهم يبقون أهم من الموجودين من الطبقة السياسية وزعماء الطوائف".

وعما إذا كانت محبطة قالت "بالعكس، لست محبطة أبداً، وسأكمل ولن أتعب وصوتي عالٍ، لكن طالما القانون الانتخابي كما هو اليوم فمن المؤكد لن أترشح، وطالما أن الشعب لا يزال تابعاً للزعيم والمال الانتخابي يلعب دوره فأكيد لن أترشح، لأنهم باعوا واشتروا الكثير من الناس، فضلاً عن أن الحضور الإعلامي لم يكن عادلاً، ولا نستغرب أن عاد الشعب وانتخب نفس الأشخاص الذين أوصلوه إلى هذا التدهور الخاص، فانظروا إلى المجلس النيابي اليوم فهو غير قادر على اتخاذ قرار".

وعن الواقع القائم اليوم بين تضارب الصلاحيات بين بلدية بيروت ومحافظة بيروت أوضحت "لا أعارض أي شخص لديه الكفاءة في لبنان، وبالنسبة إلى محافظة بيروت، فأنا مع الكفاءة والمداولة بين جميع الطوائف وضد تقسيمنا طائفياً، وواقع العاصمة اليوم متدهور وهناك تضارب في المسؤوليات، وهذا يرمي باللائمة على ذاك، والنتيجة تدهور أحوال العاصمة وأحوال الناس المعيشية، ولا أريد أن أذمَّ أحدا، ولكن المجلس البلدي الحالي هو أسوأ مجلس بلدي على بيروت، مع أن جميع من في المجلس هم أصدقاؤنا وكذلك رئيس البلدية، لم يقوموا بأي شيء، وضع بيروت مبكٍ، ليس بالنسبة لهذا المجلس فحسب، وإنما بالنسبة للمجالس السابقة، ولكني سأستمر في مكافحة الفساد المستشري بكل الوسائل المتاحة لدي".

وقالت "علمنا بفشلنا سلفاً في هذه المعركة الانتخابية، لكن سأستمر في مسيرتي حباً وشغفاً بالتغيير، وبتحسين وضع مدينة بيروت بالذات، ولبنان عموماً، فأنا بنت بيروت، ويؤلمني ما آلت إليه أمور عاصمة البلاد، ومستمرون بإعلاء صوت الحق ومع الناس الذين يشبهوننا، فلن نكل ولن نمل، وأدعو أهلنا في بيروت في الانتخابات البلدية القادمة ألا يتقاعسوا، وأن يكونوا يداً واحدة وبدون شرذمة للقوى كما حصل في الانتخابات الماضية، التي فرزت الوجوه نفسها، وعلى الرغم من أن التغييريين أقلية، فنحن نشد على أيديهم، ونطالبهم بالعمل نحو التغيير ومع الشعب، لتحصيل ما خسرناه".