ناشطة: بشعار Jin jiyan azadî وصلت نساء العالم إلى الوحدة والتقارب

شددت الناشطة النسوية إلهة صدر على وحدة نساء العالم في النضال ضد السلطة الأبوية واعتبرتها نتيجة لانتفاضة "Jin jiyan azadî".

شهلا محمدي

مركز الأخبار ـ مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لمقتل جينا أميني واندلاع الانتفاضة الشعبية، أشادت الناشطة النسوية إلهة صدر بمقاومة الشعب الذي بالرغم من كافة الانتهاكات التي ترتكب بحقه والهجمات الموجهة ضده والعنف الممارس عليه من قبل الحكومة الإيرانية، إلا أنه لا يزال مستمر باحتجاجه وعصيانه المدني بأشكال مختلفة.

 

النار التي اندلعت من تحت الرماد

وصفت الناشطة النسوية إلهة صدر سياسات الحكومة الإيرانية الأخيرة بشأن فصل الطلاب والمدرسين وأساتذة الجامعات بـ"الفظيعة"، مضيفةً "تحول نضال الشعب طوال أربعة عقود إلى ثورة نسوية رائعة وارتبط نضال المرأة بالأمم المضطهدة والطبقات المحرومة التي مورس عليها القمع".

وأشارت إلى أن الشعب يجب أن ينهض من جديد، مثل النار التي تندلع من تحت الرماد، والشعب بشجاعته الخاصة سيدعم هذه الانتفاضة من جميع الزوايا، فهي تدفع بالمجمع نحو الأمام.

وحول السياسات الخاطئة للحكومة الإيرانية، قالت إن "الجمهورية الإسلامية تعتقد أنها تستطيع بمثل هذه السياسات تهدئة الاحتجاجات إذا لم يحدث هذا. رأيت في مقال أن التضخم في إيران وصل إلى أكثر من 50 % لا أعرف كيف يعيش الأهالي ويديرون معيشتهم. لا أستطيع أن أحصل على فهم صحيح للوضع في البلاد، لكني أعلم أنهم يتعرضون لضغوط شديدة، ليس فقط الضغط الاقتصادي بل السياسي والثقافي أيضاً. قد تكون الحكومة قادرة على دفع الناس إلى الوراء قليلاً على المدى القصير وقمع الاحتجاجات، لكن على المدى الطويل، لا شيء ممكن لأن الناس لا يستطيعون الاستمرار في العيش بهذه الطريقة".

وفي معرض مقارنة ثورة "Jin jiyan azadî"، بثورة الجمهورية الإسلامية أكدت إلهة صدر على زيادة وعي الشعب "أعتقد أن عام 1978 كان له طابع آخر وفي عام 1979 قامت الحكومة بثورة ثقافية، أصبحت أنا أحد ضحايا هذه الثورة وقد طردت كطالبة وأغلقوا الجامعات قبل ذلك بعام، وبعد الثورة فتحت الجامعات، ونجحت في امتحانات الفصل الدراسي النهائي، لكن الكثير من الطلاب لم يتمكنوا من إكمال مسارهم، وبعد أن أنهيت دراستي، لم يُسمح لي بالعمل".

وأضافت "إن تلك الفترة أثرت على العديد من الأهالي، وإذا تمكنت الجمهورية الإسلامية من الاستمرار، فقد تمكنت من خلال استغلالها بسبب الحرب الإيرانية العراقية لأنه عندما تحدث حرب في بلد ما، ترتفع المشاعر القومية لدى الناس ويقفون خلف الحكومة حتى لا يتم التعدي على حدودهم، لكن هذا ليس هو الحال الآن والشعب ليس هؤلاء الناس لقد أصبحوا أكثر وعياً وشجاعة، فبالرغم من أن الشرطة تضرب النساء في الشارع، إلا أنهن لا تزلن تظهرن بدون حجاب. إنهم يطردون المعلمين والأساتذة، لكنهم ما زالوا يقولون بصوت عالٍ إننا نقوم بعملنا ولن نقع تحت وطأة هذا النظام المتخلف والرجعي".

 

"لا يجب أن نختصر الثورة بقضية الحجاب"

فيما يتعلق بثورة "Jin jiyan azadî"، قالت إلهة صدر إن هذه الثورة النسوية لم يكن السبب الوحيد هو الحجاب، ولكن منذ وصول الجمهورية الإسلامية إلى السلطة، حرمت المرأة من جميع حقوقها الفردية والاجتماعية، وكان الحجاب في الواقع رمزاً لإخضاع المرأة وبذلت الجمهورية الإسلامية قصارى جهدها لأخذ إرادة النساء وتحويلهن إلى آلات إنجاب وربات منزل فقط وتتبعن الرجال، لكن الآن أصبحن أكثر مقاومة وواصلن نضالهن.

كما شددت على وحدة نساء العالم في الكفاح ضد السلطة الأبوية واعتبرتها نتيجة للثورة "قبل هذه الثورة، كانت النساء في الغرب تنظرن إلى نساء الشرق الأوسط على أنهن متأخرات عنهن إلى حد ما، لكن مع اندلاع الثورة غيرن نظرتهن تجاه هؤلاء النساء. كما أن النساء الشرق أوسطيات كافة عبرن عن تضامنهن مع نساء إيران من خلال العديد من الفعاليات والمبادرات واستطعن الوصول إلى التقارب والوحدة مع كل منهن، حتى أن نساء أفغانستان وتركيا سرعان ما دعمن الثورة من خلال تنظيم احتجاجات مختلفة، وقامت نساء الأرجنتين وتشيلي وإسبانيا بمظاهرة كبيرة وكان العالم كله يتلخص في شيء واحد، وهو أن نساء العالم لم تعد ترغبن في أن تهيمن عليهن السلطة الأبوية".

 

"الرجل الوطني" شعار مناهض للنسوية

وأكدت إلهة صدر أنه خلال الانتفاضة الأخيرة وجد الناس طريقهم وحددوا مطالبهم "الآن وبعد عام واحد، تعد الانتفاضة حدثاً كبيراً في إيران. اليمينيين يحاولون تغيير مسار الثورة منذ الأيام الأولى حيث وضعوا شعار "الرجل الوطني" بدلاً من "Jin jiyan azadî" فشعارهم يناهض النسوية بشدة".

وأضافت "لقد وصل الشعب في البلاد الآن إلى مسألتين. الأول السلطة في أيدي الشعب؛ وهذا يعني أنهم لم يعودوا يهتمون بدعم الغرب والحكومات الإمبريالية، والثانية معرفة قوى اليمين التي تسعى إلى استعادة النظام الملكي في إيران، لذلك يجب على الشعب واليساريين والديمقراطيين أن يعززون أنفسهم قدر الإمكان، وذلك يأتي من الوحدة والتنظيم والتشبيك ومحاولة إنشاء مجالس مختلفة في كل مكان، في المدرسة، الجامعة، المشافي وأي فئة اجتماعية، علينا إنشاء منظمات صغيرة وشعبية حتى نتمكن من الحفاظ على علاقاتنا مع بعضنا البعض ضد هجمات الجمهورية الإسلامية".

وفي ختام حديثها، قالت الناشطة النسوية إلهة صدر "آمل أن نصل إلى نتيجة في أقرب وقت ممكن ونزيل هذه القوى القمعية من إيران، ونعيش بشكل ديمقراطي وحر دون مركزية وتعددية، فهذه هي قوتنا".